ترحيل دبلوماسي قطري أثار "اضطراباً" بطائرة أمريكية

أكد مسؤولان كبيران في وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة، أن الدبلوماسي القطري الذي تسبب بإثارة "اضطراب" على متن طائرة ركاب أمريكية مساء الأربعاء الماضي، ستتم إعادته إلى قطر، بموجب اتفاق بين واشنطن والدوحة لتسوية القضية.

وقال المسؤولان الأمريكيان إن وزارة الخارجية والحكومة القطرية اتفقتا على أن ترحيل الدبلوماسي محمد المدادي، هو أفضل حل ممكن لإسدال الستار على تلك القضية، بعدما قامت سلطات الأمن الأمريكية بتوقيف المدادي لعدة ساعات، قبل أن تطلق سراحه في وقت لاحق الخميس.

كما أفادت متحدثة باسم السفارة القطرية بأن المدادي كان على متن طائرة "يونايتد إيرلاينز" المتجهة من واشنطن إلى مدينة "دينفر" بولاية كولورادو، في مهمة عمل رسمية، تتضمن زيارة شخص موقوف بتهمة "الإرهاب" في أحد السجون الفيدرالية بالولاية.

وانطلقت طائرتان مقاتلتان من طراز "إف 16" لمرافقة الطائرة، حتى هبوطها في مطار دينفر، بعد الإبلاغ بأن أحد الركاب حاول إشعال النار في حذائه، تبين لاحقاً أنه يعمل دبلوماسياً بالسفارة القطرية.

إلا أن مسؤولاً فيدرالياً ذكر أن الراكب (المدادي) أبدى "تعليقاً غير مناسباً"، مما تسبب في إثارة الاضطراب على متن الطائرة، من طراز "بوينغ 757"، والتي كانت تقل 157 راكباً إضافة إلى طاقمها المكون من ستة أفراد.
وأكد المصدر أن المدادي مكث في حمام الطائرة لفترة طويلة، مشيراً إلى أنه ربما كان يقوم بالتدخين، وقام مسؤولو أمن الطائرة باستجوابه، وبعد هبوط الطائرة في دينفر، خضع الدبلوماسي القطري للاستجواب من قبل عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالية FBI.

ويبدو أن إطلاق سراح المدادي الخميس، جاء بموجب اتفاق بين واشنطن والدوحة على إعادته إلى قطر، فيما أكد مسؤول أمني فيدرالي أن الدبلوماسي القطري تم الإفراج عنه دون توجيه أية اتهامات إليه.

وكان السفير القطري في واشنطن، علي بن فهد الهاجري، قد أكد أن "الدبلوماسي القطري.. كان مسافراً في مهمة رسمية تتعلق بعمل السفارة، ولم يكن متورطاً في أي نشاط ينطوي على تهديد."

وقال الهاجري، في بيان صدر عن السفارة : "نحترم ضرورة الالتزام بالإجراءات الأمنية الخاصة المتعلقة بالسفر جواً، ولكن هذا الدبلوماسي كان مسافراً لدينفر في مهمة رسمية تتعلق بعمل السفارة بتوجيهات مني."

ومضى يقول: "هو بالتأكيد لم يكن متورطاً في أي نشاط ينطوي على تهديد، وستكشف الوقائع بأن ذلك كان خطأ، ونحن نطلب من جميع الأطراف المعنية الامتناع عن إصدار أي أحكام أو افتراضات مسبقة."

وفي وقت سابق الأربعاء، قال أليسون برادلي، المتحدث باسم شركة "براون لويد جيمس" للمحاماة، والتي تمثل السفارة القطرية، إنه تم إطلاق سراح المدادي بعد استجوابه من قبل السلطات الفيدرالية، وتم السماح له بالعودة إلى واشنطن.

يشار إلى أن مسؤولي الأمن في المطارات والطائرات يأخذون أي تعليق عن كلمات مثل قنبلة وحريق وتفجير وإرهاب على محمل الجد، وخصوصاً بعد تشديد الإجراءات الأمنية في المطارات عقب أكثر من محاولة تفجير، ومنها محاولة النيجيري، عمر الفاروق عبد المطلب، ومحاولة البريطاني ريتشارد ريد تفجير الطائرات.

وكان ريتشارد ريد قد أدين بمحاولة تفجير طائرة مستخدما وسيلة غير مسبوقة عن طريق إخفاء المتفجرات في حذائه.

المصدر: CNN