انخفاض في أسعار الحديد والأعلاف والطحين والقمح
العقارات على حالها وانتعاش في أسواق الألبسة والمطاعم تتقاضى على أساس العدد وليس الكمية المقدمة مستجدات عديدة حدثت في الأسعار وفي الأسواق المحلية خلال الأسبوع الماضي. تمثلت بانخفاض العديد من أسعار السلع وبارتفاع جنوني لبعضها مثل أغنام العواس الحية التي وصل سعر الكغ الواحد منها إلى /235/ ليرة سورية... والأسباب يمكن تلخيصها بثلاثة الأول والأهم التناقص الكبير الذي حدث في عدد القطيع خلال السنوات الماضية بسبب موجات الجفاف المتعاقبة أدى إلى بيع أعداد كبيرة من القطيع حتى طالت إناث العواس وهنا نذكر أن إناث العواس تعرض في أسواق اللحوم بشكل علني تحت اسم «فطايم» كما أن موجات الصقيع والجفاف أثرت على تكاثر وتوالد القطيع سلباً. والأمر الثاني يتمثل بموجة التهريب الواسعة التي تتجه نحو العراق وبشكل سلس وسهل فالمهربون يسوقون القطيع نحو الحدود ليقطع القطيع أمتاراً قليلة ويستلمه التجار والمهربون في الطرف الآخر... والغريب واللافت في هذه المسألة كما قال وزير الزراعة الدكتور عادل سفر أن العديد من التجار الذين يتعاملون بتصدير الأغنام طالب بعضهم بوقف التصدير إلى دول الخليج العربي. أما العامل الثالث فيتمثل في استمرار التصدير.. وهنا يمكن أن نذكر أن الأرقام الرسمية المتداولة حول عدد قطيع الأغنام في سورية كانت ومازالت تذهب إلى رقم /21/ مليون رأس. لكن وزير الزراعة شكك بهذا الرقم في عدة مناسبات وقال أنه يتوقع إنه يكون عدد القطيع لايزيد على /16/ مليون رأس. كما أن وزارة الزراعة بصدد تنفيذ إحصاء دقيق للأغنام بعيداً عن التلاعب في تضخيم عدد القطيع الناجم عن الاستفادة من المخصصات العلفية التي تدعمها الدولة.
كما أن الجديد في مسألة اللحوم أيضاً صعود سعر كغ العواس إلى /600/ ل.س في أسواق الرقة. وهذا السعر لم تعرفه الرقة عبر تاريخها كما يقول العديد من المتابعين لشؤون الثروة الحيوانية. فالرقة محافظة يعيش على أرضها قطيع من الأغنام يقدر بثلاثة ملايين رأس. أما في دمشق فقد وصل سعر كغ اللحم المجروم إلى /850/ ليرة سورية إذا كان غير مخلوط بلحوم البقر أو لحوم الجاموس الهندي المستورد.
أما بالنسبة للمستجدات الأخرى على صعيد الأسعار فقد شهدت الأسواق انخفاضاً ملحوظاً في أسعار القمح المستورد والصويا والذرة والطحين والحمص القديم والحديد ومادة الطحينة ذات الاستعمالات الغذائية العديدة. ويربط البعض انخفاض الأسعار بسلوكيات المستهلكين للشريحة الأوسع من المواطنين التي اتجهت نحو الترشيد والعقلنة والعزوف عن التبذير والاكتفاء بشراء الضروريات والأساسيات ما أثر في زيادة كميات العرض وأدى إلى تراجع الطلب...
أما سوق العقارات فما زال على حاله الراكدة لكن يختلف الواقع من منطقة إلى أخرى ففي الضواحي والأرياف والمناطق البعيدة عن مراكز المدن تستمر حالة الركود والفائض الكبير في العرض... أما في المناطق الحديثة أو التي وسط المدينة وفي الأحياء الراقية فحركة التداول أقل من عادية ولم يسجل فيها أي انخفاض في الأسعار... لكن التوقعات تتجه إلى أن الأسعار يمكن أن تتراجع بنسبة قد تصل إلى 40% في المناطق الشعبية. وهنا يمكن أن نشير إلى تدني معدلات البناء والتشييد إلى أدنى درجاتها فسعر طن الاسمنت /6250/ ليرة سورية وهو السعر الرسمي. وقد غابت السوق السوداء نهائياً عن التداول كما أن مراكز توزيع الاسمنت العامة تبيع عدة أطنان بموجب البطاقة العائلية.
علماً أن سعر طن الاسمنت كان في العام الماضي لمثل هذه الفترة بحوالى عشرة آلاف ليرة سورية.
من المفارقات الغريبة في أسعار المطاعم أن أصحابها عزفوا عن تقاضي السعر وفقاً لما طلبه الزبون... بل على عدد الأشخاص مهما كانت طلبات الزبائن متواضعة... فالمطاعم المصنفة بنجمتين أو الشعبية في دمشق وريفها تتقاضى مبلغ /500/ ليرة وسطياً عن كل شخص.. فأحد المطاعم تقاضى ثمن كيلو غرام شيش طاووق من أحد زبائنه مبلغ /800/ ليرة.. وعندما سأله المسكين لو أننا طلبنا لحماً أحمر كم سيكون السعر أجاب النادل /1200/ ل.س.... يحدث ذلك في ظل أزمة مالية واقتصادية وانكماش يفترض أن يدفع بالجميع إلى خفض الأسعار وليس رفعها.... لذلك فإن تنظيم دوريات مفاجئة من الرقابة الداخلية تطلع على فواتير المطاعم يمكن أن ينصف الزبائن الذين على الأغلب يرفضون الشكوى أو التشاجر مع صاحب المطعم.. لأنهم قصدوا المطعم بغرض الاستراحة والترفيه عن النفس وليس بخلق مشكلة مع هذا أو ذاك....
شهدت أسواق الألبسة بعض التحسن كما يقول الباعة وذلك بسبب قدوم السياح والمغتربين وارتفاع معدلات الطلب... لكن الأسعار تتفاوت بين سوق وآخر علماً أن البضاعة المعروضة هي نفسها الموجودة في سوق الحميدية والحمراء والصالحية وأبو رمانة. لكن فارق السعر قد يصل إلى 50%.
لاتزال أسعار بعض أنواع الخضر مرتفعة جداً مثل الفاصولياء- البامياء وكذلك بعض أنواع الفواكه: الكرز- الدراق - الإجاص...
أما المواد الأكثر استهلاكاً: البطاطا- البطيخ الأحمر- الخيار والبندورة فأسعارها معقولة جداً ويلاحظ تفاوت كبير في أسعارها بين سوق شعبي وآخر في حي...
وبالنسبة للمواد الأساسية فأسعارها ثابتة فالسكر بين 28- 35 والرز بين 45- 100 ل.س.
وبالوصول إلى الدواجن نجد أن الانتاج اليومي لسورية من البيض حوالى /25/ مليون بيضة وهناك فائض يقدر بحوالى /3/ ملايين بيضة يصدر منها يومياً حوالى مليوني بيضة والمصدر حالياً يساوي نسبة 60- 75% من الكميات المسموح بتصديرها وعدم القدرة على تصدير كامل الفائض يتمثل بالمنافسة الشديدة في الأسواق العراقية.
يتخوف أصحاب المنشآت السياحية من قلة العائد للموسم السياحي الحالي الذي سينتهي في العشر الثاني من آب الحالي بسبب قدوم شهر رمضان المبارك.. وكان الموسم السياحي يمتد إلى منتصف أيلول...
أخيراً بيع غرام الذهب في السوق السورية يوم أمس بـ 1240 وصرف الدولار بـ 46.40 واليورو بـ 66.10.
محمد الرفاعي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد