باريس تحتفي بفن اللاشيء
أن تخلو المعارض الفنية من المعروضات ليس بالأمر الجديد, فاللاشيئية شكل من أشكال الفنون ظل معروفا منذ نحو نصف قرن من الزمان. لكن يحق لمركز جورج بومبيدو في باريس أن يفاخر باستضافة أول حدث ثقافي من نوعه ألا وهو المعرض الاستذكاري لـ51 معرضا دون معروضات لتسعة فنانين مختلفين.
فكيف لمتحف أن يستذكر معارض لم تعرض شيئا؟
ويملأ المعرض, أو بالأحرى لا يملأ, جنبات خمس غرف في المتحف الوطني الفرنسي للفن الحديث بالطابق الرابع من مبنى بومبيدو. فالغرف كلها خاوية على عروشها, والجدران مطلية باللون الأبيض.أما الأرضيات فخالية جرداء.
وجرى تنسيق الإضاءة بنفس الحرص المتبع عند إقامة أي معرض مؤقت آخر. وينظر حراس المعرض بعين ملؤها الريبة والشك للزوار كي لا يلمسوا أي شيء, أو في هذه الحالة حتى لا يمسوا لا شيء.
ويهدف المعرض الاستذكاري -الذي رفض أكبر المتاحف في بلدان أخرى استضافته- إلى الاحتفاء بحركة فنية انطلقت من باريس بواسطة فنان الفراغات الفرنسي إيف كلين, الذي كان أول من أقام معرضا من الجدران الفارغة في صالة إيريس كلير بباريس عام 1958.
ويحيي بومبيدو الاستذكاري كذلك معرض تكييف الهواء الذي جرى تركيبه (أو على الأصح لم يجر تركيبه) عام 1967 من قبل جماعة الفن واللغة التي تضم مجموعة من الفنانين البريطانيين.
ويعرض في هذا المعرض هواء مكيف في بهو خال ذي جدران بيضاء. وقد عمل خمسة أمناء متحف على تنظيم معرض بومبيدو الاستذكاري لفن اللاشيء الذي يضم أعمال (أو قل لا أعمال) سبعة فنانين آخرين، هم روبرت باري وستانلي براون وماريا إيكهورن وبيتان هوس وروبرت إيروين ورومان أونداك ولوري بارسونز.
المصدر: الجزيرة نقلاً عن إندبندنت
إضافة تعليق جديد