بعد سيطرة «النصرة» على إدلب … «الخوذ البيضاء» إلى مسرح الأحداث مجدداً
بعد سيطرة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي على معظم محافظة إدلب، عاد تنظيم ما يسمى «الخوذ البيضاء» التابع لها للظهور العلني وليؤكد علاقته الوثيقة بـ«النصرة».
واللافت أن «الخوذ البيضاء» الذي ينشط في مناطق سيطرة «النصرة»، ونادراً ما يصدر بيانات، أصدر أمس بياناً نقلته مواقع إلكترونية معارضة، ذكر فيه أن التغيرات التي طرأت على منطقة شمالي البلاد في الفترة الأخيرة، والمتمثلة بسيطرة «النصرة» على محافظة إدلب بعد إنهائها وجود الميليشيات المسلحة التابعة للنظام التركي، «لم تؤثر في استقلالية عمله وحياديته عن أي صراع». وأقر «الخوذ البيضاء في البيان، بأنه أنقذ الآلاف من تابعي «النصرة» والميليشيات المسلحة المتحالفة معها في إدلب، من نيران معارك «النصرة» وميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير» والأطراف المختلفة المتصارعة على أرض إدلب.
وادعى «الخوذ البيضاء» في البيان، أنه «يلتزم» ما سماه «مبادئ الحيادية والإنسانية وعدم التمييز، وأن هذه القيم سمحت له بالعمل بشكل مستقل حتى عندما وقعت المجتمعات التي يخدمها ضحية النزاعات المحلية والدولية».
وعلق مراقبون على بيان «الخوذ البيضاء» بالقول: إنهم لا يعلمون عن أي حياد يتحدث «الخوذ البيضاء» وهو الذي يعتبر جزءاً من تنظيم مصنف دولياً على أنه إرهابي، وساهم في العديد من التمثيليات الكيميائية التي قام بها لمصلحة «النصرة» وتم اتهام الدولة السورية وحلفائها بها زوراً.
وبحسب المراقبين، تدل تطورات الأحداث، أن «الخوذ البيضاء» تنظيم ليس مرتبطاً بالإرهاب فقط، بل بكيان الاحتلال الإسرائيلي، مشيرين إلى أن رئيس وزراء الكيان، بنيامين نتنياهو، شكر في وقت سابق، كندا لاستقبالها عناصر من«الخوذ البيضاء» وتوطينهم عندها. وتأسس «الخوذ البيضاء» في تركيا عام 2013 بتمويل بريطاني أميركي غربي، وأثار تحديد نطاق عمله في أماكن انتشار التنظيمات الإرهابية حصراً الكثير من علامات الاستفهام حوله.
وبعد دحر الإرهابيين في جنوبي سورية، وانتهاء الدور المفضوح الموكل إليهم، أقر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في 22 حزيران الماضي، بالقيام بـ«عملية سرية ليلية» هرب خلالها نحو 800 عنصر من «الخوذ البيضاء» وعائلاتهم من منطقة في جنوبي سورية، وذلك بناء على طلب من الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية، مشيراً إلى أنه تم نقلهم إلى الأردن عبر الأراضي المحتلة وبحماية الاحتلال، ومن هناك سيتم استيعابهم في بريطانيا أو ألمانيا أو كندا.
وأكدت شبكة «سي بي سي» التلفزيونية الكندية العام الفائت، وصول 117 من «الخوذ البيضاء» وأفراد عائلاتهم إلى مطار بيرسون في تورنتو.
الوطن
إضافة تعليق جديد