تل ابيب قلقة من إزالة الحواجز العسكرية بين دمشق والقنيطرة

08-07-2007

تل ابيب قلقة من إزالة الحواجز العسكرية بين دمشق والقنيطرة

الدخول الى هضبة الجولان السورية المحتلة، هذه الايام، يتطلب بعض الحذر. فالمناطق التي اعتاد المسافر على الدخول اليها بسيارته او الترجل للتمتع بمناظرها الطبيعية الجميلة، خصوصا تلك المطلة على البلدات السورية، باتت اليوم مناطق مغلقة. شارات غطت المنطقة كتب عليها «الدخول لسيارات الامن فقط»، ومن لا يهتم بها يجد نفسه داخل منطقة «عسكرية مغلقة»... جرافات وحفريات وتحصينات دفاعية وارتال من الآليات العسكرية.
هذه النشاطات بدأت منذ حوالي الشهر، مع بدء الجيش الاسرائيلي تنفيذ مناورات كبيرة أطلقت في منطقة واسعة ممتدة من جبل الشيخ وحتى الحمة. في هذه المنطقة تم اختيار سبعين قطعة من الارض المطلة على سورية، تعتبرها اسرائيل استراتيجية مهمة. مساحة كل واحدة منها تقارب سبعة دونمات. معظم هذه القطع استخدمها الجيش الاسرائيلي في الحرب السابقة كمنصات للدفاع. المهمة الاساسية للعمل في هذه المناطق تركزت على اقامة مواقع محصنة للدبابات قادرة على كشف المنطقة وحماية الحدود وترميم بعض الخنادق القديمة وحفر أخرى لتكون موانع طبيعية امام عبور آليات عسكرية ثقيلة.
كذلك حوّل الجيش الاسرائيلي العديد من القرى السورية التي دمرها لدى احتلال الجولان مراكز للتدريبات العسكرية. هنا لا توجد شارات تحذر من عدم الدخول، لكن انتشار الدبابات والقوات البرية كافية لمشاهدة طبيعة ما يحدث.
التدريبات العسكرية يومية في هذه المنطقة. لكن بعضها ينفذ بشكل كثيف وسري. الجيش الاسرائيلي يمنع في الكثير من التدريبات دخول وسائل اعلام اجنبية، لكنه يسمح للمراسلين الاسرائيليين تغطيتها. لكنه هذه المرة كان متشددا حتى مع هؤلاء، فلم يسمح الا لستة فقط منهم بتغطية جزئية.
وشارك في هذه المناورات وزير الدفاع الجديد ايهود باراك ورئيس الاركان غابي اشكنازي الذي شدد على ان هذه المناورات ضرورية من اجل محاربة الارهاب وكل تهديد تواجهه اسرائيل من حولها. عن أي تهديد ومن اي جهة؟ لم يشرح اشكنازي، لكن عسكريين وسياسيين وبعض المعلقين اعتبروا الحديث موجهاً الى سورية... حتى جاء تصريح رئيس الحكومة ايهود اولمرت ليؤكد ذلك، اذ أعلن الأخير ان التدريبات في الجولان المحتلة ليست الا دفاعية امام خطر هجوم على المنطقة.
فالمناورات التي دفعت باشكنازي واولمرت الى الحديث عنها تميزت بالتدريب على حرب بين جيوش وبمشاركة عدد كبير من الطائرات المختلفة الانواع وعشرات الدبابات. وخلافا لتدريبات سابقة حرص الجيش على التدريب المشترك بين القوات البرية والجوية في ارض المعركة... بعض التفاصيل التي تسربت عن هذه التدريبات زادت من النقاش الاسرائيلي اذا كانت بالفعل دفاعية ام انها استعدادات لخوض حرب قريبة. بعض العسكريين الذين ينتقدون سياسة اولمرت تجاه سورية سربوا تفاصيل تقارير استخباراتية اسرائيلية تشير الى ان اسرائيل متخوفة فعلا من وقوع حرب قريبة مع سورية.
واعتبر بعض هؤلاء العسكريين ان موعد هذه التدريبات لم يكن صدفة، وكذلك نوعيتها. فقد جاءت بعد اسبوع من ازالة سورية لعدد كبير من الحواجز العسكرية القائمة منذ اربعين عاما، والممتدة على طول ستين كيلومترا بين دمشق والقنيطرة، باستثناء اثنين منها. واعتبروا ذلك خطوة تمهيدية للحرب. وتحدث هؤلاء عن معلومات استخباراتية تعتبر ان ازالة الحواجز تتيح التحرك بحرية للمدنيين السوريين القادمين من دمشق في اتجاه القنيطرة والمدخل الغربي. وادعت هذه المصادر ان سورية تنوي ادخال مقاتلين من تنظيم «الجبهة لتحرير الجولان»، إذ تتيح ازالة الحواجز دخولهم بين المدنيين السوريين والوصول الى الهضبة المحتلة وتنفيذ عمليات ضد اهداف اسرائيلية.
وبحسب التقارير الاسرائيلية، جندت الاستخبارات السورية منذ حزيران (يونيو) العام الماضي مئات الشبان لهذا التنظيم، ودربتهم على عمليات تفجيرية في طرقات وجسور ومعسكرات جيش وعلى خطف جنود ومواطنين ليكونوا رهائن حتى تحرير الجولان. كما تقول هذه التقارير إن الوضع القائم بعد ازالة الحواجز العسكرية يسهل عملية تسلل من اطلقت عليهم «الارهابيين السوريين» الى اسرائيل وتنفيذ عمليات، في حين يمكن للسلطات السورية القول ان لا سيطرة لها على تحركات المواطنين في منطقة الحدود، كما هو الحال بالنسبة الى حدودها مع العراق ولبنان. وتقول هذه المصادر ان كل المؤشرات الحالية تدل على ان اسرائيل لن تقبل ان تتحول حدودها مع سورية كما هو الحال مع العراق، وسترد بشكل فوري على اي عملية في الجولان بضربة عسكرية قوية.

امال شحادة
المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...