اليمن: اتفاق بين "أنصار الله" والرئاسة ينهي الأزمة
توصّل الاجتماع الذي عقده الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مع مستشاريه، وبينهم ممثل الحوثيين عبد الهادي صماد، اليوم، إلى اتفاق "لمعالجة مختلف القضايا"، وذلك بعدما وصفت دول "مجلس التعاون الخليجي"، ما يجري في اليمن، بـ"الانقلاب على الشرعية" من قبل "أنصار الله"، مؤكّدة دعمها للرئيس اليمني.
وينص الاتفاق، بحسب وكالة الأنباء الرسمية – "سبأ"، على تعديل مسودة الدستور وتقاسم السلطة، والإقرار بحقّ "أنصار الله" و"الحراك الجنوبي" في التعيين في كافة مؤسسات الدولة، على أن يلتزم الحوثيون بسحب اللجان الشعبية من القصر الجمهوري ودار الرئاسة، وإطلاق سراح مدير مكتب الرئاسة اليمنية أحمد عوض بن مبارك.
وكانت الدول الخليجية قد عقدت اجتماعاً استثنائياً، على مستوى وزراء الخارجية، في الرياض، للوقوف عند آخر المستجدات في اليمن، معتبرة "ما حدث في صنعاء.. انقلاب على الشرعية".
وشدّد الوزراء المجتمعون على دعم دول الخليج، التي رعت اتفاق انتقال السلطة في اليمن، "للشرعية الدستورية متمثّلة في فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي"، و"رفض كافة الإجراءات المتخّذة لفرض الأمر الواقع بالقوة ومحاولة تغيير مكونات وطبيعة المجتمع اليمني".
ووصف "مجلس التعاون الخليجي" التصعيد من قبل "أنصار الله، بأنّه "عمليات إرهابية"، وندّد بما نتج عن ذلك من "تقويض للعملية السياسية في الجمهورية اليمنية الشقيقة القائمة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وإفشال مخرجات الحوار الوطني الشامل وتعطيل العملية الانتقالية السلمية".
واشترط وزراء الخارجية انسحاب الحوثيين من دار الرئاسة ومنزلي الرئيس ورئيس مجلس الوزراء و"رفع نقاط التفتيش المؤدية إليها وإطلاق سراح مدير مكتب رئاسة الجمهورية، وتطبيع الأوضاع الأمنية في العاصمة، وعودة المؤسسات الحكومية والأمنية إلى سلطة الدولة"، لإيفاد مبعوث الأمين العام لمجلس التعاون "للتواصل مع كافة القوى والمكونات السياسية اليمنية لاستكمال تنفيذ ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل".
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت، أمس، بين الحوثيين واللجان الشعبية من جهة، وبين حرس القصر الرئاسي في صنعاء من جهة أخرى، وفي الوقت ذاته، سيطرت جماعة "أنصار الله" على دار الرئاسة جنوب العاصمة اليمنية. كما حاصر الحوثيون، منذ مساء أمس الأول، القصر الجمهوري في ميدان التحرير في وسط صنعاء، حيث يتواجد رئيس الوزراء خالد بحاح الذي غادر المكان بعد ظهر اليوم.
إلى ذلك، أعلنت السلطات الأمنية في ثلاث محافظات يمنية جنوبية إغلاق ميناء ومطار عدن، كبرى مدن الجنوب، تضامناً مع الرئيس اليمني.
وفي سياق متصل، تسلمت اللجان الشعبية في مدينة عدن معظم المقرات الأمنية والحكومية والحيوية في المدينة.
وفي هذا السياق، دعا الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، الذي ما زال يتمتّع بنفوذ كبير ويتهم بإقامة تحالف ضمني مع الحوثيين، إلى تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة للخروج من الأزمة، بحسب موقع حزبه "المؤتمر الشعبي العام".
كما أكد الموقع تأييد الحزب لأربعة مطالب أعلنها زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في خطاب ألقاه، مساء أمس، وأبرزها تعديل مسودة الدستور.
وأكدت مصادر أمنية وطبية أن حصيلة الاشتباكات التي وقعت في اليومين الماضيين في صنعاء، قد ارتفعت إلى 35 قتيلاً، بينهم أربعة مدنيين و94 جريحاً.
وعلّقت الولايات المتحدة على ما يجري في اليمن، داعية إلى حل الأزمة سلمياً.
وصرح مسؤول بارز في الإدارة الأميركية "نحن ندين بشدة العنف ومن يؤججونه لعرقلة الانتقال السياسي في اليمن".
من جهتها، أعلنت بريطانيا أنها تشعر "بقلق بالغ" نتيجة للأحداث في اليمن. وقالت وزارة الخارجية البريطانية إن "الذين يستخدمون العنف والتهديد بالعنف والخطف لإملاء مستقبل اليمن، يقومون بتقويض أمن جميع مواطني اليمن والتقدم السياسي الذي تحقق منذ العام 2011 ".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد