تبلور أطراف النزاع داخل البيت الأبيض الأمريكي

19-11-2006

تبلور أطراف النزاع داخل البيت الأبيض الأمريكي

الجمل:   بدأت الخلافات تطل برأسها داخل البيت الأبيض الأمريكي، وبهذا الخصوص كشف تقرير واينماديسون الصادر يوم 16 تشرين الثاني الجاري عن خلاف داخل البيت الأبيض الأمريكي حول اعتماد جون بولتون للاستمرار في عمله مندوباً للولايات المتحدة في الأمم المتحدة.
يشير التقرير إلى تبلور طرفين للصراع داخل البيت الأبيض، هما:
الطرف الاول: بوش+41: ويضم هذا الطرف كل من الرئيس جورج بوش، ولجنة الـ(41) المكونة من كبار قدامى الجمهوريين، المدعومين بواسطة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الأب، وينتظم هؤلاء الـ41خبيراً حالياً ضمن لجنة جيمس بيكر المعنية بإيجاد مخرج للأزمة العراقية، (مجموعة دراسة العراق)، وبرغم حدودية تسمية هذه اللجنة، إلا أن توصياتها وصلاحياتها تشمل كل جوانب العملية السياسية الجارية حالياً داخل البيت الأبيض وبقية فروع الدولة الأمريكية، وذلك لأن الملف العراقي أصبح يرتبط بكل المرافق الرسمية السياسية الرئيسة.. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المجموعة تجد الدعم والمساندة من جانب الرئيس جورج بوش، كذلك من أبرز الشخصيات التي تنضوي ضمن هذه المجموعة: جيمس بيكر (وزير الخارجية الأمريكي الاسبق)، روبرت غاتز (مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق، والمرشح حالياً لمنصب وزير الدفاع خلفاً لرامسفيلد)، وبرنت سكوكروفت (المسؤول الأمريكي ومستشار الأمن القومي السابق في البيت الأبيض الأمريكي).. وجميع هؤلاء، إضافة إلى آخرين،  سبق أن تقلدوا مناصباً فائقة الأهمية في الحكومة الأمريكية خلال فترة إدارة جورج بوش الأب.. كذلك يتمتع هؤلاء بتأييد كبير داخل الحزب الجمهوري الأمريكي، باعتبار انهم يمثلون جناح المحافظين الجمهوريين التقليدي، المعارض لجماعة المحافظين الجدد، ويعتقد معظمهم أن جماعة المحافظين الجدد هي المسؤولة عن تضليل إدارة الرئيس بوش الحالية، وما ترتب عليها من مأزق كبير في مختلف المجالات السياسية، وبالذات في السياسة الخارجية الأمريكية.
الطرف الثاني: ديك تشيني+ جماعة المحافظين الجدد: ويضم هذا الطرف ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي’ وعناصر جماعة المحافظين الجدد الذين يسيطرون حالياً على الوظائف الهامة داخل البيت الأبيض الأمريكي، والبنتاغون (وزارة الدفاع)، ووزارة الخارجية الأمريكية.. كذلك يدعم هذا الجناح كل من منظمات اللوبي الإسرائيلي، والمجمع الصناعي العسكري الذي يتكون من شركات السلاح الأمريكية.
الخلاف بين المجموعتين، مازال يأخذ طابع الحرب الباردة، وذلك لأن لجنة بيكر لم ترفع تقريرها النهائي للرئيس الأمريكي.. وحالياً يعمل جناح (ديك تشيني+ المحافظين الجدد) باتجاه تحقيق (ضربة استباقية)، وذلك عن طريق ممارسة الضغوط على اللجنة من أجل التأثير على أجندة دراستها، بحيث تكون توصيات التقرير النهائية مطابقة لتوجهات وأجندة المحافظين الجدد، وبالتالي يكون خلاف بوش- تشيني داخل البيت الأبيض قد أصبح محلولاً.
برغم طابع الحرب البارجة التي أشرنا إليه، فقد برزت بعض الخلافات على السطح، ومن أبرزها:
ملف جون بولتون: أبدى أعضاء لجنة بيكر رفضهم التام لاستمرار جون بولتون في أداء مهمته في الأمم المتحدة، ويدعم هذا الرأي مجموعة من أعضاء الكونغرس الجمهوريين الحاليين، وبالذات رئيس وأعضاء لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكي، والتي يسيطر عليها الجمهوريون).. وعلى الجانب الآخر يقف ديك تشيني وعناصر جماعة المحافظين الجدد الموجودين داخل الإدارة الأمريكية، وهم يعملون باجتهاد معلنين تشددهم وإصرارهم على ضرورة بناء واستمرار جون بولتون في القيام بمهمته في الأمم المتحدة، حتى لو تطلب الأمر التجاوز وغض النظر عن موافقة الكونغرس الجديد على ذلك، ويقترحون على الرئيس الأمريكي أن يصدر قراراً بتمديد فترة عمل بولتون، مستندين إلى أن القوانين والتشريعات الأمريكية تعطي الرئيس الأمريكي هذه الصلاحية.. وتقول هذه المجموعة بأن موافقة الكونغرس هي ضرورة لازمة تتعلق حصراً بتعيين السفير الأمريكي بالأمم المتحدة، وبالتالي من الممكن أن يعين بوش بولتون كمسؤول عن البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة، (أي كموظف رفيع)، وفي الوقت نفسه يتفادى الرئيس الأمريكي تقديم طلب للكونغرس الجديد حول تعيين سفير أمريكي بالأمم المتحدة، ومن ثم يستمر بولتون في عمله كـ(سفير) أمريكي للأمم المتحدة، بلا موافقة تشريعية رسمية، وإنما بتفويض حكومي.
يستند بولتون من أجل بقائه واستمراره في الأمم المتحدة على:
- تأييد ودعم الحكومة الإسرائيلية.
- تأييد ودعم منظمات اللوبي الإسرائيلي.
- تأييد جماعة المحافظين الجدد.
- تأييد شركات السلاح.
كذلك هناك بعض المسؤولين الأمريكيين المتخوفين من قيام جون بولتون بالانتقام من الإدارة الأمريكية الحالية، وذلك لان جون بولتون خلال الفترة  السابقة استطاع أن يكون دائرة تحالفية خاصة به داخل وكالة الأمن القومي الأمريكي، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية بحيث استطاع أن يشرف على تشغيل شبكة تجسس أمريكية كبيرة داخل الأمم المتحدة، ظلت طوال الفترة السابقة تجمع المعلومات الاستخبارية عن الأمم المتحدة ومسؤوليها والبعثات الدبلوماسية للدول الأخرى، إضافة إلى أن بولتون قد استطاع الحصول على الكثير من المعلومات الخاصة بكبار المسؤولين الأمريكيين في إدارة ببوش الحالية، من بينهم الرئيس جورج بوش الابن، والرئيس جورج بوش الأب، وبقية عائلة بوش.
وحالياً بدأ جون بولتون ملوحاً بالانتقام إذا تم إقصاؤه وعزله من منصبه.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...