بلير يلقي نظرة الوداع على ما جنته سياسته في العراق

20-05-2007

بلير يلقي نظرة الوداع على ما جنته سياسته في العراق

قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير يوم السبت في اخر زيارة له للعراق وهو يشغل هذا المنصب انه لا يشعر بأي ندم بسبب دوره في الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للبلاد والذي أدى للاطاحة بالرئيس السابق صدام حسين.
وفي زيارة وداع لبلد قد يحدد مستقبله ارث بلير بعد عشر سنوات في السلطة اجتمع رئيس الوزراء البريطاني مع نظيره العراقي نوري المالكي والرئيس جلال الطالباني وناقش معهما الوضع في العراق الذي يشهد أعمال عنف طائفية.
وقال بلير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المالكي والطالباني بعد محادثاتهم بشأن كيفية تحقيق المصالحة السياسية بشكل أفضل "لا أشعر بأي ندم بشأن الاطاحة بصدام.. لا."
وأضاف "مستقبل العراق يجب أن يحدده العراقيون بما يتماشى مع رغباتهم ومن المهم أن تدرك كل الدول المجاورة ذلك وتحترمه."
ويجتمع سفيرا ايران والولايات المتحدة في العراق في 28 مايو أيار لبحث الامن في البلاد وهو اجتماع نادر بين عدوين لدودين. وقال بلير ان هناك منفعة استراتيجية في عراق مستقر بالنسبة للجميع.
وأضاف "نعلم ان من المهم العمل مع ايران ولكن على ايران ان تفهم انه ليس بمقدورها دعم الارهاب وان ترغب في العمل معنا في الوقت نفسه."
وتوجه بلير جوا في وقت لاحق الى مدينة البصرة الجنوبية وقال ان العالم في حاجة الى شرق اوسط مستقر. وقال "اذا لم نستطع تسوية الاوضاع في هذه المنطقة فان مستقبل العالم سيكون من وجهة نظري مضطربا وصعبا للغاية."
وقال شهود ان قذيفتي مورتر أو صاروخين سقطا اثناء تبادله الحديث مع بعض من الاف الجنود البريطانيين المرابطين في البصرة.
وسقطت قذيفة مورتر في وقت سابق على المنطقة الخضراء شديدة التحصين مع وصول بلير. ولكن ذلك بات أمرا عادي الحدوث في المنطقة الخضراء.وكان قرار بلير الانضمام للرئيس الامريكي جورج بوش وارسال قوات بريطانية للاطاحة بصدام عام 2003 رغم معارضة كبيرة في الوطن لحظة فارقة في حكمه.
وفي تصريحات لهيئة الاذاعة البريطانية قال الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر ان بلير كان من الممكن أن يمارس نفوذا أكبر على بوش وان حكومته أظهرت "تبعية" للبيت الابيض بشأن العراق وغيرها من مجالات السياسة الخارجية.
وأدى استياء الرأي العام وعدد من أعضاء حزب العمال الحاكم من مساندة بلير لبوش والحرب ضد العراق الى ارغام رئيس الوزراء البريطاني في نهاية الامر على التنحي قبل انتهاء فترة ولايته الثالثة.وسيترك بلير منصبه في 27 يونيو حزيران ومن المقرر أن يخلفه وزير المالية جوردون براون.
وبعد أربعة أعوام من الغزو تواجه القوات الامريكية والبريطانية هجمات يومية من المسلحين وتقوض اعمال العنف الطائفي الدولة ويسلم مسؤولون داخل الائتلاف العراقي الحاكم برئاسة المالكي وخارجه بأن تحقيق الاستقرار في العراق "مهمة مستحيلة تقريبا".
وقال الجيش الامريكي ان خمسة جنود قتلوا في أربعة حوادث منفصلة يومي الجمعة والسبت.
ولكن بلير يعتقد أن هناك تطورا سياسيا ايجابيا ويريد أن يناقش خطة متماسكة مع المالكي من أجل احراز تقدم أسرع.وتتعرض حكومة المالكي لضغوط من أجل اتخاذ الخطوات السياسية المطلوبة منها ومن بينها قانون خاص باقتسام الثروة النفطية والسماح لاعضاء حزب البعث السابق بتولي مناصب حكومية واجراء اصلاحات دستورية.
وقال المالكي "ادركت انه لا يمكن للعراق ان يعود الى الماضي والعملية السياسية لا يمكن ان تتراجع ولابد ان تتقدم ولابد ان يشترك جميع ابناء العراق في ادارته."
ولكن الحرب ضد العراق تلطخ ارث بلير بالرغم من جهوده لاحلال السلام في ايرلندا الشمالية ونجاح التدخل العسكري في كوسوفو وسيراليون.والنقطة العالقة في الاذهان هي أن بلير قاد بريطانيا لحرب بسبب كذبة هي امتلاك الرئيس العراقي صدام حسين أسلحة للدمار الشامل.وبدا في باديء الامر أن القوات البريطانية تحقق نتائج طيبة في مدينة البصرة التي تقطنها أغلبية شيعية في الجنوب.
ولكن الامن في البصرة تدهور خلال الاعوام القليلة المنصرمة في الوقت الذي تتصارع فيه ميليشيات شيعية متنافسة من أجل السيطرة على الثروة النفطية في أغنى مدينة في العراق والبوابة الى الخليج.
وكان شهر ابريل نيسان 2007 هو اكثر الشهور دموية منذ الغزو بالنسبة لبريطانيا التي قلصت قوتها من سبعه الاف الى 5500 وسحبت معظم قواتها الى المطار الدولي.

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...