جواسيس إسرائيليون بجوازات سفر كندية في الأردن ولبنان وإيران
الموساد وكندا مرة أخرى. فبعد قصص الجوازات الكندية التي أكثر الموساد من استخدامها، والتي بلغت ذروتها في ضبط عملاء الموساد في العاصمة الأردنية اثر محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، يأتي كتاب «المتطوع».
للمرة الثانية خلال سنوات، أقدم مواطن كندي، يدعى مايكل روس، على إصدار كتاب يبين فيه الأدوار التي لعبها في التجسس لمصلحة الموساد في إيران والعديد من الدول العربية. وكان الموساد تعرض لواحدة من أكبر فضائحه، اثر كشف عميل سابق لجأ إلى كندا، يدعى أوستروفسكي، عن بنية هذه المنظمة السرية والكثير من نشاطاتها.
ففي العام ,1990 اهتزت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية اثر قيام أوستروفسكي بنشر كتاب عن حياته كضابط كبير في الموساد. ويتشابه أوستروفسكي كثيرا مع مايكل روس، في كونهما ولدا في كندا ويحملان جنسيتها، وفي الأدوار التي لعباها في التجسس في الدول العربية لمصلحة الموساد.
ويزداد هذا الشبه في قيامهما بنشر سيرة حياتهما في الموساد في كتب تثير غضب الاستخبارات الإسرائيلية بسبب فضحها لبعض أسرارها. ومثل أوستروفسكي، استعان روس بصحافي كندي كبير لصياغة الكتاب.
ويكتب المتخصص في الشؤون الاستخباراتية في صحيفة «هآرتس» يوسي ميلمان عن كتاب روس الجديد، الذي يحمل عنوان «المتطوع: الحياة السرية لكندي في الموساد»، أن العمليات «الجريئة» التي يصفها تبدو مريبة، إلا أن أساليب عمل الموساد المذكورة تبدو موثوقة.
ويصف الكتاب بتوسع أوجه تعاون الموساد مع أجهزة الاستخبارات الأخرى، وخصوصا الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي أيه»، وعن عمليات مشتركة ضد رجال من «حزب الله» حتى داخل الأراضي الأميركية.
ويتحدث روس في الكتاب عن سفره في العام ,1993 بصحبة بريطاني آخر يعمل في الموساد، إلى طهران كرجلي أعمال للتباحث مع شركة إيرانية حول صفقة تجارية، لكن المهمة كانت سرية وافترقا هناك في مهمتين مختلفتين حيث كانت مهمة روس السفر إلى ناتنز، لكن الغطاء الذي اتخذه في هذه الرحلة سياحي وبقصد التعرف الى التربة الصحراوية في تلك المنطقة وأخذ عينات منها.
ويكثر كتاب روس من الحديث عن استخدام أجهزة الراديو العاملة على الموجات القصيرة لاستقبال الرسائل المشفرة. ويوضح روس في الكتاب أن بين العمليات التي شارك فيها مراقبة شحنات صواريخ «سكود» إلى سوريا في العام .1991 ويشير إلى عملية أخرى ضد الإيرانيين في جنوب أفريقيا تمثلت في ترويع وكلاء مشتريات يعملون لمصلحة الحرس الثوري كانوا يسعون لشراء أسلحة متقدمة.
ويشدد ميلمان في «هآرتس» على أن تحرياته أظهرت أن روس لم يذهب إلى إيران، وأنه كان مجرد «محارب» بلغة الموساد، أي رجل عمليات في دولة «قاعدة»، أي الدول التي تقيم إسرائيل علاقات معها وليس في دولة «هدف» أي الدول المعادية. ويشكك في أن إيران كانت في العام 1993 على رأس سلم اهتمامات الاستخبارات الإسرائيلية، ما يعني أن قيادة الجهاز لا تخاطر بعملائها عبر إرسالهم إلى هناك.
ويبين ميلمان أن مايكل روس ليس الاسم الحقيقي لعميل الموساد الكندي، وإنما هو اسم مستعار، وأن هذا فارقا أساسيا بينه وبين أوستروفسكي. يضاف إلى فارق آخر وهو أن الثاني يهودي المولد في حين أن روس تهود. ويقول أيضا ان روس لا يبدو أنه يكنّ كراهية شديدة للموساد كتلك التي أفصح عنها أوستروفسكي. كما أن هناك فارقا آخر يبينه ميلمان بين الرجلين وهو أن الموساد كان قد طرد أوستروفسكي من دورة للضباط في حين أن روس عمل 13 عاما ترك بعدها الخدمة لأنه لم يتقدم في المنصب.
ويشرح روس في الكتاب أنه «برغم افتخاري بما فعلت، ولأن أسفي ليس شديدا، فالحقيقة أن الحياة السرية كلفتني ثمنا باهظا: اغترابي عن الأبناء، الطلاق، الإحباط، الغضب، السلوك القسري، أعراض ما بعد الصدمة من الضغط النفسي والاغتراب العام». ومع ذلك، فإنه يعرب عن حبه لإسرائيل، ويعتبر «نضالها نضالنا جميعا».
ويشير روس في الكتاب إلى أنه خدم في الوحدات الخاصة في الجيش الكندي، وأنه وصل للسياحة في إسرائيل في العام 1982 وتطوع للعمل في كيبوتس وتعلم العبرية وأحب فتاة إسرائيلية وتزوج بها. وبعدما نال الجنسية الإسرائيلية في العام 1984 التحق بالجيش وخدم في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان، وعاد إلى كندا في العام .1985 وفي العام 1989 التحق بالموساد.
ويكتب روس «حتى اليوم لا أدري سبب اختيار الموساد لي، لكن ربما بسبب جنسيتي الكندية وخلفيتي الأنكلوسكسونية». ويروي أنه تم إرساله من جانب الموساد إلى أوروبا لتأسيس شخصيته الجديدة كرجل أعمال يعمل في شركة تجارية سويسرية، وأنه في إطار عمله وصل إلى العديد من الدول العربية، بينها المغرب والسودان.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد