انطلاق أعمال «مؤتمر المعرفة الأول» بدبي
انطلقت في دبي أمس فعاليات «مؤتمر المعرفة الأول» بحضور الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، ومسؤولين في مؤسسات عربية وإسلامية وعدد من المثقفين، وأعلن عن بدء تنفيذ مشروع دعم المعرفة والتعليم والترجمة في العالم العربي الذي رصد له الشيخ محمد 10 بلايين دولار أميركي.
ويهدف المؤتمر الى صهر جهود النخب العربية في بوتقة مشتركة تساهم في سد الفجوة المعرفية والرقمية بين العالم العربي وبقية دول العالم المتقدم، في وقت بلغ عدد الأميين العرب (في الفئة العمرية 15 سنة فأكثر)، بحسب إحصاءات جامعة الدول العربية للعام 2006، نحو 71 مليوناً، أي ربع تعداد العرب.
ودعا الشيخ محمد المشاركين في المؤتمر الى مناقشة أفكارهم ومحاولة الخروج بتوصيات لدعم التعليم والثقافة والترجمة في العالمين العربي والإسلامي، باعتبار ان «التحديات التي نواجهها هي تحديات بقاء، وليست فقط تحديات إصلاح وتطوير».
وحدد عمرو موسى في كلمته أوجه القصور العربية في مجال المعرفة، واشار الى الموازنات الفقيرة في هذا المجال، وضعف البرامج والمستويات المنخفضة لمخرجات التعليم، والنسبة المرتفعة للأمية بين النساء، إضافة إلى الوضع غير المرضي للجامعات العربية مقارنة بجامعات العالم بما فيها جامعات دول العالم الثالث.
وأشار موسى إلى أن معدل الإنفاق والاستثمارات في البحوث والتطوير في العالم العربي محدود ويقترب من الصفر في نسبته إلى الناتج القومي، وهو ما ينعكس في مستوى الإنتاج الفكري والعلمي المترجم إلى اللغة العربية ومنها، والذي أصبح من أقل المستويات في العالم، بكل ما يعني ذلك من خلل في المستوى العام للمعرفة لدى الأجيال المعاصرة والصاعدة (...). وهذا الوضع يترافق مع تحديات أساسية تتعلق بالوضع النووي وبالأمن الإقليمي، كما تتصل بمحاولات إعادة تشكيل المنطقة لتتوافق مع «مخططات ماكرة وأفكار ممعنة في الأصولية الكارهة للإسلام والمسلمين وللعرب ومن يلوذ بهم».
وأشار الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو إلى الحقائق التي كشفتها تقارير التنمية البشرية في العالمين العربي والإسلامي، خصوصاً تفشي الأمية والجهل. ونقل عن تقارير المؤسسات المتخصصة لمنظمة المؤتمر الإسلامي أن هناك 36 دولة من دولها السبع والخمسين تتراوح نسبة الفقر فيها بين 20 و60 في المئة، بينما تتفشى الأمية في 36 دولة من دولها بنسبة تتراوح بين 20 و81 في المئة.
وأعلن الشيخ محمد خلال المؤتمر عن 25 مبادرة ستعمل «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم» على تفعيلها من خلال حشد العقول والطاقات العربية وتشجيع الابتكار والإبداع والاستثمار في البنى الأساسية اللازمة لتيسير نجاحها. وتضمنت المبادرات، إطلاق «تقرير المعرفة العربي» بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ووضع برنامج لتحسين جودة التعليم العالي وفق افضل المعايير الدولية، وتأسيس «شبكة للأبحاث العربية» وأخرى لمعلمي المدارس، وشبكة تعليم طلاب الجامعات الباحثين عن فرص التعليم العملي، وشبكة الشركات العربية الباحثة عن الخريجين الواعدين، كما تضمنت المبادرات برنامج الماجستير الإلكتروني للنساء.
دلال أبو غزالة
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد