اليمن: عملية عسكرية ضدّ «القاعدة».. والمحادثات في بدايتها
في رابع أيام المحادثات اليمنيّة، لم يخرج الدخان الأبيض من غرفة الاجتماعات في قصر بيان الكويتي، فالخلافات ما زالت تدور حول جدول الأعمال، وخصوصاً بند تثبيت وقف إطلاق النار، في وقتٍ بدأ مسلّحون يدعمهم «التحالف» عمليّة بريّة، بغطاء جوّي، لطرد تنظيم «القاعدة» من المناطق التي يسيطر عليها، لا سيّما معقله في مدينة المُكلّا.
وتفيد مصادر قريبة من المفاوضات، بأنَّ الطرفين لم ينجحا في التفاهم على طريقة تعزيز وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من الشهر الحالي، ويتعرّض للخرق باستمرار.
ومساء أمس الأول، قالت الأمم المتحدة إنّ الوفدين تحدّثا عن «أهميّة تطوير قنوات الاتّصال» بين اللّجان المحلية المكلّفة الإشراف على الهدنة و«جدّدا التأكيد على التزامهما بوقف الأعمال العدائيّة».
وأعرب المبعوث الأممي، اسماعيل ولد الشيخ أحمد، عن تفاؤله واصفاً، بـ«الواعد»، المناخ المسيطر على المحادثات التي «تُبنى عليها قاعدة أساسيّة مشتركة».
ويطالب «وفد الرياض» بأن تركّز المحادثات حول بند انسحاب «أنصار الله» من كلّ المناطق التي سيطرت عليها منذ العام 2014، وإعادة الأسلحة الثقيلة إلى «الدولة»، كما ينصّ قرار مجلس الأمن 2216، بينما يطالب «وفد صنعاء» بوقف كامل لإطلاق النار، ومباشرة عمليّة سياسيّة وتشكيل حكومة وحدة وطنيّة.
وفي دليل آخر على الخلافات الكبيرة بين الطرفين، أشار «وفد الرياض»، في بيان، مساء امس الأول، إلى إنَّ المحادثات ستجري حسب الإطار المتّفق عليه مع مبعوث الأمم المتحدة، والمتمثل في النقاط الخمس التي أعلنها الأخير في وقت سابق.
من جهته، اعتبر المتحدث الرسمي باسم «أنصار الله»، محمد عبد السلام، عبر صفحته على «فايسبوك»، أنَّ «استمرار الغارات الجويّة واستهداف الطرق والجسور والبيوت كما حدث بالأمس (السبت) يؤكّد أنّ الإعلان عن وقف الأعمال العسكريّة مجرّد كلام عارٍ عن الصحة، وأنَّ مسار المشاورات، في ظلّ العدوان، لن يختلف عن الجولات السابقة».
ومساء أمس، عُقدت جلسة سريعة بين الأطرا ف اليمنيين دامت حوالي الساعة، وفق وكالة أنباء الكويت الرسمية «كونا»، ركّزت على بند تثبيت وقف إطلاق النار، إلى جانب مقترح لإدانة الأعمال الإرهابيّة التي يقوم بها تنظيم «القاعدة» في اليمن، ولا سيما في محافظة حضرموت.
وبالتوازي مع المفاوضات، أعلن مسؤولون عسكريّون موالون لـ «التحالف» أنَّ قوّات هادي، مدعومة بإسناد جوّي، بدأت، أمس، عمليّة لطرد مسلّحي «القاعدة» من مركز محافظة أبين الجنوبيّة. لكن سرعان ما انسحبت هذه القوات من زنجبار، بعد هجوم بسيارة مفخّخة استهدف قافلة عسكريّة عند مدخل المدينة، ما أدى إلى مقتل وجرح حوالي 20 مسلّحاً.
وعلى خطٍ موازٍ، شنَّ طيران «التحالف» سلسلة غارات ليليّة ضدّ مواقع «القاعدة» في مدينة المُكلّا، مركز محافظة حضرموت، حيث يسيطر التنظيم منذ نيسان 2015. واستهدفت الغارات، خصوصاً، القصر الرئاسي الذي تحوّل إلى مقر عام للتنظيم، بالإضافة إلى مقارّ لقوّات أمنية تابعة للجهاديين، وقصفت مستودعات أسلحة.
وانطلقت أمس، حملة عسكريّة من معسكر المسيلة في حضرموت، باتّجاه الجهة الشماليّة الشرقيّة لمدينة المكلا، وفق مصادر قالت إنَّ «الحملة العسكريّة مكوّنة من عربات عسكريّة وناقلات جند وأسلحة»، فيما أفاد سكّان في المدينة بأنَّ قوّات يمنيّة وإماراتيّة دخلت، يوم أمس، المُكلّا.
وذكرت مصادر عسكريّة أنَّ «الجيش سيطر على مطار الريان الدولي في المدينة، والذي يبعد نحو 7 كيلومترات عن مركز المكلا، إضافة إلى مقر المنطقة العسكرية الثانية التي كانت تحت سيطرة القاعدة، وتعرضت فجر اليوم لسلسلة غارات جوية من مقاتلات التحالف».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد