تهديد إسرائيل لـ«حزب الله» ولبنان رد على التأثر السوري بضغط إيران

10-08-2008

تهديد إسرائيل لـ«حزب الله» ولبنان رد على التأثر السوري بضغط إيران

ذكرت تقارير ديبلوماسية واردة الى بيروت أن ارتفاع وتيرة التهديدات الإسرائيلية للبنان و «حزب الله» خلال الأسبوع المنصرم، وإصرار الحكومة الإسرائيلية المصغرة على إثارة قضية سلاح «الحزب»، خصوصاً امتلاكه نوعية جديدة من هذه الأسلحة، وصولاً الى إمكان تعزيز قدراته على التصدي الصاروخي للانتهاكات الجوية الإسرائيلية، ان هذه التهديدات مرتبطة بالمفاوضات الاسرائيلية – السورية غير المباشرة الجارية عبر تركيا.

وأوضحت هذه التقارير ان اسرائيل ترد بهذه التهديدات على «الضغوط» الإيرانية على سورية في مفاوضاتها مع إسرائيل حول السلام والتي أعلن حتى الآن عن عقد 4 جولات غير مباشرة منها، إذ ان طهران غير مرتاحة الى هذه المفاوضات وهي عبرت عن عدم الارتياح هذا الى دمشق، التي يرجح أن موقفها التفاوضي مع تل أبيب قد تأثر نتيجة الموقف الإيراني في شكل جعلها مترددة في التقدم فيها، على رغم الإعلان المتكرر لمسؤولين سوريين عن عدم تأثر التفاوض بإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت نيته الاستقالة الشهر المقبل لتسليم رئاسة الحكومة الى رئيس جديد لحزب «كاديما»، ودعوة السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى الى إنهاء حال الحرب بين دمشق وتل أبيب.

ورجحت أوساط في بيروت اطلعت على هذه التقارير الديبلوماسية ان تكون التصريحات السورية لطمأنة إسرائيل، بعد أن نشأ انطباع لدى الأخيرة عن تردد سورية لأسباب إيرانية.

إلا أن الأوساط نفسها قالت  ان هذه التقارير تتضمن معلومات وليس مجرد تخمين أو تحليل، عن أن الزيارة الأخيرة للرئيس بشار الأسد الى طهران لم تكن ناجحة لجهة الموقف من التفاوض السوري – الإسرائيلي، وان القيادة الإيرانية طرحت هواجسها وتوجساتها من هذه المفاوضات بصراحة للمرة الأولى وطلبت الاطلاع على تفاصيل ما جرى التوصل اليه مع إسرائيل حتى الآن وأبدت رغبة في معرفة التفاصيل عند استئناف هذه المفاوضات.

وتابعت هذه الأوساط ان هناك أسباباً عدة للهواجس الإيرانية، بينها ما ذكرته هذه التقارير الديبلوماسية الواردة الى بيروت عن أن لدى طهران معطيات بأن الانفتاح الغربي النسبي على دمشق، ولا سيما زيارة الأسد الى فرنسا في 12 تموز (يوليو) الماضي واندفاع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي باتجاه سورية، يجري بطلب إسرائيلي لأوروبا من أجل فتح الأبواب للجانب السوري لتشجيعه على خطوات جدية في السلام مع إسرائيل. وكل هذا تم في وقت يتواصل التصعيد ضد طهران في شأن ملفها النووي من جانب إسرائيل أكثر من غيرها، فضلاً عن أن فرنسا هي الأكثر تشدداً في التعاطي مع هذا الملف.

ولفتت هذه التقارير الى أن الهواجس الإيرانية فرضت طرح الكثير من الأسئلة على الجانب السوري خلال زيارة الأسد التي لم تنته الى اتفاق، بل ان هذه التقارير تستخدم عبارة «فشل الزيارة».

وفي انتظار تبلور المزيد من المعطيات في شأن ما يدور بين إيران وسورية، فإن التقارير الديبلوماسية الواردة الى بيروت تشير الى ان الزيارة المفاجئة التي قام بها الأسد الى تركيا، بعد انتهاء زيارته لإيران، لم تكن مقررة قبل ذلك وأن الجانب السوري أراد إبلاغ الوسيط التركي بالصعوبات التي يواجهها مع حليفه الإيراني في شأن استمرار التفاوض مع إسرائيل، خصوصاً أن تركيا كانت في الشهرين الماضيين دخلت على خط التواصل الإيراني – الغربي عموماً والأميركي خصوصاً، انطلاقاً من رغبتها في توسيع دورها الإقليمي من جهة ومن رغبتها في تسهيل وساطتها بين اسرائيل وسورية في العلاقة مع إيران من جهة ثانية.

ولم تستبعد الأوساط التي اطلعت على التقارير الديبلوماسية التي تشير الى التوجس الإيراني من التفاوض السوري – الاسرائيلي أن يكون رفع وتيرة التهديدات الاسرائيلية للبنان وحكومته و «حزب الله»، مع التلميحات عن مسؤولية سورية حول أسلحة الحزب، وتطورها وازديادها نوعاً وكماً في لبنان، محاولة للقيام بضغط مقابل على دمشق كي لا تخضع للضغط الإيراني عليها، ولموازنة هذا الضغط في المقابل. لكن هناك تفسيراً آخر أيضاً هو أن التصعيد الكلامي الإسرائيلي يستهدف عبر «حزب الله»، إيران أيضاً. ويذكر أن تقارير سابقة كانت توقعت تقدماً في التفاوض السوري – الإسرائيلي في آب (أغسطس) أو ايلول (سبتمبر).

لكن هذه الأوساط نفسها تسارع الى القول إن المعطيات عن انعكاس الهواجس الإيرانية من التفاوض السوري – الإسرائيلي، خلال زيارة الأسد الأخيرة الى طهران لا تعني ان انشقاقاً إيرانياً – سورياً قد حصل أو ان التحالف بين الدولتين اللتين تلعبان دوراً إقليمياً كبيراً وصل الى مرحلة فاصلة، فكل من سورية وإيران ما زالت تحتاج الى الأخرى قبل اتضاح تفاوض كل منها مع الغرب وإسرائيل، لكن المعطيات التي تشير أيضاً الى أن موضوع سلاح «حزب الله» في لبنان قد طرح في المفاوضات الإسرائيلية – السورية لا بد من أن يؤدي الى التوجسات الإيرانية، إذ ان المفاوضات بين دمشق وتل أبيب تشمل عدم قيام أي منهما بتهديد أمن الأخرى وعدم دعم أي فريق يهدد هذا الأمن. كما أن هذه الأوساط تدعو الى عدم الاكتفاء بتفسير التصعيد السياسي الإسرائيلي على أنه للضغط التفاوضي مما يوجب الحذر من إمكان تطوره الى عسكري أو مغامرة ما.

وليد شقير

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...