خلاف شبان من أجل فتاة يودي بحياة والد أحدهم
تتلخص وقائع هذه القضية، أنه عند الساعة الخامسة عند الفجر، حصلت ملاسنة كلامية في كازينو بالغوطة، بين كل من دلامة ومجموعة من رفاقه من جهة (كطرف أول) وبين أمجد، وعدي، ونبال، ومدحت، كطرف ثان من جهة أخرى، بسبب خلاف على فتاة، قيل :إن دلامة أراد أن يأخذها ويهرب بها.
وقد قام دلامة بضرب أمجد، ثم تم فض هذا الخلاف بين الطرفين، وغادر دلامة بعدها الكازينو مع رفاقه بسيارة تكسي عامة.
في حين ركب كل من أمجد وعدي ونبال بالميكروباص الذي كان يقوده مدحت، وطلبوا منه اللحاق بالسيارة التي كان يركب بها دلامة، حيث تمكن بالفعل من اللحاق بالسيارة عند مفرق السيدة زينت،وأوقف الميكروباص أمام السيارة التي كانت تقل دلامة، قاطعاً عليه الطريق.
غير أن سائق السيارة رجع للخلف، وتمكن من المناورة والهرب بسيارته بمن معه...
وعندئذ قرر الأربعة(أمجد وعدي ونبال ومدحت) الترصد لدلامة أمام منزله بالحجر الأسود، حيث قاموا لدى وصولهم إلى هناك بقرع باب المنزل بقوة، فخرجت لهم والدة دلامة وشقيقه دحّام وبدأت المشاجرة بين دحام والأربعة شباب حيث وصل أثناء ذلك والد دلامة الذي كان يصلي الفجر في المسجد.. ثم وصل بعده ابنه دلامة ورفاقه بالسيارة العامة، وتم تبادل الضرب بين الطرفين، وكان نبال يحمل في يده عصا معدنية ملفوفة بلاصق أزرق وأبيض، بينما كان أمجد يحمل مسدساً ادعى أنه« خلبي» بينما أشهر البقية أمواس كباس...
وأثناء التحام الطرفين مع بعضهما البعض، أراد نبال ضرب دلامة بالعصا المعدنية على رأسه، ولكن العصا أصابت والد دلامة، الذي كان يحاول الدفاع عن ابنه، فسقط أرضاً، وبدأت الدماء تنزف منه، كما سقط ابنه إثر إصابته ببعض الجراح،وراحت شقيقته تصرخ« أبي مات»وتطلب من الحضور استدعاء سيارة الاسعاف تم إسعاف المصابين إلى أقرب مشفى، حيث تبين أن الاول( أي الأب) قد فارق الحياة، في حين بقي الثاني( أي الابن) في المشفى قيد العلاج...واتخذ دلامة صفة الادعاء الشخصي بحق المتهمين الأربعة(نبال وعدي ومدحت وأمجد) الذين أحيلوا إلى القضاء بعد اعتراف نبال في التحقيقات الأولية بأنه هو من ضرب المغدور (والد دلامة)بالعصا على رأسه ، وأنكر أن يكون قاصداً قتله، في حين شهد رفاقه الثلاثة(أمجد وعدي ومدحت) على أنه وحده من قام بضرب أبي دلامة بالعصا المعدنية التي ضبطت في منزله، وعليها آثار دماء تبين بنتيجة الخبرة الجاريةعليها، بأنها مطابقة تماماً لزمرة دم المغدور والد دلامة.
بينما أنكر المتهمون الثلاثة ما أسند إليهم من جرم قضائي...
وبناء عليه أصدرت محكمة الجنايات الثانية بريف دمشق قرارها رقم 265 الذي قضى بتجريم المتهم نبال بجناية القتل قصداً وفق المادة533من قانون العقوبات العام،ومعاقبته بالأشغال الشاقة مدة خمسة عشر عاماً... وإلزامه بدفع مبلغ ثمانمائة ألف ليرة سورية تعويضاً لورثة المغدور...
مع إعلان براءة الثلاثة الباقين( مدحت وعدي وأمجد) من جرم التدخل بالقتل المسند إليهم لعدم كفاية الأدلة بحقهم ...
يذكر أن المتهم نبال قد طعن بهذا القرار، حيث تقدم الدفاع بمذكرة خطية موضحاً أن دلامة وباقي المتهمين كانوا يسهرون بالكازينو ومعهم إحدى الفتيات وبعد انتهاء السهرة أراد دلامة أن يهرب مع الفتاة فلحق به بقية الشبان المتهمين بالميكروباص وذهبوا إلى منزله في الحجر الأسود وكان نبال آخر من نزل من الميكروباص وسألوا أهل دلامة عنه وفي هذه اللحظة كان والد دلامة قد عاد إلى منزله بعد أن أنهى صلاة الفجر في المسجد وسأله الشبان الأربعة عن ابنه دلامة فغضب منهم ونشبت بينهم ملاسنة أفاق على إثرها الجوار الذين راحوا يرمونهم بالحجارة والبلوك وفي تلك الأثناء حضر دلامة وتشابكوا بالأيدي وتم فك الاشتباك من قبل أهل الحارة فركب الجميع السيارة وانصرفوا من المكان وبعد ربع ساعة انطلقت صيحات تفيد بأن والد دلامة أصيب ووقع على الأرض وتم إسعافه ثم فارق الحياة .
وأكد محامي الدفاع أخيراً أن الجميع اشتركوا في هذه المشاجرة ولهم أدوارهم فيها وأن نية القتل لم تتوفر لدى نبال الذي كان متسلحا بعصا والعصا ليست أداة قاتلة وخلص إلى طلب إعلان براءة موكله.. واعفائه من دفع التعويض.
هيئة المحكمة ردت دفوع المتهم مستندة إلى الاعترافات الأولية للمتهم وضبط أداة الجريمة (العصا الملوثة بدم المغدور) في منزله ورأت أن النية جرمية بإزهاق الروح كانت متوافرة لدى المتهم مستخلصة ذلك من طبيعة الضربة التي وجهها المتهم إلى رأس المغدور (وهو مكان قاتل) لدى الإنسان وقوة هذه الضربة التي أدت للوفاة فوراً بعد النزف الغزير وطبيعة هذه الأداة المستخدمة في الضرب (العصا المعدنية) ما يؤكد في النتيجة بأن فعله يشكل جناية القتل القصد ويقتضي معاقبته وفقا لذلك.
ملك خدام
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد