جدل حول توقف الحكومة عن تمويل «التدريب»
أبدى بعض مديري وموظفي جهات القطاع العام استياء كبيراً من صدور قرار حكومي بوقف الإنفاق المالي على بند التدريب والتأهيل الذي يعتبر من أهم مقومات النهوض بواقع عمل مؤسسات الدولة وخاصة في هذه المرحلة التي تحتاج الكثير من زج الخبرات العلمية والإدارية وغيرها في تطوير العمل المؤسساتي باعتبار أن سورية تمر بمرحلة صعبة تتطلب إلى جهود كبيرة لتدريب عدد كبير من العاملين.
في الوقت الذي أيدت بعض الجهات القرار الحكومي بوقف الإنفاق المالي لما يعتبر إنفاقه هدراً للمال العام في أغراض لا تخدم المرحلة والأزمة التي تعيشها الدولة باعتبار أن هناك احتياجات وأولويات تؤخذ بالحسبان أفرزتها الأزمة في الآونة الأخيرة أفضل من التدريب والتأهيل.
وكانت اللجنة الاقتصادية اتخذت مؤخراً قراراً بإيقاف الإنفاق على بند التدريب والتأهيل في جهات القطاع العام حيث وجه رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي كتابا إلى وزارة المالية لدراسة الموضوع وتعميمه إلى وزارات الدولة الذين بدورهم طالبوا بإعادة دراسة القرار وتبيان الآراء لاتخاذ الإجراء المناسب علما أن الحكومة رصدت الميزانية اللازمة للعام الحالي والتي تبلغ 60 مليون ليرة.
وتناقلت بعض أوساط حكومية أن وزير المالية تم خلال اليومين الفائتين عقد اجتماع لدراسة القرار بحضور بعض الوزراء المعنيين بدراسة القرار لرفعه إلى رئاسة الحكومة ونتج عن الاجتماع بتأييد القرار ليصار تعميمه على مؤسسات الدولة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وقال مصدر إن المبلغ المرصود للإنفاق على التدريب والتأهيل ليس بكبير باعتباره لا يتجاوز 60 مليوناً ولكن الخسائر كبيرة في عدد العاملين المفرغين لإدارة التدريب إضافة إلى المكاتب والتجهيزات وغيرها ناهيك عن فقدان أكثر من 127 ألف عامل فرصة التدريب ويؤكد أهمية تطوير البرامج والآليات الهادفة إلى النهوض بواقع العمل التدريبي لتتلاءم مخرجات التدريب مع احتياجات سوق العمل مؤكداً أن التدريب المتكامل هو الطريق الأمثل لتنمية الموارد البشرية الوطنية وبناء كفاءات منتقاة يجري صقلها بأساليب متطورة تكسبها المهارات والقدرات والخبرات اللازمة تمكنها من الانتقال بالشركات ومؤسسات الدولة نحو مصاف الشركات المتقدمة داعياً جميع الجهات الحكومية وشركائها في القطاع العام أن تبادر بتسريع وتيرة البرامج المتخصصة لتعليم وتأهيل القوى العاملة الوطنية بما يمكنها من الإسهام بفاعلية في بناء الاقتصاد الوطني متطلعاً إلى انعكاس الجهود المشتركة في مجال التدريب بشكل إيجابي على التنمية البشرية المستدامة للعاملين.
أسعد المقداد
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد