18-04-2006
الصقور في مواجهة التنانين
عدوٌّ ما من صداقته بدٌّ، كذلك هو حال الولايات المتحدة مع الصين. وعلى هذا الأساس سوف يجري لقاء "جورج بوش" مع "هو جينتاو" في البيت الأبيض، في 20 الجاري، بهدف السيطرة على العلاقات الاقتصادية بين بلديهما.
فالعدو المستقبلي للولايات المتحدة هو المارد الصيني، وليس شراذم المجاهدين الإسلاميين المتمترسين خلف جلابيبهم الربانية. وعلى صقور البيت الأبيض التعامل بمزيج من المرونة والصرامة مع تنانين بكين في معركة الالتفاف والمراوغة، حيث يستمر ميزان الصين التجاري في النمو، على الرغم من التناقض الظاهر في بنيان بلد يزدهر بسبب القوانين الرأسمالية، في الوقت الذي يرفض فيه التخلي عن مظاهر الأنظمة الشيوعية!
ففي الوقت الذي ترفع فيه الولايات المتحدة من مستوى تسليحها، وتقيم المزيد من قواعدها في أقرب ما تستطيعه من حدود الصين، نرى البضاعة الصينية تغزو قلب مانهاتن، كما بقية أسواق العالم، كجحافل من الوباء الأصفر في ليلة ريح عاتية..
أما بالنسبة للرئيس الصيني وحاشيته، فسوف تركز مفاوضاتهم على كسب المزيد من الوقت والعائدات التجارية، دون الالتزام بالشروط والأوامر التي تفرضها الإمبراطورية الأمريكية على بقية دول العالم، بدءاً بحقوق الملكية الفكرية المهدورة في أسواق الصين، وانتهاء بالديمقراطية التي فككت بواسطتها عدوها السوفييتي القديم.. وجلّ ما يستطيع أن يطلبه الرئيس بوش الآن، في ظل تخبطه في الرمال العراقية، وتساقط فريقه القديم من حوله، هو أن ينجح في إدخال اللحم الأمريكي إلى الأمعاء الصينية، بعد طول حظر يمتد إلى أيام الجنون، جنون البقر بالطبع، وليس جنون الصقور.
أما بخصوص تخفيض حجم صادرات الصين من برامج الكمبيوتر إلى الولايات المتحدة والسماح لشركات الكمبيوتر الأمريكية بالدخول في تعاقدات مع الحكومة الصينية، فهذا أمر صعب التحقيق، بسبب القانون الشهير حول العملة الرديئة التي تطرد العملة الجيدة من السوق. وكذلك سيكون الأمر مع مطلب الأميركان بتعديل النظام النقدي الصيني، حيث ما زالت الصين تعطي مزايا تنافسية هائلة، تدفع أشهر الشركات الأمريكية والعالمية إلى تصنيع منتجاتها في الصين، ثم تستعيدها إلى السوق الأمريكية، بعد أن تدفع بفائض عمالتها وضرائبها وعائدات نقلها بين فكي التنين الأصفر.
ويبقى أمام الأميركان اللجوء إلى رفع قضية أمام منظمة التجارة العالمية، حيث يبدو هذا الخيار فاشلاً من الناحية السياسية، ذلك أن الأميركان ما زالوا يشترون صمت الصينيين على تدخلاتهم العسكرية في أنحاء العالم، مقابل ما تقدم من عائدات، أوصلت معدل نمو الناتج الصيني إلى 10,2 خلال الربع الأول من هذا العام. وسوف نتأكد، في خاتمة هذا اللقاء بين الزعيمين التاريخيين، أن الأميركان لن يكسبوا سوى المزيد من المصافحات والانحناءات والابتسامات المراوغة.. والأصفر يربح الأخضر، حتى إشعار آخر..
الجمل
فالعدو المستقبلي للولايات المتحدة هو المارد الصيني، وليس شراذم المجاهدين الإسلاميين المتمترسين خلف جلابيبهم الربانية. وعلى صقور البيت الأبيض التعامل بمزيج من المرونة والصرامة مع تنانين بكين في معركة الالتفاف والمراوغة، حيث يستمر ميزان الصين التجاري في النمو، على الرغم من التناقض الظاهر في بنيان بلد يزدهر بسبب القوانين الرأسمالية، في الوقت الذي يرفض فيه التخلي عن مظاهر الأنظمة الشيوعية!
ففي الوقت الذي ترفع فيه الولايات المتحدة من مستوى تسليحها، وتقيم المزيد من قواعدها في أقرب ما تستطيعه من حدود الصين، نرى البضاعة الصينية تغزو قلب مانهاتن، كما بقية أسواق العالم، كجحافل من الوباء الأصفر في ليلة ريح عاتية..
أما بالنسبة للرئيس الصيني وحاشيته، فسوف تركز مفاوضاتهم على كسب المزيد من الوقت والعائدات التجارية، دون الالتزام بالشروط والأوامر التي تفرضها الإمبراطورية الأمريكية على بقية دول العالم، بدءاً بحقوق الملكية الفكرية المهدورة في أسواق الصين، وانتهاء بالديمقراطية التي فككت بواسطتها عدوها السوفييتي القديم.. وجلّ ما يستطيع أن يطلبه الرئيس بوش الآن، في ظل تخبطه في الرمال العراقية، وتساقط فريقه القديم من حوله، هو أن ينجح في إدخال اللحم الأمريكي إلى الأمعاء الصينية، بعد طول حظر يمتد إلى أيام الجنون، جنون البقر بالطبع، وليس جنون الصقور.
أما بخصوص تخفيض حجم صادرات الصين من برامج الكمبيوتر إلى الولايات المتحدة والسماح لشركات الكمبيوتر الأمريكية بالدخول في تعاقدات مع الحكومة الصينية، فهذا أمر صعب التحقيق، بسبب القانون الشهير حول العملة الرديئة التي تطرد العملة الجيدة من السوق. وكذلك سيكون الأمر مع مطلب الأميركان بتعديل النظام النقدي الصيني، حيث ما زالت الصين تعطي مزايا تنافسية هائلة، تدفع أشهر الشركات الأمريكية والعالمية إلى تصنيع منتجاتها في الصين، ثم تستعيدها إلى السوق الأمريكية، بعد أن تدفع بفائض عمالتها وضرائبها وعائدات نقلها بين فكي التنين الأصفر.
ويبقى أمام الأميركان اللجوء إلى رفع قضية أمام منظمة التجارة العالمية، حيث يبدو هذا الخيار فاشلاً من الناحية السياسية، ذلك أن الأميركان ما زالوا يشترون صمت الصينيين على تدخلاتهم العسكرية في أنحاء العالم، مقابل ما تقدم من عائدات، أوصلت معدل نمو الناتج الصيني إلى 10,2 خلال الربع الأول من هذا العام. وسوف نتأكد، في خاتمة هذا اللقاء بين الزعيمين التاريخيين، أن الأميركان لن يكسبوا سوى المزيد من المصافحات والانحناءات والابتسامات المراوغة.. والأصفر يربح الأخضر، حتى إشعار آخر..
الجمل
إضافة تعليق جديد