الصين تسعى إلى شراء ديون أوروبا
يتوقع العديد من الاقتصاديين أن تشتري الصين في الفترة المقبلة جزءاً كبيراً من الديون الأوروبية بعدما أعربت عن استعدادها لتوفير مساعدات مالية لدول منطقة اليورو ومن بينها إسبانيا، واليونان، والبرتغال بهدف تجاوز أزمة الديون، تجسيداً لحرصها على دعم العلاقات الاقتصادية مع الجانب الأوروبي، وتجنب التأثيرات السلبية الناجمة عن تراجع معدلات النمو الاقتصادي في منطقة اليورو.
وقد عززت هذه التوقعات كل من الزيارة التي سوف يقوم بها نائب رئيس الوزراء الصيني، لي كيكيانغ، إلى إسبانيا، وألمانيا، وبريطانيا في الفترة من 4 الى 12 من الشهر الجاري، والاتفاق بين الاتحاد الأوروبى والصين، التى لديها احتياطي ضخم من العملات الأجنبية يقدر بنحو 2.6 تريليون دولار، على إنشاء آلية لتسريع مبيعات التكنولوجيا الأوروبية المتقدمة الى الصين، التى تعهدت بدورها دعم مساعي الدول الأوروبية لمواجهة التداعيات الناجمة عن أزمتي الديون وتفاقم معدلات العجز فى الميزانية.
وأوضحت مؤسسات اقتصادية دولية أنّ استعداد الصين لمساعدة دول المنطقة على تجاوز أزمة الديون يوفر فرصة مؤاتية لتعزيز التقارب الاقتصادي بينها وبين دول الاتحاد الأوروبي، ويعكس تنامي مكانتها على الساحة الاقتصادية الدولية ورغبتها فى أداء دور محوري فى قيادة الاقتصاد العالمي.
ويرى المحلل الاقتصادي، ماركو بابيك، من مركز «ستراتفور» أن الصين تستهدف تحقيق أربعة أمور في حال شرائها ديون أوروبية وهي: تنويع استثماراتها المالية، الحصول على صفقات أصغر مع دول معينة، الأمل في أن يؤدي استعدادها لشراء بعض الديون إلى مزيد من الاسترخاء لدى الأوروبيين تجاه الحمائية التجارية، وأخيراً رفع الحظر عن تجارة السلاح معها، وهو ما كانت دول أوروبية تريد أن يتحقق منذ زمن.
من جانبه، رحب مفوض الشؤون الاقتصادية والنقدية في الاتحاد الأوروبى، أولى ريهن، بالعرض الصينى المتعلق بدعم خطط إنقاذ اقتصادات دول منطقة اليورو، وقلص الجانب الأوروبي انتقاداته للسياسة المالية الصينية رغم رفض بكين الدعوات الغربية المتعلقة بزيادة قيمة عملتها الوطنية «اليوان».
وفيما يعد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للصين ورابع أكبر مستثمر فيها، تعدّ بكين ثاني أكبر مصدّر للأسواق الأوروبية، وقد حققت فائضاً تجارياً مع الاتحاد الأوروبي خلال عام 2010 بلغ 131 مليار دولار، حيث زاد حجم التجارة بين الجانبين بنحو 33 فى المئة ليصل الى 433.88 مليار دولار خلال تلك الفترة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد