تخمة سوق الدراما الرمضانية

23-07-2008

تخمة سوق الدراما الرمضانية

ليس جديداً ما سنطرحه في تحقيقنا التالي الذي يتضمن في محتواه قضية التخمة الدرامية الرمضانية, لكنه قضية شائكة يكثر اللغط والحديث عنها في كل موسم رمضاني سواء كان على صعيد المعنيين بالدراما وصناعتها, أم على صعيد المشاهد الذي يكاد يتوه بين المسلسلات, لا يدري كيف يوازن بين مشاهداته ضمن هذا الكم الهائل من الأعمال المحلية والعربية..‏

ترى هل من جديد لدى أصحاب الشأن لحل هذه المعضلة لينال كل عمل قسطه من الاهتمام والمشاهدة.‏

- لا يمكن برأي الاستاذ عماد الرفاعي رئيس لجنة صناعة السينما أن يكون هناك تنسيق بين الأعمال, لأن الشركة (صاحبة رأس المال) هي من تقرر وضع خطة أعمالها... وعندما نجد أعمالاً عدة تحكي عن البيئة الشامية, فالشركة نفسها معنية بتسويق أعمالها, وهي الأكثر دراية بكيفية التسويق, لكننا نحاول التنسيق بين الأعمال التاريخية, لأننا لا نرغب أن يتكرر العمل نفسه لشركتين سوريتين متنافستين, كما حدث في جبران خليل جبران, فقد طلبنا من إحدى الشركات تأجيل عملها وهذا ما حدث فعلاً. في هذه الحالة فقط يمكن أن نتدخل بين الشركات, ولكن في الأعمال التي تحكي البيئة الشامية, الأمر مختلف, فعندما ينجح عمل, تتوجه الانظار إلى النمط نفسه, (عمل باب الحارة تنتجه MBC) لذا نرى بعض الشركات عمدت إلى إنتاج أعمال منافسة له ومشابهة, وأتصور أنها بيعت لمحطات أخرى, وهذا ما يجعل العمل مختلفاً.‏

>لاشك تتعرض بعض الأعمال في هذا الازدحام الدرامي للظلم في فترة المشاهدة فكيف السبيل لرفع الحيف عنها?‏

>> عندنا ما يعرف بوقت الذروة,والتلفزيون لا يستطيع عرض الأعمال جميعها في هذا الوقت, (لا تجود بغير الموجود) ولطالما طالبنا منذ سنوات أن يكون هناك موسم آخر, وشهر آخر لعرض الأعمال ويمكن أن يكون في أول عطلة الصيف, أو عطلة الربيع... ليخرج الناس من شهر رمضان..‏

فمثلاً 35 عملاً, يعجز التلفزيون عن عرضها, واستيعابه لا يتجاوز 20 -22 عمل, ويبقى ثلاثة عشر عملاً فأين نذهب بهم فهؤلاء يجب أن يعرضوا في موسم آخر.‏

وأظن أن الشركات بدأت التفكير بهذا الأمر رغم صعو بته لأن الشركات والمحطات جميعها تدفع في شهر رمضان وسنطالب في المهرجانات (اخرجوا من شهر رمضان ) وقوموا بعروض خاصة, لتخرجوا من هذا الموضوع...‏

وخصوصاً أن مصر لديها هذا العام 42 عملاً, ودخل علينا منتج جديد ليس سهلاً وهو الدراما الخليجية, على السوق العربي, وأخذت حصة كبيرة, فبعد أن كانت المحطات العربية نأخذ عملين أو ثلاثة أصبحت تأخذ عملاً أو عملين على الأكثر وهذا حق لهم...‏

ويتجاوز عدد أعمالهم حوالي 27 أو 28 عملاً..‏

- عدد الأعمال الدرامية في هذا العام وصل إلى 35 عملاً, كان جزء منها أعمالاً سورية مئة في المئة, ومنها أعمال لشركات عربية تنتج في سورية (شركات أردنية - سعودية - كويتية) لكن لا تزال الدراما السورية تحافظ على نكهتها ولدينا كتاب متميزون ومخرجون مبدعون, وشركات إنتاج تدفع رؤوس أموال طائلة, وهي جميعها قواعد هامة تجعل نجاح (الدرامات ثابتاً لسنوات عديدة) المهم أن نبتعد عن الأنانية.‏

والجديد في الأمر أن ثمة خطة لترجمة الأعمال السورية وتسويقها, بدءاً بتركيا, وهناك طلب لترجمة أعمالنا للإيرانية والماليزية ومشاريع إنتاج أعمال مشتركة في بعض البلدان غير العربية.‏

- المخرج يوسف رزق يقول : جزء كبير من هذه الأعمال هي عبارة عن تجارة, أو صناعة (بيع وشراء) وجزء لا يمكن إلغاؤه, يحاول أن يصنع فناً إلى جانب التجارة, وجزء يصنع فناً لأنه يحب الفن.‏

ولو لم تكن السوق والمحطات تستوعب لما كانت هذه الأعمال و الدراما السورية مشاهدة أكثر من أي مسلسل عربي أو أجنبي, ويتضح ذلك من خلال الاستبيانات التي قامت بها المجلات ومحطات الإذاعة والتلفزة.‏

ووجود محطات عديدة تجاوزت في عددها مئة محطة تبث أعمالاً عربية فلاشك هي تستوعب ربما قسم من هذه الأعمال لا يلقى الحظ بسبب ضعفها, وقسم منها يفتقد للبذخ في الانتاج, وهناك أعمال تتبناها المحطات نفسها وتنتج لحسابها وعملياً إذا انتجت كل محطة عملاً بسورية, فعملياً لدينا من 20-30 عملاً أما المحطات منتجة لها, أو هي ممولة, اذاً الأعمال السورية ليست سورية 100% والأعمال السورية من انتاج سوري لايتجاوز عددها 15 عملاً..‏

ما تبقى إما أعمال بتمويل خارجي من خلال منتج منفذ, أو شركة سورية, أو تنفيذ وتحويل خارجي لكنه ينفذ في سورية بممثلين وفنيين سوريين.‏

- وتعيد الفنانة جيانا عيد الأمر إلى الاستراتيجية العربية ورغبتها في ملء ساعات المشاهدة في شهر رمضان المبارك, نهاره طويل وساعاته تستوعب وتستهلك ساعات البث جميعها.‏

ولو وظفت هذه الاستراتيجية بشكل سليم, لتحقق التكامل بين المحطات ولانعدم التكرار في المسلسلات التي يمكن أن تعرض بكل محطة والتي يمكن أن تسبب الضرر للمتلقي وتفسد لديه متعة المشاهدة - فلو وجد الانفاق والتوافق على هذه الاستراتيجية لاستطعنا أن نحقق للمشاهد فسحة من حرية الاختيار أكبر, ولحققنا له متعة البحث عن موضوعات مفضلة لديه,وأيضاً لخلقنا تمايزاً في نوعية المتلقي, وبالتالي نحقق خصوصية معينة وميزة لكل محطة, عندها لن يصاب المتلقي بهذا التشتت وبهذا الاجبار على مشاهدة نوع معين من المسلسلات التي تكرر في أكثر من فضائية وبالتالي نستطيع أن نصنع من شهر رمضان شهراً مميزاً في خصوصية الدراما التي تقدم فيه إذاً لا نستطيع أن نضع اللوم على الدراما السورية تحديداً في هذا الموضوع لأن المسألة لا تتعلق بالقائمين عليها وإنما باستراتيجية عربية عامة..‏

وجانب أخر تعرضت له الفنانة (عيد) وهو العدوى التي تصيب بعض الأعمال وهو قضية الجزء الثاني, فما أن ينجح عمل ما ويشد المشاهد, حتى يبدأ الاتكاء على هذا النجاح, وانتاج عمل آخر بالشكل والمحتوى ذاته, فتتكرر الموضوعات وتفرغ من محتواها, ويفقد العمل قيمته الفنية والإبداعية ويصبح مادة استهلاكية بحتة, وتمنت من المؤسسات المعنية بالهم الإبداعي أن تكون مراقبة جيدة لما يحدث في الساحة الفنية الإبداعية, وأن تخلق نوعاً من التكامل والتواصل والحوار للوصول إلى أعمال مختلفة بالشكل والمضمون وذات سوية فكرية متميزة لنحافظ على المنتج الإبداعي السوري واستمراريته بجودة وسوية أعلى.‏

فاتن دعبول

 المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...