الكاتب الاسباني ماريو بارغاس يوسا يلتقي جمهور دمشق
ألقى الروائي البيروفي الكبير ماريو بارغاس يوسا في مركز سعيد رضا للمؤتمرات بجامعة دمشق امس محاضرة عن الادب في امريكا اللاتينية او (اداب الدول الناطقة بالاسبانية)
وسبق المحاضرة مؤتمر صحفي اجاب خلاله الروائي الكبير يوسا على اسئلة النقاد والصحفيين حول نتاجه الابداعي في اعماله الروائية, فقال رداً على سؤال حول معرفته بكتاب الف ليلة وليلة: انه كتاب ضخم ومشهور في اميركا اللاتينية وكتب عنه الكثير من الكتاب مثل بورخيس.. وكان له تأثير حيث تتشابك القصص كما كانت تفعل شهرزاد لكي تجذب اهتمام السلطان.
اما عن علاقة السياسة بالادب فقال: اعتقد ان الادب يجب ان يعبر عن جميع نواحي الخبرة الانسانية فكل ماهو موجود في الحياة يجب ان يكون جزءاً من الادب والرواية,والسياسة لها تأثير كبير على الناس ولايمكن للادب ان يتجاهلها.
وكذلك الامر بالنسبة للجنس في اعماله الروائية فهو خبره انسانية وجزء من حياة الانسان.
وفي رده على سؤال حول علاقته التاريخية بخلق عالم من الخيال تحدث عن روايته (حفلة التيس) التي تتناول واحدة من اعتى الديكتاتوريات التي شهدها العالم في (الدومينيك) وكيف كانت معرفته بالكثير من التفاصيل لاشكال الاضطهاد والظلم التي عانى منها الكثيرون منطلقاً لكتابة هذه الرواية.
كما تحدث عن دور الولايات المتحدة في دعم الديكتاتوريات العسكرية السابقة في امريكا اللاتينية حيث كانت الولايات المتحدة ترى فيها افضل دفاع ضد الشيوعية والشيوعيين.
في السبعين من عمره، لا يزال يوسا على حماسته ونشاطه وعلى التزامه الذي حاول أن يُكسبه بعداً آخر من خلال جمعه بين النزعة اليسارية والرؤية اليمينية. وهو الذي ينبذ التطرّف، يساراً ويميناً، يؤمن بـ «الحرية» و «اليوتوبيا»، وقد شارك في العام 1988 في تأسيس «حركة الحريات» الشهيرة التي رشّحته لرئاسة جمهورية البيرو عام 1990. لكنه خسر في معركة الرئاسة ومثّلت خسارته خيبة في الأوساط الثقافية في البيرو وأميركا اللاتينية وأوروبا. وبعد تلك الخسارة اعتزل يوسا العمل السياسي في مفهومه المباشر، منصرفاً الى النضال الفكري والكتابة الروائية. وقد رأى بعض الصحافيين أن خسارته في الرئاسة كانت لمصلحته كروائي، فهو كتب بدءاً من تسعينات القرن المنصرم أعمالاً مهمة جداً.
ينتمي يوسا الى مدرسة الرواية الأميركية اللاتينية المعاصرة والى التراث الروائي الغربي في الحين عينه، وهذا الانتماء المزدوج هو الذي منح عالمه الروائي خصائص لم يعرفها رفاقه الروائيون الأميركيون اللاتينيون. ولعل هذا الانتماء أبعده عن اشراك «الواقعية السحرية» التي رسّخها هؤلاء الروائيون وفي مقدمهم غبريال غارسيا ماركيز. ولكن لا يمكن اسقاط أثر هذه المدرسة على يوسّا، على رغم بحثه عن أفق روائي فريد، يتجاور فيه التاريخ والمخيّلة والالتزام والمفهوم الواقعي الجديد. وانطلاقاً من روايته «المدينة والكلاب» التي صدرت في 1963 وكان في السابعة والعشرين من عمره، تمكّن يوسا من إضفاء طابع مختلف على الرواية الأميركية – اللاتينية متأثراً بالأدب الفرنسي، العبثي والوجودي في فرنسا، وقد رسّخه جان بول سارتر وألبير كامو. ثم تتالت أعماله الأخرى مثل «البيت الأخضر» و «محادثة في الكاتدرائية» و «حرب نهاية العالم» و «حفلة التيس» و «الفردوس أبعد قليلاً» وسواها. وروايته «حفلة التيس» أثارت سجالاً في معظم عواصم أميركا اللاتينية تبعاً لتطرّقه فيها الى شخصية ديكتاتور جمهورية الدومينيك تروخييو. وعلى رغم صداقته مع جان بول سارتر، خصوصاً إبان إقامته في باريس، اختلف مع صاحب «الغثيان» وانقطعت علاقتهما. وردّ على سارتر مرّة بقسوة، عندما دعا رائد «الوجودية» كتّاب أميركا اللاتينية الى رمي أقلامهم والنزول الى حياة الناس الفقراء والمعدمين والنضال ضدّ الأنظمة الظالمة.
إضافة تعليق جديد