تركيا تشكل جيشاً للتركمان في سورية بزعم مواجهة أكراد سورية
أوعزت تركيا لأدواتها، «المجلس التركماني السوري» و«المجموعات المسلحة التركمانية»، كي يبدؤوا بتأسيس «جيش للتركمان» بذريعة «الخطر» الذي تشكله عليهم «وحدات حماية الشعب» ذات الأغلبية الكردية، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي. وسعت تركيا، خلال الأسابيع الماضية، إلى افتعال أزمة تتيح لها التدخل في سورية، من خلال استغلال الأنباء عن تطهير عرقي نفذه عناصر «وحدات حماية الشعب» في مدينة تل أبيض وريفها بمحافظة الرقة، عقب دحرهم لتنظيم داعش. واتهمت أنقرة، «حماية الشعب» بعدم السماح للمهجرين الذي نزحوا من تل أبيض إلى الأراضي التركية، بالعودة إلى مدينتهم.
وقال رئيس «المجلس التركماني السوري» عبد الرحمن مصطفى، إن «المجموعات التركمانية المقاتلة في سورية، اتخذت قراراً بتقديم دعم أكبر لبعضها البعض، والعمل على إنشاء جيش تركماني في حال سمحت الظروف بذلك».
وكشف مصطفى في حديث نقلته وكالة «الأناضول» التركية للأنباء، عن انعقاد اجتماع في غازي عنتاب جنوب تركيا، قبل أيام، حضره «ممثلون عسكريون ومدنيون تركمان من محافظات ومدن حلب، وجرابلس، والجولان، واللاذقية، وجبل التركمان، وإدلب، والرقة، وتل أبيض، وحمص». واعتبر أن «الوجود التركماني في سورية يتعرض للخطر»، حيث إن التركمان يقطنون في أماكن، ينظر إليها كل من النظام وتنظيم داعش وحزب الاتحاد الديمقراطي، على أنها أماكن «إستراتيجية».
وتابع قائلاً: إن «حزب الاتحاد الديمقراطي، يحاول تنفيذ خططه المتعلقة بأراضي التركمان في سورية»، مؤكداً «استمرار كفاح التركمان لضمان ألا يتكرر في مدينة حلب ما حدث في تل أبيض من تهجير للتركمان.
وشدد مصطفى على أن القوات التركمانية، ستظل جزءاً من مليشيا «الجيش الحر»، كما أن المجلس التركماني جزء من الائتلاف المعارض.
ودأبت وسائل الإعلام التركية على نقل أنباء عن عمليات تطهير عرقي تقوم بها «وحدات حماية الشعب» في شمال سورية، وآخرها اتهام نائب رئيس «حزب الحركة الوطنية التركمانية السورية»، طارق سلو جاوزجي، عناصر الوحدات بتهجير التركمان من قرية هيالة في منطقة عين العرب بمحافظة حلب. وأشار جاوزجي إلى أن حزبه تلقى معلومات تفيد بأنه «سيجري جلب أكراد من إقليم شمال العراق لتوطينهم في القرية التركمانية التي تم إخلاؤها من سكانها»، لافتاً إلى وجود سعي لتغيير التركيبة السكانية في شمال سورية.
وأشار إلى أن قرية هيالة التي يبلغ عدد سكانها 3500 نسمة، تتميز بموقع إستراتيجي، على طريق حلب الحسكة، مبيناً أن التهجير لا يقتصر على التركمان بل يطول العرب أيضاً في المنطقة.
واتهم جاوزجي حزب الاتحاد الديمقراطي بتزويد التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن، لمحاربة داعش، بـ«إحداثيات خاطئة بشكل متعمد كي يقصف قرية بئر محلي التركمانية، التي تدمرت بعد تعرضها للقصف 7 مرات في ليلة واحدة، حيث فقد 150 تركمانياً حياته في القصف الجوي».
وكالات
إضافة تعليق جديد