حزب الله الصداع الدائم لإسرائيل
مجال للمقارنة بين امكانات حزب الله والجيش الاسرائيلي، فاسرائيل قوة عسكرية كبيرة لها اسلحة برية وجوية وبحرية.
وكان حزب الله قد بدأ كمليشيا، لكنه تطور مع مرور السنين ليتخذ تشكيلة عسكرية معقدة. ومع ذلك، لا يملك الا القليل من الاسلحة مقارنة مع اسرائيل.
ومعظم صواريخ حزب الله قذائف كاتيوشا قصيرة المدى التي عادة ما يكون مداها حوالي 25 كلم.
لكن الضربة التي وجهها حزب الله الى مدينة حيفا الساحلية شمال اسرائيل تبين ان لديه كمية مجهولة من الصواريخ طويلة المدى في ترسانته.
ومعظم هذه الصواريخ ايرانية الصنع مثل الفجر 3 الذي يبلغ مداه 45 كلم والفجر 5 (حوالي 75 كلم) والزلزال 2 الذي يفوقها قوة بمدى يناهز الـ200 كلم.
ويجعل الزلزال 2 معظم تل أبيب، وهي اكثر المدن الاسرائيلية اكتظاظا بالسكان، في متناول حزب الله، وهذه الصواريخ ليست موجهة او دقيقة، لكن من يستهدف المدن قلما يحتاج الدقة.
كما أن الهجوم الناجح ضد السفينة الحربية الاسرائيلية يبين ان بحوزة حزب الله صواريخ مضادة للسفن متطورة نسبيا.
وكانت مراكمة حزب الله للصواريخ مصدر قلق للجيش الاسرائيلي منذ فترة.
فلا عجب اذن ان تنتهز اسرائيل فرصة اختطاف عسكريين لشن حملة واسعة لاضعاف بنية حزب الله التحتية.
فقد قصفت المقاتلات الاسرائيلية مباني التلفزة والاذاعة ومخازن القذائف التابعة لحزب الله.
لكن الجيش الاسرائيلي بادر كذلك بمحاصرة لبنان وضرب مطار بيروت وقصف الطريق بين بيروت ودمشق بالاضافة الى الجسور.
يبرر الاسرائيليون كل ذلك بانهم يحاولون منع حزب الله من حشد المزيد من الصواريخ على الحدود. لكن هذه الهجومات تخلف ضحايا في صفوف المدنيين مهما كانت دقتها.
واهداف اسرائيل على المدى الطويل واضحة، فهي تريد التخلص من تهديد الصواريخ ضد مدنها وقراها بخلق الرعب عن طريق العنف.
وتريد اسرائيل ان ينزع سلاح حزب الله وان يبسط الجيش اللبناني سيطرته حتى الحدود، وهو ما جاء في قرار مجلس الامن 1959 عام 2004. لكن يصعب تخيل طريقة لتطبيقه. وخطط اسرائيل محيرة شيئا ما، فاستهداف بنية النقل في لبنان قد تؤخر حركة الصواريخ، لكن من شبه المستحيل ان توقفها بالمرة.
فحزب الله اظهر قدرة كبيرة على التحمل، والصواريخ ما زالت تضرب اسرائيل، كما انه من الصعب استهداف حزب الله من الجو، فهل هذه الغارات مقدمة لغزو بري؟
يظهر ان اسرائيل لم تجند بعد عددا كافيا من الجنود لشن غزو بري، كما ان هجوما شاملا على حزب الله سيتطلب توغلا في منطقة البقاع الاستراتيجية، مما سيدق ناقوس الخطر عند سوريا وقد يؤدي الى توسيع المواجهة.
ويطرح اداء الجيش الاسرائيلي عدة تساؤلات، فالمراقبون الاسرائيليون انفسهم يرون في احتجاز جنود على ايدي مسلحين فلسطينيين وعناصر من حزب الله علامات تراخي وثقة زائدة عند المجندين، خاصة وان حزب الله عبر بوضوح عن نيته في القيام بما قام به كما حاول ذلك في الماضي.
فهل قصرت مدة التجنيد اكثر من اللازم؟ هل حل في النفوس الارتخاء والثقة الزائدة؟
كما ان الهجوم على السفينة الاسرائيلية، وهي من نوع سار 5 المتطور، يطرح تساؤلات اخرى. فقد اصابه صاروخ موجه بالرادار من طراز C802، وهو صيني الصنع. ألم تعرف المخابرات الاسرائيلية ان ايران زودت حزب الله بمثل هذه الصواريخ؟
ومعدات الدفاع الالكترونية المتطورة جدا على متن السفن الاسرائيلية مصممة للتدخل في مثل هذه المواقف، لكنها لم تكن حتى مشغلة لما اصيبت السفينة.
لكن الاهم من ذلك هو علاقة الحكومة الاسرائيلية الجديدة بالجيش. فرئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزير دفاعه عمير بريتز ليست لهما تجربة عسكرية تذكر.
واولمرت في موقف حرج للغاية، فلا يملك الا ان يسأل جنرالا في الجيش عما ينبغي فعله، لكن من المعروف عن الجنرالات انهم يجيبون في مثل هذه المواقف باعطاء لائحة طويلة من الاهداف.
ويظهر ان اسرائيل تعتمد الآن على واحدة من تلك اللوائح، لكن هل ذلك من الصواب؟
بالطبع هناك عدة آراء، لكن معظم المراقبين يجمعون على ان القوة استخدمت اكثر مما ينبغي، بما في ذلك جورج بوش الذي سبق وعبر عن دعمه للهجوم الاسرائيلي.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد