تقرير: استخبارات تركيا تنقل المسلحين من أطمة إلى تل أبيض عبر أراضيها

15-07-2014

تقرير: استخبارات تركيا تنقل المسلحين من أطمة إلى تل أبيض عبر أراضيها

كشف تقرير صحفي أمس أن حكومة رجب طيب أردوغان تعمل على نقل المسلحين بين منطقتين سوريتين عبر الأراضي التركية، مشيراً إلى وجود خلاف بين جهاز الاستخبارات التركي الذي راعى عمليات النقل من خلال عقود مع شركات نقل خاصة، وبين قوات الشرطة والمدعين العامين، الذين اكتشفوا أمرها، وسط اتهامات لأردوغان بمحاولة التستر على المسألة.

 وبينت صحيفة «ايدينليك» التركية، وفقاً لمعلومات حصلت عليها حسب وكالة «سانا» للأنباء، كيفية نقل الإرهابيين مع أسلحتهم من قرية أطمة بمحافظة إدلب، المواجهة لبلدة بوكولمز التركية التابعة لمدينة الريحانية في لواء اسكندرون السليب، إلى بلدة أقجة قلعة الحدودية عبر الحافلات عن طريق استخدام مسار أضنة غازي عنتاب ومن ثم إلى مدينة تل أبيض بمحافظة الرقة.

وأكدت الصحيفة، أن الإرهابيين، الذين يتم نقلهم مع أسلحتهم وذخيرتهم بتعليمات من حكومة حزب العدالة والتنمية وتنسيق جهاز المخابرات التركي يتبعون لحركة «أحرار الشام الإسلامية» المنضوية تحت لواء «الجبهة الإسلامية»، ومجموعات مسلحة مختلفة منضوية في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأشارت إلى أن قوات الأمن التركية كشفت هذا الأمر «خلال عملية تفتيش نفذتها على طريق أضنة غازي عنتاب في 10 كانون الأول الماضي، حيث عثرت على ذخيرة نسيها الإرهابيون داخل الحافلات التي تم توقيفها على الطريق، وأكد سائقو الحافلات نقلهم الإرهابيين من بوكولمز إلى بلدة أقجة قلعة في إفاداتهم لجهات التحقيق».

وأشارت «ايدينليك» إلى تسجيل مقاطع فيديو توثق عملية الكشف عن تورط حكومة أردوغان والاستخبارات التركية في نقل الإرهابيين إلى سورية وتظهر رفع أعلام المجموعات المسلحة في قرية أطمة ومعسكر المسلحين في تل أبيض على الحدود السورية، لافتةً إلى أن الإرهابيين يتم نقلهم من قرية أطمة إلى مدينة تل أبيض عبر الأراضي التركية نتيجة خطورة عبورهم داخل الأراضي السورية.

وأوضحت الصحيفة أن عملية توقيف شاحنات جهاز الاستخبارات التركي، التي كانت تنقل السلاح والذخيرة للمجموعات الإرهابية في سورية، أثار الجدل في تركيا نتيجة الخلاف بين جهاز الاستخبارات التركي وقوات الدرك والمدعين العامين، الذين أوقفوا الشاحنات المحملة بالسلاح والذخيرة في حين تم التستر على عملية نقل إرهابيي تنظيم «الدولة الإسلامية» عبر الحافلات إلى سورية.

وعلى الرغم من محاولة أردوغان التستر على هذه المسألة، فقد أكد مسؤولون يحققون في هذه القضية أن مسؤول شركة السياحة والنقل التي نقلت المسلحين إلى سورية عبر حافلاتها، أبرز للمدعي العام عقداً وقعته الشركة مع جهاز الاستخبارات التركي، مشيراً إلى أن الشركة أدت المهمة الموكلة لها وفقاً لهذا العقد.

وبيّن المحققون أن عملية نقل المسلحين عبر الحافلات باسم جهاز الاستخبارات التركي سجلت في محضر التحقيقات، مشيرين إلى وجود جميع الأدلة التي تثبت نقل المسلحين إلى سورية داخل محضر وملف التحقيق.

ونقلت «ايدينليك» عن مسؤول يتابع عملية توقيف الحافلات على طريق أضنة غازي عنتاب، أن تهجم أردوغان على المسؤولين الذين يجرون التحقيق في الحادث وإقالة المدعي العام مصطفي سرلي من مهامه عبر اتهامهم بالعضوية في جماعة فتح اللـه غولن، يهدف إلى التستر على هذه الجرائم، مضيفاً: إن «هذا الحادث يعتبر حالة تلبس بالجريمة بالنسبة لأردوغان».

من جهة أخرى، أشار المسؤول إلى أن الرأي العام في تركيا يتابع عدم ضم حكومة أردوغان تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى لائحة «التنظيمات الإرهابية».

ولفت إلى العلاقة الوثيقة بين حركة «أحرار الشام» وحكومة العدالة والتنمية وجهاز الاستخبارات التركي، مؤكداً أن الحكومة تقدم كل أنواع المساعدات والدعم للحركة فضلاً عن المجموعات المسلحة التي تنقل السلاح والذخيرة والمسلحين إلى سورية عبر الأراضي التركية وأغلب هذه المجموعات انضمت إلى الدولة الإسلامية».

وإذ أشار إلى أن «الأحرار» اشتبك مع «الدولة الإسلامية» في سورية، استدرك قائلاً: «لكن الأمر يختلف في العراق وتتغير علاقات هذه التنظيمات في الدول المختلفة، أي أنها تتحرك وفقاً لتعليمات القوى التي تديرها وتتلقى التعليمات منها».

وأوضح المسؤول أن هذا الحادث يعتبر دليلاً واضحاً على تعاون حكومة حزب العدالة والتنمية وجهاز الاستخبارات التركي مع «الدولة الإسلامية».

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...