خوارج السلطة والمعارضة على الانترنت بسورية

بهية مارديني ـ إيلاف: ينظر الى النشر عبر مواقع الانترنت في سورية كمساحة للحرية ومتنفس للتعبير، ويقدم بعض الكتاب السوريون الناشطون على الانترنت انفسهم على انهم "لا سلطة ولا معارضة، بل هم خوارج، ارادوا تقديم صيغة جديدة اكثر جدية محورها المصداقية "، ويؤكدون ان "ما لايستطيعون كتابته في الصحف السورية يمكن تقديمه عبر الشبكة العنكبوتية".
الصحافي السوري نبيل صالح الممنوع عن الكتابة والنشر في جريدة تشرين الرسمية السورية منذ حوالي العام يراس تحرير موقع الجمل ، واعتبر ان الجمل" بالدرجة الاولى مشروع تنويري شامل يعمل على توسيع دائرة المعرفة والتواصل الوطنيين عبر نفض الغبار عن المهمل والخوض في اللامفكر فيه".
واكد صالح ان خطابنا الاعلامي اقرب مايكون الى الخوارج اذ اننا نختلف عن توجهات السلطة والمعارضة اللتين تتبادلان الادوار بين حقبة تاريخية واخرى .
واشار صالح في لقاء مع ايلاف الى انه يوجد في الانترنت مؤخرًا فوضى ، واننا نحاول اعادة تقاليد وادبيات المهنة واعادة الاعتبار لها اذ يجب تكريس التقاليد الجيدة . واكد اننا "نتوخى الموضوعية وان لدينا خطوط حمراء فهناك معايير للجودة ومعايير اخلاقية ومعايير سياسية في أي طرح حسب رؤيتنا وحسب سياستنا وحسب نظرتنا للموضوع" .
اما الصحافية السورية سعاد جروس مديرة تحرير موقع الجمل شددت على اعادة الاعتبار للكلمة وعدم الاساءة وتقديم اقل قدر ممكن من الاثارة وعدم التسرع ومخاطبة العقل ، ونوهت الى ان الصحافي لا يقدم بضائع استهلاكية ولذلك كان اهتمامهم بالدراسات المطولة والأبواب المهمة . ولفتت الى أنهم لا يأخذون الخبر السياسي كما هو بل يتم البحث عن خلفياته ويضعون موقفهم ويعيدون الاعتبار للعنوان الصحافي.
واشارت جروس الى ان الصورة اخذت الكثير من اهمية وحضور الكلمة في الصحافة المكتوبة وكذلك الالوان والفلاشات في الانترنت اخذت الكثير من حضور الكلمة لذلك كان لابد لهم من التاكيد على اعادة الاعتبار لجوهر الكلمة مجرداً من الإضافات البصرية، و تابعت انهم يحاولون عبر اخبارهم وتحاليلهم الخاصة الاهتمام باللغة والصياغة .
وتابعت جروس "ان هناك من وصف الانترنت بالمجارير فيها كل شيء، ونحن حاولنا الا ننزل في هذا المجرور ، فنحن نريد مياه صافية" .
واتفق صالح وجروس على ان التعليقات على الاخبار في الانترنت اصبحت مكانا للشتائم وتصفية الحسابات" لذلك نحن لاننشر كل التعليقات وناخذ المداخلات المهمة ونختار التعليقات التي تغني الموضوع ،ولا تهمنا الهرطقات".

المصدر ـ إيلاف