جبهة النصرة:لا مكان للعلمانية في سورية وائتلاف الدوحة هش
على حين تصاعدت حدة التوتر في بعض قرى وبلدات في محافظة إدلب بين الأهالي وإرهابيي جبهة النصرة التابعة لتنظيم «القاعدة» الذين يسعون إلى فرض طقوسهم وتفسيرهم المتطرف للشريعة الإسلامية السمحة، أعلن متزعم المكتب السياسي في الجبهة ألا «مكان للعلمانية في قلوب المسلمين» بسورية، واعتبر أن «ائتلاف الدوحة» «هش».
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أمس أن مواجهات عدة وقعت بين إرهابيي «النصرة» مؤخراً وبين سكان بلدات في شمال غرب سورية «ليس لأسباب سياسية وإنما لتفسيرهم المتطرف للشريعة».
وأشارت الوكالة إلى وقوع أربعة حوادث «على الأقل»، وأن أحدها «بدأ باشتباك بالأيدي كاد يتحول إلى مواجهة مسلحة في بلدة اطمة»، حسبما أفادها شهود وسكان طلبوا عدم كشف هوياتهم.
ولفت شاهدان إلى أن إرهابيين من الجبهة تدخلوا مطلع الأسبوع في إشكال بين سكان بلدة القاح وأبعدوا شخصاً تلفظ بعبارات اعتبرتها «مسيئة للدين» بعد حادث سير، قبل أن يحاولوا نقله إلى بلدة دارة عزة بحلب ليمثل أمام «محكمة إسلامية».
إلا أن أهالي البلدة اشتبكوا مع إرهابيي النصرة الذين استقدموا تعزيزات إليهم، ومنعوهم من خطف الشاب وألقوا القبض على أحد متزعمي الجبهة، ثم أطلقوا سراحه بعد يومين بعدما حلقوا لحيته الطويلة، وذلك نتيجة عملية تفاوض أطلق بموجبها عدد من السكان المخطوفين من الجبهة.
كما تثير محاولات «النصرة» فرض خطيب الجمعة من لدنها استياء الأهالي. واندلعت مشادات بين إرهابيي الجبهة وسكان بلدة أطمة عندما منع الأهالي شيخاً أردنياً ينتمي إلى «النصرة»، التحدث في أحد مساجد البلدة خلال صلاة الجمعة.
وقبل يومين من الحادث المذكور، وقع خلاف مشابه مع شيخ كويتي حاول أخذ مكان إمام بلدة الدنا في المسجد.
وصرح أحد وجهاء أطمة «نسجل كل يوم مثل هذه الحوادث مع هؤلاء الأشخاص الذين يريدون أن يفرضوا علينا أسلوبهم. بدؤوا يطرحون علينا مشكلة»، وشكا آخر من تكفير إرهابيي الجبهة للأهالي، قائلاً: «البعض منا وصف بالكفار. من يظنون أنفسهم للتحدث إلينا بهذه الطريقة ويفرضون علينا أسلوبهم في حياتنا اليومية؟».
وأعلنت جبهة النصرة مسؤوليتها عن مئات العمليات الإرهابية التي استهدفت الوحدة الوطنية بين السوريين وأماكن العبادة والمراكز الأمنية والعسكرية، ولم توفر المساجد من تفجيراتها الانتحارية التي راح ضحيتها مئات الشهداء من مدنيين وعسكريين.
ومنتصف كانون الأول، أدرجت واشنطن الجبهة على لائحة التنظيمات الإرهابية، مشيرة إلى ارتباطها بتنظيم القاعدة في العراق.
في السياق ذاته، راوغ متزعم المكتب السياسي في «النصرة» بحلب المدعو سالم الصبّاغ في مقابلة مع وكالة أنباء «الأناضول» التركية بشأن علاقة الجبهة بتنظيم القاعدة وبدولة العراق الإسلامية وبالجماعات الجهادية في مالي وغيرها، وقال: «نحن نحترم كل الفصائل التي تقف ضد الظلم والفساد، سواء خارج سورية أم داخلها».
كما لم يعط جواباً محدداً على سؤال بشأن تصور «النصرة» «لسياسة الحكم القادمة في سورية وتطبيق الشريعة الإسلامية»، واكتفى بالقول: «أغلبية الشعب في سورية مسلم، ونسبته كبيرة جداً، لكنهم بسطاء وليس عندهم انترنت ليعبروا عن آرائهم»، وأضاف «إذا نزلت للشارع تكتشف حقيقة أنه لا مكان للعلمانية في قلوب المسلمين».
وحول تصريحات لمتزعم الجبهة الإرهابي أبو محمد الجولاني الذي شكر لائتلاف الدوحة رفضه قرار الولايات المتحدة بإدراج «النصرة» ضمن قائمة الجماعات الإرهابية، قال الصباغ: «هذا الكلام ليس دقيقاً لأن «الشيخ» لم يحدد أي جهة، ولكن كلامه كان عاماً لكل مخلص وشريف»، واعتبر أن «الائتلاف يحاول إيجاد بديل من (الرئيس) بشار الأسد، ولكنه هشٌ ومفككٌ وهو بعيد جداً عن طموح الشارع».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد