اليمن: الجيش يطلق حملة برية ضد "القاعدة"
أطلق الجيش اليمني حملة عسكرية برية ضد معاقل تنظيم "القاعدة" في محافظتي أبين وشبوة في جنوب اليمن بمساندة "اللجان الشعبية" التي تضم مقاتلين مدنيين موالين للحكومة، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية أمس.
وتتزامن هذه الحملة مع اجتماع دول "مجموعة أصدقاء اليمن" في لندن، وهي مجموعة تضم الدول المانحة والداعمة الرئيسة للمرحلة الانتقالية في اليمن، وعلى رأسها الولايات المتحدة والدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي بالإضافة إلى دول الخليج.
وقال مصدر عسكري إن "قوة من الجيش مزودة بمختلف الأسلحة بدأت عملية لتطهير بلدات أحور والمحفد في محافظة أبين وصولاً إلى عزان والحوطة والروضة والصعيد في محافظة شبوة، حيث يتمركز عناصر القاعدة".
وبحسب المصدر، فقد أطلقت الحملة ليلة فجر أمس، ويشارك فيها آلاف الجنود والمقاتلين المدنيين من عناصر "اللجان الشعبية" الموالين للحكومة. وشدد المصدر على أن "الحملة لن تتراجع إلا بتطهير هذه المناطق من أعضاء القاعدة".
وأفاد مصدر عسكري آخر أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 15 جندياً يمنياً و12 مسلحاً من تنظيم "القاعدة"، مضيفاً أن "عناصر القاعدة استهدفوا قافلة للجيش في كمين قرب مدينة عزان، ما أسفر عن اندلاع الاشتباكات، وقد استطاعوا أسر 15 جندياً يمنياً".
وفي سياق متصل، وخلال حفل تخرج لضباط أجهزة وزارة الداخلية في صنعاء، دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اليمنيين إلى "الاصطفاف لدعم الجيش والأمن في مواجهة القاعدة... وتأمين العاصمة صنعاء".
ولم يشر هادي مباشرة إلى العمليات في الجنوب، إلا أنه قال إن تنظيم "القاعدة" في اليمن يتألف بنسبة 70 في المئة من مقاتلين غير يمنيين، وأن السلطات تحتفظ بجثث "عشرات" العناصر الأجانب والعرب، بينهم هولنديون وفرنسيون وألمان وبرازيليون.
من جهته، قال حسين الوحيشي، وهو قيادي في "اللجان الشعبية" المساندة للجيش، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "أنصارنا يشاركون في القتال ضد القاعدة جنباً إلى جنب مع قوات الجيش".
وأكد الوحيشي الموجود على الجبهة أن "هناك توجهاً رسمياً لاجتثاث القاعدة من أبين وشبوة وبتوجيهات وإشراف مباشر من قبل الرئيس عبد ربه منصور هادي".
بدوره، أشار مصدر عسكري ميداني إلى أن اشتباكات عنيفة اندلعت أمس، في منطقة الصعيد في محافظة شبوة في منطقة لحمر المطلة على بلدة المحفد في أبين. وقال المصدر إن قوات الجيش واللجان الشعبية "تقاتل على أربعة محاور"، مشيراً إلى تسجيل "تقدم على محور عزان".
إلى ذلك، قال مصدر طبي في عتق، عاصمة محافظة شبوة، إن خمسة جرحى من الجيش وصلوا إلى مستشفى المدينة.
وكانت هذه الحملة قد سبقتها حملة جوية أميركية يمنية مشتركة استهدفت معاقل "القاعدة" في جنوب اليمن وشرقه، بغارات شنتها خصوصاً طائرات أميركية من دون طيار.
وأكدت مصادر رسمية أن وزير الدفاع محمد ناصر أحمد، ورئيس جهاز الأمن القومي اللواء علي الأحمدي، ومسؤولين أمنيين آخرين، موجودون في شبوة للإشراف على العملية.
وكان الأحمدي قد أكد أمس الأول، من عتق، أن الحكومة عازمة على "اجتثاث مظاهر الاختلالات" في اليمن، لا سيما الانفلات الأمني وانتشار تنظيم "القاعدة".
وقال الأحمدي، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ"، إن اللجنة الأمنية العليا قررت هذا "التوجه الإستراتيجي الذي لا رجعة عنه إطلاقاً حتى عودة الأمن والاستقرار إلى البلاد بأفضل مما كانت عليه".
وأشار خاصة إلى الوضع في شمال اليمن حيث تدور معارك بين الحوثيين وقبائل نافذة، وإلى وضع تنظيم "القاعدة" في الجنوب.
والجدير بالذكر أن الجيش اليمني كان قد شن في أيار العام 2012 حملة استمرت شهراً، وأسفرت عن طرد "القاعدة" من معاقله الرئيسة في محافظتي أبين وشبوة، وذلك بعدما سقطت مناطقة واسعة من المحافظتين تحت سيطرة التنظيم المتطرف.
وبالرغم من ذلك، تحصن مقاتلو التنظيم في مناطق نائية في أبين وشبوة وفي حضرموت في جنوب شرق البلاد، واستطاعوا تنفيذ عدد من العمليات الكبيرة التي استهدفت خصوصاً الجيش والمرافق الحكومية، كما اغتالت العشرات من ضباط الأمن والجيش.
وبحسب السلطات اليمنية، فإن 62 مسلحاً من "القاعدة" على الأقل، قُتلوا في سلسلة من الضربات التي نفذت في إطار عملية أميركية يمنية مشتركة ضد القاعدة أطلقت في وقت سابق هذا الشهر، وذلك للحؤول دون تنفيذ التنظيم هجمات جديدة.
واستهدفت الضربة الأكبر معسكراً للتدريب تابعاً لـ"القاعدة" يوم الأحد الماضي، في منطقة جبلية في محافظة أبين، على الحدود مع شبوة، ما أسفر عن 55 قتيلاً بينهم ثلاثة قادة محليين في التنظيم وعدد من المقاتلين العرب والأجانب، بحسب وزارة الداخلية اليمنية.
وكالات
إضافة تعليق جديد