"داعش" يسخر من ميشيل أوباما: "أعيدوا لنا الهمفي"
الصورة التي تظهر السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما، تطالب "داعش" بإعادة المدرعات الأميركية المسروقة في العراق، تمثل تجسيداً ساخراً ومؤلماً، لما هو عليه الشرق الأوسط اليوم. الصورة مفبركة بالطبع، تأتي من باب التهكم بوعود الإدارة الأميركية للقيادة العراقية بالمساعدة العسكرية. سبق لميشيل أوباما أنّ غرّدت تلك الصورة على "تويتر" في شهر أيّار/ مايو الماضي، تضامناً مع طالبات نيجيريات اختطفهن تنظيم "بوكو حرام" المتشدّد، والقريب من "القاعدة". تحمل السيدة الأميركيّة الأولى في الصورة، ورقة بيضاء كُتب عليها "أعيدوا لنا فتياتنا". تحوّلت الصورة إلى "ميم"، يستخدم بكثافة على الإنترنت للسخرية، من خلال استبدال عبارة "أعيدوا لنا فتياتنا" بعبارات أخرى، منها مؤخراً "أعيدوا لنا الهمفي".
نُشرت الصورة على حساب الناشط الإعلامي مع "داعش" أيمن التميمي على "تويتر"، ومعها عشرات الصور للغنائم الحربيّة المحمّلة على عربات ضخمة، وفي مقدمتها عربات "الهمفي" الشهيرة، وهي تشقّ طريقها باتجاه "مستعمرة" التنظيم على الأراضي السورية.
ثمّة ما يتجاوز السخرية في المنافسة الحالية، بين أجهزة الرصد التابعة للمخابرات الغربية على شبكات التواصل الاجتماعي، ونشاط المجموعات الجهادية على تلك الشبكات، الكثيف إلى حدّ مذهل. قبل يومين، أقرّت روسيا بناءً على طلب من مجلس "الدوما"، قانوناً "يجرّم تمويل التطرف والدعوة إليه عبر الانترنت"، مهدداً بعقوبات تصل إلى حدّ السجن ستّ سنوات. بدورها أصدرت وزارة الداخلية البريطانية أمراً بحظر نشر أيّ لقطات فيديو لـ"داعش" على الإنترنت، بعد نشر فيديو ظهر فيه مواطنون بريطانيون ينتمون للتنظيم وهم يحضون مواطنيهم على الالتحاق بهم. ووفقا لـ"بي بي سي" فإنّ وزارة الداخلية البريطانية "لن تتسامح أبدا مع الدعاية المتطرفة عبر الإنترنت"، وستحجب تلك المواد.
من جهة أخرى، نشرت "نيويورك تايمز" تحقيقاً مطولاً حول قدرة التنظيم الذي ينمو يومياً على التكيف والتمدّد على الأرض، بموازاة التمدّد إعلامياً أيضاً. على سبيل المثال، وفي الأشهر الأولى من هذا العام، ابتدع خبراء معلوماتية قريبون من التنظيم تطبيقاً خاصاً لأنظمة "أندرويد" تحت اسم "فجر البشائر"، أطلقته مؤسسة "الفرقان" الإعلامية التابعة له. وبحسب مجلّة "أتلانتيك" الأميركيّة، باستطاعة ذلك التطبيق الإخباري، أن يحوّل كل خبر صادر عنه، إلى آلاف التغريدات القادرة على تخطي نظام حجب "السبام" في "تويتر". ووفقا لأحد المحللين على قناة "سي بي أس" الأميركية، فإن هذا يتعدى "الأفكار الطارئة" إلى "برنامج معلن للانتشار إعلامياً"، خصوصا أن تنظيماً كـ"داعش" ينشر ما يقارب 40 ألف تغريدة يومياً.
وفقاً لهذه التقديرات، سواء بقي "داعش" محتلاً لمساحة جغرافية محددة، أم تناثر كما هي حال "القاعدة" الآن، فإن نبوءة افتراضية سبقتنا أفلام الخيال العلمي إليها في طور التحقق. تبدو قصة الملياردير المجرم المتواري عن الأنظار، والذي يظهر فجأة بمشروع للسيطرة على العالم، كما في أفلام "سبايدرمان"، و"سوبرمان" وحتى "أوستن باورز"، أقرب إلى الحقيقة من أي وقت آخر. أما خصومه من الأبطال الخارقين فلا أثر لهم بعد.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد