حكومة منتهية الصلاحية
على أحد ما أن يتكلم، فالناس منقسمون ومتوجسون، بينما حكومة العطري تدفن رأسها في الرمل كالنعامة التي تعتقد أن تجاهل النار سيمنعها من الامتداد، مع أن أي غبي يعلم أن دواء النار هو الماء.. فالناس يبتغون حكومة سقاية تصل قنواتها النظيفة للجميع دونما تفريق.. فهل هذا صعب؟ لا أعتقد ذلك..
لا أحد لديه مصلحة في الفوضى سوى اللصوص والأعداء، وفي غياب النظام يسهل عمل هؤلاء.. وإذا كان عاشق الحرية مستعد لأن يقفز في النار بغية الوصول إلى محبوبته فما على الأهل سوى تزويجه منها كيلا يرمي بنفسه في أتون (الحريقة).
فسوريا بلد بمجتمع فسيفسائي لا يشبهه بلد من بلدان الثورات المحيطة: خليط من المذاهب والقوميات والأحزاب والجماعات والطبقات، يجمع بينها المصالح المشتركة والنفاق الاجتماعي وبطش الدولة ومحبة سوريا، على غرار قول الشاعر (إذا كان هُم في حبّكم شاركوني - فالماء يشرب منه الضبُّ والأسد).. لهذا يستحسن استبدال حكومة الأثرياء (المعطرين) بحكومة (مصافي وطنية) لتنقية المياه السورية من العوالق الجرثومية والإنسدادات الطحلبية، وتبدأ هذه الحكومة أعمالها من تحت لفوق وليس العكس: كأن تفتح باب الترشيح لممثلين عن الأحياء يختارهم أهل الحي من بين سكانه ليكونوا ممثَّلين لمصالحه في مجالس المحافظات تحت شعار: كل مواطن مشروع حاكم، باعتبار أن هناك عشرين مليون سوري يتخيلون أنفسهم حكاماً قبل أن يدلوا بأحكامهم القاطعة حول كل شيء، وبالتالي نحقق أوهام الناس نفسياً ومصالح الأحياء والمدن والوطن عملياً.. و يا دار ما دخلك نار..
نبيل صالح
إضافة تعليق جديد