المالكي يشن من دمشق هجوماً غير مسبوق على الأمريكيين

رد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بحدة على الانتقادات الامريكية لبطء التقدم الذي تحرزه حكومته في طريق المصالحة يوم الاربعاء في مؤشر واضح على التوتر المتزايد مع أهم حليف لبغداد.وقال خلال زيارته لدمشق انه ليس من حق أحد خارج العراق أن يضع جداول زمنية لحدوث تقدم.
وقال السفير الامريكي ريان كروكر في العراق يوم الثلاثاء ان العراق أحرز تقدما "مخيبا بشدة للامال" نحو المصالحة.وفيما تتزايد الضغوط على الرئيس الامريكي جورج بوش لاظهار ان تقدما يتحقق في الحرب التي لا تحظى بشعبية في الولايات المتحدة دعا الرئيس الامريكي رئيس الوزراء العراقي الى بذل المزيد من الجهد لجمع شمل الاغلبية الشيعية والاقلية العربية السنية.ومع تصاعد التوتر السياسي استمرت أعمال العنف في البلاد. فقتل انتحاري عشرين شخصا في هجوم على مقر للشرطة في بيجي وقتل 14 جنديا أمريكيا حينما تحطمت طائرتهم الهليكوبتر في شمال العراق. وقالت القوات الامريكية ان عطلا ميكانيكيا هو سبب الحادث الاسوأ من نوعه منذ يناير كانون الثاني 2005.
وفيما لم تتبق سوى ثلاثة أسابيع على تقديم كروكر لتقرير شديد الاهمية عن التقدم المحرز في العراق للكونجرس قال بوش ان "هناك درجة ما من خيبة الامل في القيادة بصفة عامة."
وكان رد المالكي جافا. فقال للصحفيين في العاصمة السورية "الكل يعلم أن الحكومة العراقية هي حكومة منتخبة من الشعب العراقي."وأضاف "وهذا الشخص الذي صرح ربما هو منزعج من طبيعة الزيارة الى سوريا ولعلها على خلفيات يريد هو أن يتحدث بها مع نفسه أو مع الاخرين."
وتابع قائلا "لا يهمنا كثرا هذه التصريحات.. يهمنا رضا شعبنا ويهمنا رضا أنفسنا. يهمنا الانسجام مع تجربتنا الديمقراطية والالتزام بمباديء العمل والدستور الذي أقره الشعب العراقي. وحينها سنجد كثيرا من الاصدقاء في المنطقة والعالم يقفون معنا في هذا الموضوع."
وقال وزير الداخلية العراقي جواد البولاني يوم أمس الاربعاء ان سوريا حققت تقدما في الحد من تسلل المقاتلين وتهريب الاسلحة عبر حدودها الى العراق غير أنه لا يزال يتعين عليها اتخاذ اجراءات أكثر فاعلية لاحكام غلق الحدود.
وقال البولاني  عقب اجتماعات أمنية رفيعة المستوى في دمشق " الاخوة (في سوريا) عملوا بنشاط جيد وبدون صدى اعلامي وحسب اطلاعي فقد قبضوا على جماعات كانت تريد ان تدخل العراق ."
واضاف الوزير الذي يرافق رئيس الوزراء نوري المالكي في زيارة لسوريا "مشكلة الحدود لن تحل فورا بالشكل الكامل... لقد ثبت في محضر اجتماعاتنا في سوريا أهمية اتخاذ التدابير الاجرائية."
وقال متحدث باسم البيت الابيض ان واشنطن تأمل أن يكون المالكي قد نقل الى سوريا رسالة للتوقف عن "السماح للمقاتلين والمتطرفين الاجانب بدخول العراق عبر بلدكم."ويشكو مسؤولون عراقيون من أن سوريا تتباطأ في التحرك تماشيا مع اتفاقات أمنية سابقة بما في ذلك تسليم مشتبه بهم يتهمهم العراق بلعب دور في العمليات المسلحة.وقال البولاني وهو ضابط سابق بالقوات الجوية في عهد الرئيس الراحل صدام حسين ان التركيز في المدى القصير سينصب على اتخاذ اجراءات أمنية مشتركة على طول الحدود بين البلدين البالغة 360 كيلومترا.
ووافقت سوريا - التي عارضت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق - خلال مؤتمر أمني دولي عقد في دمشق هذا الشهر على المشاركة في شبكة معلومات لمساعدة الحكومة العراقية على مواجهة التسلل عبر الحدود.
وأضاف البولاني الذي زار سوريا بالفعل مرتين لمناقشة قضايا أمنية "نحن نعمل على تشغيل دوريات مشتركة ونحاول تأمين جهد فني وهندسي على الحدود مع الاخوة السوريين. سيكون هناك لقاء خلال فترة قريبة لقائدي الحدود لوضع تفاصيل المهمة."
وأضاف "زيارتي هذه مختلفة وتعتبر ناجحة. كان فيها وضوح وكلام حقيقي على ان امن سوريا والعراق هو امن واحد ونحن محتاجون لان نعمل بشكل متواصل واكثر شفافية."
وتابع "المنطقة تواجه مشاكل أمنية خطيرة. العراق يواجه ارهابا مباشرا ولكن هذا الارهاب لن يظل فقط في ساحة العراق."وذكر وزير الداخلية العراقي أن مسؤولي الامن السوريين أبلغوه بأنهم يقفون في قلب حملة خاصة بهم ضد المتشددين وبأنهم فككوا معسكرات تدريب لتنظيم القاعدة على صلة بالعراق.
وكانت سوريا أعلنت هذا الشهر أيضا أن ستة من قوات حرس حدودها قتلوا في هجمات من داخل العراق.وقال البولاني ان المسؤولين السوريين كانوا يتحدثون بصرامة بخصوص عدم التسامح مع المتشددين الذين تشجعهم الفوضى بالعراق.وأردف "كانت هناك رؤية مشتركة حول ما تواجهه المنطقة من تهديد وارهاب وتطرف. تقدمنا خطوات الى الامام."

وكالات