بيان اللجنة الوطنية لمقاطعة المصالح الأمريكية في سورية
استأنفت الولايات المتحدة الأمريكية تهديداتها ووعيدها لسورية , بتشديد العقوبات الاقتصادية عليها , متذرعة هذه المرة بدور سوريا في لبنان , وليس جديداً على الولايات المتحدة الأمريكية فرض الحصار و العقوبات على الدول والشعوب دون أن تعدم ذريعة أو وسيلة , فادعاؤها بالإرهاب لتبرير حصار الشعب الفلسطيني , وادعاؤها بالخطر الذي يمثله نظام السيد صدام حسين على البشرية اعتبرته مبرراً لاحتلالها العراق . إلا أن المجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني, و العدوان على لبنان وقتل الأبرياء من شعبه , وتدمير العراق واغتيال علمائه وقتل أطفاله وشيوخه ونهب ثرواته بقيت دون تبرير . فالصلف والغطرسة الأمريكية لم تجد حاجة لسوق المبررات أو التماس الأعذار , وهل هي فعلاً بحاجة إلى ذلك ؟ وإلى من تقدمها ؟ فالأنظمة العربية التي كانت في وقت مضى رافضة لأي عدوان على الدول العربية , والتي أصبحت في مرحلة لاحقة تكتفي بالاستنكار والشجب , تحولت من موقف الصمت والتجاهل إلى المشاركة وتقاسم المهام والأعباء في العدوان على الدول العربية وشعوبها .
في هذه المرحلة الصعبة و الدقيقة تجد المقاومة اللبنانية و الفلسطينية و العراقية نفسها في معركة مزدوجة , العدو الأمريكي الصهيوني في المواجه و الأنظمة العربية في التآمر و الخيانة . لم تشهد المنطقة العربية في تاريخها مثل هذا التخاذل و الغدر , و الانحياز للعدو و التشارك معه , دون إحساس بمسؤولية وطنية , أو احترام لإرادة شعبية . لقد توهمت هذه الأنظمة أن تغييبها لشعوبها قد ألغى إرادة هذه الشعوب , وقصر نظرها وعدم رؤيتها لا يلغي واقع النهوض الذي تشهده حركة التحرر الوطني العربية و الشارع العربي و الانتصارات التي تحققها هذه الحركة في العراق ولبنان وفلسطين , و الالتفاف الشعبي حولها من المحيط إلى الخليج . إن الوعي بأولويات المعركة و التركيز على العدو الأساسي المتمثل بالإمبريالية الأمريكية والصهيونية , و اعتبار المعركة مع الأنظمة المتخاذلة والغادرة معركة مؤجلة الآن , لا يعني القبول والسكوت عن هذه الأنظمة التي أعمت الخيانة بصيرتها بحيث لا تدرك أن تيار الشعوب المتعاظم سوف يجرفها ويلقي بها إلى ألاّ رجعة.
إن المواجهة مع العدوان الأمريكي الصهيوني على بلداننا , متعددة الوسائل و الإمكانات , والمقاطعة واحدة منها , تردف المقاومة المسلحة وتدعمها , فإلى مزيد من المقاطعة ومزيد من الحصار للمصالح الأمريكية و الصهيونية في بلداننا ولنثبت للأنظمة المتآمرة أن تقدم التسهيلات و الحماية للمصالح الأمريكية و التطبيع مع العدو الصهيوني وتقاسم الأدوار والمغانم معه لن يجديها نفعاً حيال هذا التيار الهادر الذي سيجرفهم جميعاً . ولتكن المقاطعة عنوان تضامن ومآزرة لنضال أخوتنا وتضحياتهم في فلسطين والعراق ولبنان و الجولان.
أرسل من قبل ناهد الحسيني
إضافة تعليق جديد