بوتين: مواقف دول بريكس موحدة حيال الأزمة في سورية وقرار مجلس حقوق الإنسان مسيس
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن مجموعة بريكس تمثل أحد العناصر المحورية للعالم متعدد الأقطاب وستساهم في إنشاء نظام أكثر عدالة وتوازنا للعلاقات الاقتصادية الدولية مشددا على أنها لا تقبل بسياسة الانتقاص من سيادة الدول أو الضغط العسكري.
وشدد بوتين في تصريح صحفي لوكالة إيتار تاس الروسية للأنباء أمس عشية عقد دول بريكس لقمتها في جنوب أفريقيا على تشابه مواقف دول المجموعة من القضايا الدولية الملحة بما فيها الأزمة في سورية والملف النووي الإيراني والتسوية في الشرق الأوسط مجددا رفضها سياسة الضغط العسكري والإنتقاص من سيادة دول أخرى.
ولفت بوتين إلى أن هناك عددا من العوامل طويلة الأجل ستساعد في نجاح القمة منها نجاح اقتصادات دول المجموعة على لعب دور ريادي على مدى عقود والمساهمة في النمو الاقتصادي العالمي.
واعتبر الرئيس بوتين أن المساهمة المتعاظمة للمجموعة في الجهود الرامية إلى تحفيز النمو العالمي تمثل دليلا على سمعتها ونفوذها على الصعيد العالمي لافتا إلى أن هذه المسألة ستتصدر أجندة منتدى زعماء بريكس وأفريقيا الذي سيعقد على هامش القمة في دوربان.
وأشار بوتين إلى أن المشاركين في بريكس يدعون إلى إنشاء نظام أكثر عدالة وتوازنا للعلاقات الاقتصادية الدولية وهي معنية بضمان النمو طويل الأجل والراسخ للاقتصاد العالمي وإصلاح بنيته المالية والاقتصادية ورفع فاعليته مذكرا بالقرار الذي اتخذ العام الماضي بالمساهمة في استكمال القدرة الإقراضية لصندوق النقد الدولي بمقدار 75 مليار دولار ما أدى إلى زيادة حصة الاقتصادات النامية سريعا في الرأسمال التأسيسي للصندوق.
ونوه بوتين إلى أن روسيا باعتبارها الجهة التي بادرت إلى استحداث المجموعة ترى ان مشاركتها في نشاطها هي إحدى الأوليات لسياستها الخارجية مشيرا إلى أنها صدقت العام الجاري على الفكرة الأساسية لمشاركة روسيا في بريكس والتي ترسم مهاما استراتيجية تسعى إلى تنفيذها بالتعاون مع الشركاء في البرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا.
ورأى بوتين أن مشاركة روسيا في المجموعة سيساعد في الشؤون الدولية والتجارية وفي تبادل الرساميل والمجال الإنساني في تهيئة ظروف خارجية ملائمة للنهوض اللاحق بالاقتصاد الروسي وتحسين المناخ الاستثماري ورفع نوعية معيشة مواطني روسيا إضافة إلى توطيد العلاقات الثنائية مع دول المجموعة وفق مبادئ حسن الجوار والتعاون والمنافع المتبادله وسيعزز الدور الهام للوجود اللغوي والحضاري والإعلامي الروسي في تلك الدول وتوسيع الاتصالات في المجال الإنساني ومجال التعليم معها.
وأكد بوتين حرص دول المجموعة على مكافحة تهريب المخدرات وإنتاجها غير الشرعي ومواجهة الأخطار الإرهابية والإجرامية والعسكرية الكومبيوترية والتنسيق فيما بينها في هذا المجال بما يعمق الشراكة بين دول المجموعة.
وأوضح بوتين أن دول المجموعة تحدد عملها على أساس خطة العمل التي يتم اعتمادها في القمم السنوية عبر مسارات للتعاون بمافيها عقد لقاءات بين وزراء الخارجية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة والاجتماعات المشتركة بين وزارء المالية ومديري البنوك المركزية ملمحا إلى أن روسيا تولي أهمية بالغة لتطوير التفاعل بين الشركاء في المجموعة في مجالي التجارة والاستثمار وإطلاق مشاريع تجارية متعددة الاطراف بمشاركة دوائر العمال في دول المجموعة.
وكشف رئيس روسيا الاتحادية عن وجود خطط للمجموعة منها تأسيس مجلس الأعمال لـ "بريكس" لتطوير التعاون بين دولها في المجالات كل.
يشار إلى أن دول البريكس هي روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا.
وخلال اتصال هاتفي أكد الرئيس الروسي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس ضرورة حل الازمة في سورية عبر "التفاوض".
ونقل موقع (روسيا اليوم) عن المكتب الصحفي للكرملين قوله إن المحادثات بين بوتين وكاميرون تركزت على الوضع في سورية مضيفا إن الطرفين اتفقا رغم الخلافات بينهما على ضرورة حل الأزمة بطريقة سياسية.
في هذه الأثناء أكد الرئيس الروسي أن العلاقات الروسية الصينية تشكل عاملا مهما في السياسة العالمية معربا عن امله في أن تعطي زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الحالية لروسيا دفعة جديدة لتطوير العلاقات الثنائية.
وقال بوتين في مستهل المحادثات التي أجراها مع نظيره الصيني في موسكو أمس "بذلنا في السنوات الأخيرة جهودا كثيرة من أجل بناء العلاقات الثنائية في شتى المجالات حيث تعتبر علاقاتنا عاملا مهما في السياسة العالمية ويزداد التبادل التجاري بيننا وتتسع الاتصالات المباشرة بين مواطنينا ونقوم بتنظيم فعاليات كبرى في المجال الإنساني ما يتفق مع مصالح الصين وروسيا".
وهنأ بوتين "شي جين بينغ" بانتخابه رئيسا لجمهورية الصين الشعبية وقال "نحن نشكركم على اتخاذكم قرارا بأن تقوموا بأول زيارة أجنبية لبلدنا بالذات الأمر الذي يدل على مدى اهتمام روسيا والصين ببناء العلاقات الثنائية".
بدوره أشار الرئيس الصيني إلى أن الهدف الرئيسي من زيارته إلى موسكو يتمثل في تعزيز العلاقات وتطوير التعاون والشراكة الاستراتيجية في شتى المجالات معربا عن قناعته بأن يكتسب هذا اللقاء أهمية كبيرة وقال "آمل في أن نستطيع إعطاء دفعة قوية جديدة للعلاقات الروسية الصينية".
وأضاف جين بينغ "لقد أقيمت بين بلدينا العلاقات السياسية المتينة والناضجة ويتوجب علينا في المرحلة القادمة أن نركز على زيادة الدعم المتبادل السياسي وتعميق الجهود الرامية إلى الذود عن السيادة وتعميق التعاون في حل القضايا الدولية والإقليمية وتطوير التعاون في المجالات العملية".
أعلن أندريه دينيسوف نائب وزير الخارجية الروسي أن روسيا والصين تتفقان في الدعوة إلى الحوار الوطني والمصالحة ووقف العنف في سورية.
وقال دينيسوف في حديث مع صحيفة تشاينا ديلي الصينية أمس نقله موقع (روسيا اليوم): "لو أن الدول الأخرى عملت في ذات الاتجاه لأدى ذلك إلى تخفيف المعاناة".
وأكد دينيسوف أن مواقف روسيا والصين مشتركة بشأن مختلف القضايا الدولية بما فيها الأزمة في سورية والوضع في شبه الجزيرة الكورية.
إلى ذلك قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي فى حديث لإذاعة صوت (روسيا اليوم):" إن الوضع فى سورية سيدرج حتما على جدول أعمال قمة مجموعة دول بريكس "مضيفا:" إننا لا نريد أبدا أن نخفف من خطورة الوضع والمشاكل التى نواجهها فى سورية".
وأكد المسؤول الروسى:" إنه يمكن انشاء قاعدة للحوار السوري الداخلي ويمكن التوصل إلى اتفاق مصالحة ونحن نبذل جهودا من أجل ذلك".
وقال ريابكوف:" الأهم في الأمر هو التمسك بعدم الانحياز" مضيفا:" إن أولئك الذين يملكون نفوذا أكبر فى أوساط المعارضة السورية عليهم بطبيعة الحال أن يبذلوا مزيدا من الجهود لاقناعها بضرورة إقامة الاتصالات مع السلطات وإنه ليس هناك بديل من ذلك وإلا فسيكون هناك المزيد من الضحايا والمآسي".
وأشار المسؤول الروسي إلى أن دول مجموعة بريكس تدعم هذا الموقف معربا عن قناعته بأن قمة المجموعة ستوضح الإجراءات التى يجب اتخاذها لحل الأزمة.
وقال ريابكوف:" إن مسألة دعم الحكومة السورية غير مطروحة بالنسبة لروسيا على الأقل ونحن لسنا محامين فى قضية القيادة السورية".
وفي تصريحات لوكالة إيتار تاس الروسية للأنباء جدد ريابكوف موقف موسكو الداعي إلى الحوار الوطني لحل الأزمة في سورية كما عبر عن ترحيب بلاده ببدء التحرك في مسار التحقق ميدانيا من استخدام السلاح الكيميائي في ضواحي حلب.
وقال ريابكوف:" يجب علينا زيارة موقع الحادث وتقييم كل شيء ميدانيا" مضيفا:" نحن نرحب ببدء التحرك في مسار التحقق ميدانيا من استخدام السلاح الكيميائي في ضواحي حلب واتخاذ قرار بالتحقيق في الأمر من قبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون".
وأوضح ريابكوف أن المهم بالنسبة لروسيا أمر آخر وهو"جعل النزعة الحالية الرامية إلى تدهور الوضع في سورية وتعزيز مواقف القوى الراديكالية في معسكر المعارضة السورية ضمنا تتوقف وتنعطف نحو أمر تدعو روسيا دوما إلى تحقيقه وهو إقامة حوار بين الجانبين المتنازعين بحثا عن نموذج للتسوية السورية الداخلية".
إلى ذلك أكدت وزارة الخارجية الروسية أن القرار الذي تبناه مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان حول سورية مسيس وأحادي الجانب ولايسهم بوقف العنف ويحول دون حل الأزمة فيها بطريقة سلمية.
وأوضح دبلوماسي روسي في كلمة له أمام الجولة الثانية والعشرين للمجلس نقلها موقع (روسيا اليوم):" إن القرار لا يزال مسيسا وأحادي الجانب وحمل مرة أخرى الحكومة السورية وحدها المسؤولية عن العنف ولم تذكر تقريبا جرائم المسلحين التي تحدثت عنها لجنة التحقيق المستقلة المختصة بسورية والتي تتوفر أدلة كثيرة عليها".
وأشار الدبلوماسي إلى أن معدي مسودة القرار استخدموا النتائج التي خرجت بها اللجنة بشكل انتقائي لدعم عدد من أحكام تخرج عن إطار قرار مجلس حقوق الإنسان مضيفا:" نلاحظ محاولات مد جسر إلى نظرية مسؤولية الحماية التي لا يوجد توافق عليها بين أطراف المجتمع الدولي كما هو معلوم".
وحذر الدبلوماسي الروسي من أنه يمكن أن ينسب إلى ذلك البند حول "ضرورة تقديم أي مساعدة للشعب السوري" ما يمثل محاولة لشرعنة تزويد المتطرفين في سورية بالسلاح.
وشدد الدبلوماسي الروسي على الثقة بأن القرار لا يسهم بوقف العنف ويحول دون تقارب مواقف الأطراف المعنية وتسوية الأزمة بطريقة سلمية والدليل على ذلك عدم الموافقة على نصه بالإجماع.
في سياق آخر أعلن مصدر دبلوماسي عسكري روسي أنه تم خلال المباحثات الثنائية مع الجانب اللبناني الاتفاق على إمكانية دخول سفن سلاح البحرية الروسي إلى ميناء بيروت لكن ميناء طرطوس سيبقى بصفته نقطة الدعم المادي والتقني لهذه السفن.
وقال المصدر في حديث مع وكالة انترفاكس أمس "إنه تم الاتفاق بين الجانبين الروسي واللبناني على إمكانية دخول السفن الروسية إلى ميناء بيروت لأغراض العمل وقد تم تسديد نفقات الخدمات المقدمة إلى سفن اسطول البلطيق في هذا الميناء وأصبحت هذه الزيارة ممكنة بفضل الاتفاقات التي تم التوصل إليها مسبقا بصدد زيارة سفننا إلى بيروت".
وأشار المصدر أيضا إلى أن زيارات السفن الروسية لن تكون مجانية البتة موضحا أنه ستسدد أجور مرشدي الملاحة وبدلات استئجار الأرصفة وكلفة الطاقة الكهربائية والمياه العذبة والمواد الغذائية.
وأكد المصدر في الوقت نفسه على أن المقصود ليس التخلي عن مركز الدعم التقني والمادي في ميناء طرطوس أو البحث عن نقاط جديدة في البحر الأبيض المتوسط لمرابطة سفن سلاح البحرية الروسي وقال "إن ميناء طرطوس يبقى بوضعه السابق كنقطة لمرابطة السفن الحربية الروسية".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد