الكويت: الحكومة تستقيل بسبب عدم تعاون البرلمان
قدمت الحكومة الكويتية استقالتها، أمس، بسبب «عدم تعاون» مجلس الامة (البرلمان) ذي الغالبية المعارضة، في مستهلّ أزمة سياسية جديدة تفتح الباب على احتمالات عدة، أولها احتمال لجوء الامير الشيخ صباح الاحمد الصباح، الموجود حالياً خارج البلاد، إلى حلّ البرلمان، ما دأب على انتهاجه في الازمات السابقة.
وأعلن بيان أعقب الجلسة الاسبوعية للحكومة، أن النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، قدم استقالته واستقالة الوزراء ووضعها «تحت تصرف» رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر محمد الاحمد الصباح (إبن أخ الامير).
وعلّل كتاب الاستقالة القرار بما يواجهه الوزراء من «مواقف وممارسات معوقة، يتقدمها خلل في العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وانحراف في مفهوم التمثيل البرلماني»، مشيراً إلى «الصدود النيابي المستمر في الاستجابة ليد الحكومة الممدودة، ودعواتها المتواصلة لترسيخ تعاون بناء بين السلطتين... وتغليب الأجواء الصدامية مع الحكومة، تدخلاً في اختصاصات وزرائها»، ومؤكداً «تعثر فرص التعاون الايجابي المثمر»، ما «قوض إمكانيات قيام الحكومة بمسؤولياتها ومهامها».
وسارع نواب معارضون إلى الترحيب بالقرار، وبينهم النائب الاسلامي أحمد باقر، الذي أكد ان «مشكلة الكويت هي ان الحكومة لا تتمتع بغالبية في البرلمان»، والنائب المستقل علي الدقباسي الذي دعا إلى اجراء «انتخابات مبكرة».
وفيما ينتظر أن يبتّ الامير بالاستقالة، بعدما سلّمها الشيخ ناصر إلى نائبه، ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الصباح بسبب سفر الاول، رجح المحلل السياسي الكويتي عايد المناع «حلّ البرلمان والدعوة إلى انتخابات مبكرة». وبحسب الدستور الكويتي، يمكن للامير ان يقبل استقالة الحكومة ويشكل حكومة جديدة، كما يمكن له أن يحل البرلمان ويدعو الى انتخابات مبكرة. وكانت الانتخابات النيابية الاخيرة جرت في أيار العام ,2006 إثر أزمة مشابهة بين السلطتين.
وتأتي الاستقالة قبل يوم من جلسة تصويت برلمانية على مشروع زيادة على رواتب الكويتيين، مقدارها 50 ديناراً (188 دولارا). وهو مشروع يلقى معارضة شديدة من الحكومة، التي سبق أن أضافت 120 ديناراً (450 دولاراً) على رواتب المواطنين في الشهر الماضي، ما اعتبره البرلمان غير كافٍ.
وتشهد الكويت، رابع اكبر مصدر للنفط في منظمة «اوبك»، توترات مذهبية في أعقاب مشاركة عدد من الناشطين الشيعة في تجمع تأبيني للقيادي في «حزب الله» عماد مغنية، الذي اغتيل في سوريا في الشهر الماضي.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد