جائزة مؤتمر علوم البحار بالمغرب لباحث سوري
حصلت سوريا على جائزة أفضل بحث علمي في مؤتمر البيئة وعلوم البحار الذي عقد في مدينة فاس المغربية من 25 ـ 30 شهر تشرين الأول.
في إطار التجمع الخامس لمؤتمرات آفاق البحث العلمي و التطور التكنولوجي في الوطن العربي ومنحت الجائزة للدكتور أديب سعد استاذ علم الأسماك والبيئة المائية بكلية الزراعة بجامعة تشرين والمدير العام لمؤسسة الأسماك في سورية تقديراً للأبحاث التي قدمها خلال المؤتمر في مجال تأثير التغيرات المناخية والنشاطات البشرية المختلفة على الثروة السمكية والتنوع الحيوي البحري في سورية والوطن العربي وبحث آخر بعنوان نتائج أربع سنوات من الدراسة الميدانية لتوزع وتكاثر السلاحف البحرية على الشاطئ السوري، والشروط المثلى لإنشاء محمية بحرية شاطئية.
وقدم الجائزة للدكتور سعد رئيس اللجنة العليا لتجمع المؤتمرات البروفسور فخري كراي من جامعة واترلوا في كندا، والدكتور عبد الله عبد العزيز النجار رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، في حفل كبير حضره نحو 1500 باحث ومستثمر من 46 دولة عربية وأجنبية.
وقال الدكتور سعد ان البحث الأول تضمن شقين الأول وهو تأثير التغيرات المناخية على الثروة السمكية في البحر المتوسط والخليج العربي، حيث ادت ظاهرة التسخين الحراري العام الى زيادة هجرة أنواع عديدة من الأسماك الضارة من البحر الأحمر الى البحر المتوسط مثل سمكة البالون السامة التي ظهرت بداية هذا العام، والسمكة البوقية التي ظهرت منذ سبعة اعوام على شواطئنا وهي سمكة ضارة تتغذى على اسماك صغيرة محلية مثل السردين والغبص حيث وجد في معدتها اعداد كبيرة من هذه الاسماك وبالتالي تنافس الاسماك المحلية في غذائها كما تؤثر على الحالة الاقتصادية للصيادين.
ايضاً قنديل البحر وجد هذا العام على شاطئ الشقيفات على السواحل السورية بشهر شباط في غير مواعيده وذلك نتيجة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الأرض، ولقنديل البحر دورة حياة طبيعية يمر بالطور البوليبي الصغير ويكون ملتصق بقاع البحر من نهاية الخريف وحتى نهاية فصل الربيع، ثم يبدأ بالتحول الى الطور الميدوسي (المظلي) خلال فصل الصيف ليظهر في نهاية تموز وحتى أيلول فظاهرة التأثير الحراري جعلت قنديل البحر يظهر في غير أوقاته وبالتالي سيتغذى على يرقات الأسماك وهذا سيؤدي الى منافسة اقتصادية للصيادين اضافة للضرر الذي يخلفه للسياحة البيئية وعشاق السباحة في مياه البحر.
ومن هنا تأتي اهمية حماية السلاحف البحرية التي تتغذى على قنديل البحر والتي تساهم بشكل كبير في الحد من انتشاره.
أما الشق الثاني من البحث ويتضمن الأنواع المفيدة من الأسماك المهاجرة من البحر الأحمر لتستوطن وتتكاثر في البحر المتوسط مما يزيد في الثروة السمكية ونسبة الصيد، فمثلاً هناك نوعان من سمك السلطان ابراهيم مهاجران من البحر الأحمر من بيئة قاسية مناخياً الى بيئة معتدلة فاستطاع هذان النوعان التكاثر والانتشار بشكل كبير وهذا عامل ايجابي للثروة السمكية، ايضاً هناك نوعان من الغربية (السمنيس) مهاجران من البحر الأحمر ويتغذيان على الطحالب والأعشاب ووجدا في المتوسط البيئة الملائمة للتكاثر والانتشار كونه لا يوجد في مياهنا سوى نوع واحد يتغذى على الطحالب والأعشاب في المتوسط، وهناك أنواع أخرى مهاجرة مثل الشكرمية والسفرنة ونوع من البلميدا.
أما البحث الثاني ويتناول ظروف تكاثر السلاحف البحرية على الشاطئ السوري الذي كان يشكل مواقع اعشاش ملائمة لتلك السلاحف، لكنه ومع مرور الوقت لم يعد صالحاً نتيجة الإساءات المختلفة للبيئة الشاطئية ومن أهمها النفايات الصلبة والسائلة ونقل الرمال وتوسع الشواطئ، ونظراً لأهمية السلاحف في توازن البيئة البحرية وتنوعها فقد ركز البحث على اختيار افضل المواقع على الشواطئ السورية لإقامة محمية بيئية شاطئية لمنع تلك السلاحف من الانقراض ووقع الاختيار اخيراً بعد أربع سنوات من البحث على موقع الشقيفات ـ صنوبر جبلة.
ويذكر ان التجمع الخامس لمؤتمرات آفاق البحث العلمي والتطور التكنولوجي عقد نهاية الشهر الماضي برعاية ملك المغرب محمد السادس ويضم 16 مؤتمرا منها مؤتمر علوم البيئة والبحار، ومؤتمر التقانة الحيوية، المياه والزراعة، مصادر الطاقة والطاقة المتجددة، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التعلم الإلكتروني.. وغيرها.
عاطف عفيف
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد