بطاقات يانصيب مزورة ورابحة في حلب
غزت السوق الحلبية في الآونة الأخيرة بطاقات يانصيب مزورة تحمل الأرقام الرابحة في السحوبات المتتالية، ما فتح باب الاحتيال على باعة اليانصيب الذين صرفوا بعضها ووقعوا ضحية التزوير في سابقة لم تألفها المدينة من قبل. وأوضح باعة بطاقات يانصيب طالهم الاحتيال أن الأوراق المزورة محلية المصدر ولا علاقة لها بالأوراق التي راجت في فترة سابقة من لبنان «وبذلك يسهل على المزورين انتقاء الأوراق الرابحة بعد إعلان نتائجها من أجل تزويرها وطرحها في السوق في يد محتالين أتقنوا فن المخاتلة والاحتيال لصرف الأوراق المزيفة». أحمد درويش بائع يانصيب جديد على «الصنعة» تعرض للاحتيال بصرف مبلغ 25 ألف ليرة سورية لبطاقة يانصيب مزورة: «قصدني شاب ومعه ورقة يانصيب يريد معرفة فيما لو كانت رابحة ونظرت في الجدول لأجد أنها ربحت 25 ألف ليرة وأراد صرفها مني بحجة أنه مسافر إلى لبنان مباشرة ولا يمكنه صرفها فعرض علي بيعها بـ20 ألف ليرة استدنتها من أحد أصدقائي وعرفت لاحقاً أن الورقة مزيفة...». والحال أن حاملي البطاقات المزورة من طريق الحاسوب والسكانر والطابعة الليزرية يعرضون فقط الفئات الدنيا الرابحة كي يصبح في مقدورهم صرفها من باعة اليانصيب دون أن يعرضوا أنفسهم للمجازفة، واستطاع عدنان تمييز بطاقة مزورة وتحمل رقماً يربح مئة ألف ليرة عرضت عليه بمبلغ 75 ألف ليرة لكن المحتال استطاع الهرب دون أن يمسك به. ولم يسبق للجهات الأمنية إلقاء القبض على إحدى شبكات تزوير بطاقات اليانصيب التي تنشط في حلب وتستهدف ذوي الخبرات الضعيفة من باعة اليانصيب المتجولين أو مواطنين عاديين تزرع في نفوسهم الجشع والطمع في تحقيق ربح مادي سريع من دون جهد. ويصعب تمييز أوراق اليانصيب المزورة التي تبدو بفحصها عياناً مطابقة تماماً للأوراق الحقيقية سواء من حيث الرسوم أو الكتابات أو الألوان متقنة التقليد والتي تشير إلى محترفين في عالم التزوير بعدما كشف النقاب عن شبكات متورطة بتزوير وثائق مهمة مثل سندات ملكية الأراضي. ويعمد مزورو بطاقات اليانصيب إلى انتقاء بعض الأرقام الرابحة التي تعرض على شاشة التلفزيون كل يوم ثلاثاء ليطرحوا بطاقاتها في السوق في اليوم التالي بغية صرفها بمبلغ أقل من ربحها الحقيقي، ولم يعرف فيما إذا تم صرف بطاقة يانصيب رابحة من فئة ستة دواليب. وجرت العادة أن يتكتم الباعة المغدورون عن غبنهم كي لا يتهموا بالجهل وقلة الخبرة. وحدّ من عمليات النصب أن باعة اليانصيب المتجولين امتنعوا عن شراء أي بطاقة رابحة حقيقية أو مزيفة بعد أن شاع في صفوفهم قصص وأخبار التزوير التي صرفت بعضهم عن مزاولة المهنة التي لا تحتاج إلى رأسمال كبير ولا إلى خبرة ما لم يصرف صاحبها البطاقات بشكل مباشر.
خالد زنكلو
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد