تقرير تركي رسمي: فوضى الحدود مع سوريا

07-09-2013

تقرير تركي رسمي: فوضى الحدود مع سوريا

عرض تقرير صادر عن محافظة شانلي أورفة التركية المخاطر المتعددة الناشئة عن استباحة الحدود التركية مع سوريا، وعدم قدرة القوى الأمنية على ضبطها.
وتوقف التقرير، الذي نشرت أجزاء واسعة منه صحيفة «ميللييت»، عند موجات اللاجئين السوريين الكثيفة التي تشهدها الحدود، والتي حولتها الى منطقة غير قابلة للضبط والسيطرة. ففضلا عن الأشخاص فإن حمل اللاجئين معهم أمتعة وغيرها جعل من مراقبتها وتفتيشها بدقة أمرا متعذرا، خصوصا أن أعداد الموظفين غير كافية.
ومن مظاهر الفوضى أن مخيمات اللاجئين، ولا سيما في «أقتشاقلعة» و«حران» قد امتلأت، فواصل اللاجئون مسيرتهم الى الداخل التركي، وتوزعوا على البلاد بمساعدة أقرباء لهم ومن دون أي رقابة على تنقلاتهم.
ويتوقف التقرير عند تسلل عناصر من «حزب العمال الكردستاني» التابعين لـ«حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي في سوريا الى الداخل التركي، ضمن موجات هجرة الأكراد من رأس العين وكوباني، خصوصا ان عناصر «الكردستاني» تحمل احيانا وثائق سورية رسمية ما يجعل مراقبتها أمرا صعبا.
ونظرا لأن مسلحي المعارضة يستفيدون من تسهيلات الحكومة التركية للمعالجة من الجراح التي يصابون بها جراء المعارك مع القوات السورية أو القوات التابعة للأكراد السوريين، فإن هؤلاء الجرحى يواجهون بردود فعل غاضبة من جانب السكان الأتراك المؤيدين لـ«حزب السلام والديموقراطية» الكردي، بحيث بات التوتر بين الأكراد والعرب داخل تركيا مألوفا.
كذلك يقول التقرير ان عناصر الاستخبارات السورية تستفيد من حال الفوضى والعبور من دون رقابة على الحدود للدخول إلى تركيا.
ونظرا لكثافة المهجرين السوريين في محافظة شانلي أورفة، فإن حوادث السرقة والاغتصاب تثير ردة فعل سلبية من جانب المجتمع التركي. وتزداد صعوبة التأكد من هوية المتهمين نتيجة عدم التمكن من التثبت من هوية السيارات ولوحاتها، ما يبقي التحقيقات من دون نتيجة.
ولا توجد قاعدة بيانات بالسوريين الذين يعبرون الحدود إلى تركيا ولا يحملون أي وثائق هوية ثبوتية ولا تعرف القوى الأمنية بالتحديد طبيعة عمل هؤلاء لاحقا. ونظرا للعبور من دون هوية ومن دون رقابة فإن عمليات التهريب تضاعفت بصورة قياسية. ويتم التهريب أيضا عبر آلاف الحيوانات، ولا سيما البغال والحمير. ومن الأشياء المهربة المواشي والأسلحة والتبغ والشاي والسكر. وعندما كانت تواجه قوافل التهريب باعتراض القوى الأمنية او الجيش، كان يردّ عليها من جانب المهربين بالأسلحة النارية.
ويختم التقرير بالقول انه لهذه الأسباب ومع استمرارها فإن الحوادث السلبية تتواصل وتتصاعد في شانلي أورفة.
وفي صلة بهذه الاستباحة كان للمسلحين وارتباطهم بالسلطات التركية النصيب الأكبر منذ بدء الأزمة في سوريا. ونشرت صحيفة «أوزغور غونديم» الكردية تحقيقا عن تدريب الضباط الأتراك لمسلحين من «جبهة النصرة». وقال أحد هؤلاء المسلحين إن «التدريب كان يتم على ايدي ضباط اتراك في منطقة تل حلف داخل سوريا، وإن الأسلحة والمواد المختلفة كانت ترسل عبر مدينتي جيلان بينار وأقتشاقلعة الى داخل سوريا». وقال احد العناصر ان «بين هؤلاء الضباط الأتراك متقاعدين، كانوا قد حاربوا ضد حزب العمال الكردستاني في منطقة حقاري، وقد تم تدريبهم على استخدام القنابل ومدافع الهاون».
وتقول الصحيفة انه «منذ تموز الماضي بدأت أعداد المسلحين القادمين عبر تركيا، من أفغانستان ومصر والشيشان وقطر ومن تركيا، تزداد بهدف الجهاد ضد الأكراد في سوريا». ويقول هؤلاء العناصر ان «الضباط الأتراك كانوا يقولون لهم ان الأسلحة والمواد الحربية الاخرى هي من الغنائم التي غنمتها المعارضة من الكفار، ويدرج الضباط الأتراك الشعب الأرمني بين هؤلاء الكفار».

محمد نور الدين

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...