اول الرقص حنجلة شباب طرطوس يقبلون على أدوية الأمراض النفسية
الجمل – طرطوس – حسان عمر القالش : بات من يوميات الثرثرة والدردشة بين الشباب في طرطوس الحديث عن انتشار تعاطي الأدوية المخدرة، وأول الرقص في المخدرات حنجلة الأدوية.
وترد في هذه الأحاديث أسماء حبوب وأدوية يتعاطاها مدمنون بكميات كبيرة إلى جانب تناول مشروبات روحية, ويقول زياد "لم لا تذهب الى ابن فلان؟":انه يتعاطى الحبوب بالـ"دف"..والدف عبارة عن حافظة الحبوب والتي تضم ما بين 10 الى 12 حبّة بحسب نوع الدواء.
مضـر الذي يعمل في مجال الصيدلة, قال أن هذه الظاهرة بدأت بالظهور إلى العلن منذ ما يقرب السنة عندما سرقت احدى الصيدليات ليلا ولم يأخذ السارق لا نقودا ولا أدوية ولا مستحضرات غالية الثمن, وإنما اكتفى بأدوية الأمراض النفسية بمختلف أنواعها بدءا من المهدءات وصولا لعلاجات الصرع, ويظن مضـر أنه ليس هناك نوعا محددا يقتصر عليه الادمان والتعاطي.
كيف تصل هذه الأدوية للمدمنين؟ يجيب مضر بأن كثير منها تأتي من خارج البلاد عن طريق "التهريب" وهناك من يحتال على الأطباء والصيادلة للحصول على هذه الأدوية, ويضيف بأن "نقابة الأطباء والصيادلة ومنذ فترة قد شددت اجراءاتها في هذا المجال" ومع ذلك فيجب أن نتذكر بأن "صاحب الحاجة أرعن" وعلينا معالجة رعونته قبل حرمانه من حاجته.
فقد يكون صحيحا ومريحا أن "الظاهرة ما زالت في أولها" وبداياتها, حسب يوسف وهو طالب جامعي في سنته الدراسية الأخيرة, وأنها مازالت محصورة الى حد ما بين "النـشـتـريـّة" أو أولاد الشوارع والأزقـّة من العنفييـّن والمهمشين حياتيا واجتماعيا وماديا "بانتظار أن ينضم اليهم العاطلون/ اليائسون عن العمل", لكن مزيدا من الخوف والحيطة أدعى بنا الى الاستعجال بالمعالجة والتوعية.
لكن المعالجة المطلوبة تعوقها مايسمى بـ"خصوصية" هذه المحافظة والآتية من خصوصيات المجتمعات ذات التعداد السكاني القليل والنوعي, ولعلنا نقترب من فهمها عندما نعرف من محامي وحقوقيي المحافظة أن وتيرة ظهور هذه الحالات, أي حالات "تعاطي الحبوب" باتت تتكرر في قاعات المحكمة, وعندما نسمع أن قصصا من نوع أن اخلاء سبيل واقفال قضايا بعض هؤلاء يتم من باب – أو بالأحرى أبواب – المعرفة والقرابة والواسطة. لن نستغرب اذا الوقاحة والاستفشار في نمو هذه الموجة المرضية, متسلحة بعدم وجود الرادع المتشدد والصارم لها عندما يصبح القضاء هنا هو قضاء بـ"المونـة"..!!
يونس والذي طلب اغفال اسمه الحقيقي كغيره, قال أن ظاهرة تعاطي الحبوب هذه بداية أخرى لظاهرة أخرى هي تعاطي أنواع أخرى, تندرج في خانة "المخدرات الحقيقية" ,بدأت تدرج بين بعض "الفنانين الشباب" من موسيقيين ومسرحيين وغيرهم, ممن يحاولون أن يرسموا لأنفسهم صورة الفنان اللامنتمي والمختلف عن الغير, فيظهروا بمظهر اللامبالين والمتأملين, "خصوصا مع "سحبـة" السيجارة المحشوة بالمخدر" ويتابع يونس : كثير من هؤلاء تتعثر بهم في الشام, حيث يجرون وراء أحلام غالبا ما تنطفئ او تتضاءل الى نتاتيف فرص يجود بها عليهم فنان معروف أو زميل وصوليّ, وغالبا ما ينتهي بهم الأمر الى مقاهي طرطوس الشعبية لشرب المتة والمبالغة بالحديث عن أحلامهم الضائعة.
ولا شك أن المجتمع يتحمل القسط الأكبر من المسؤولية عن لجوء الشباب الى المخدرات، والدولة بمؤسساتها وخططها الحكومية, العازمة فعلا على صب كل جهودها في السياحة والاقتصاد الاستثماري آخذة معها تلك الجهود الموجهة نحو تلبية حاجات الفرد وبناء المجتمع. ونذكر هنا بزيارة قام بها الفريق الحكومي السياحي الاستثماري (وزراء الثقافة والسياحة مع الادارة المحلية) لمحافظة طرطوس في السادس من هذا الشهر. وكيف ناقش قضايا المطروحة حيث كتب الزميل محمد عمران في تشرين (عدد 13-6-2007) مشيراً الى "غياب المنهجية في العرض والمشكلات المطروحة" في الاجتماع الذي عقدوه عندنا والذي استثمر "لجوانب دعائية اعلانية" ,وكان السيد وزير السياحة قد قال في معرض حديثه عن حجم الاستثمارات السياحية أن " على مواطني طرطوس أن يفرحوا وهم العارفون في امكانية أن يضمنوا كميات الأسماك في البحر أو أنهم نسوا هذه الأمثولة"..فهذه هي نوعية الخطاب الحكومي الموجه الى محافظة تضرب طبول الخطرالمهدد شبابها.
الجمل
إضافة تعليق جديد