الصحافة الأمريكية اليوم
رغم اهتمام الصحف الأميركية الصادرة اليوم الخميس بالشأن العراقي وتساؤلها عن ما إذا كان تفاقم العنف هناك يعني أن أهداف الولايات المتحدة في العراق تحولت إلى أوهام متبددة, فإن إحدى تلك الصحف دقت ناقوس خطر عودة العالم إلى عهد الجدران العازلة بعد أقل من 20 عاما على سقوط جدار برلين.
وتحت عنوان «عالم من الجدران» كتبت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور تقول في افتتاحيتها إن العالم اعتقد أن عهد الجدران العازلة قد ولى يوم أن جرفت البلدوزرات جدار برلين عام 1989.
وأضافت أن الأمل كان يحذو الجميع بأن الحقبة التي ستلي سقوط جدار برلين ستتميز بالانفتاح وتنقل البضائع والأشخاص والأفكار بسهولة.
لكنها لاحظت أن ما يشاهد اليوم هو عكس ذلك بالتحديد, فالولايات المتحدة تخطط لتشييد جدار ذي طبقتين على طول حدودها مع المكسيك البالغ طولها 600 ميل, والمملكة العربية السعودية تعمل على بناء جدارها الصحراوي المزود بالمجسات الإلكترونية لحماية نفسها من لهيب العراق, بينما أكملت الصين لتوها جدارا يفصل بين كبرى مدنها وبين كوريا الشمالية, في حين طوقت بغداد بنظام خندقي لمراقبة مداخلها.
وأضافت أن هناك المزيد, فها هي إسرائيل تشيد جدارا يفصلها عن أغلب الفلسطينيين وهاهم المصريون يضربون سياجا حول منتجع شرم الشيخ, أما الهند فإنها تخطط لتشييد حاجز على طول حدودها مع باكستان والبالغة 1800 ميل, وتايلند تشيد جدارا بطول 400 ميل قرب ماليزيا وحتى دولة بوتسوانا في أفريقيا وبروناي في آسيا أسيرتا جدران تطوقهما.
وقالت الصحيفة إن الجدار ذا استخدام مزدوج, فهو يمنع الداخلين تماما كما يمنع الخارجين وهو بذلك يعتبر خطوة عقابية تحد من حرية الأفراد, هذا هو سبب استخدامه كوسيلة عقابية مقبولة اجتماعيا للمجرمين, لكنها مرفوضة بل وبغيضة إذا كانت تستهدف شعوبا بأكملها.
لكنها لاحظت أن الجدران التي تم تشييدها حاليا أو هي في طور التشييد تستهدف في الغالب حماية الشعوب من أمور ضارة كالإرهاب والمخدرات والجريمة, وهي بذلك تلقى قبولا اجتماعيا لأن هدفها هو حماية من تحيط بهم.
لكنها شددت على أن هذه الجدران إنما هي في الواقع "حراس" لمشاكل لم يوجد لها حل سواء أكان ذلك عائدا إلى التفاوت الاقتصادي أو التطبيق غير اللائق للقوانين أو الكراهية الدينية أو العرقية.
وختمت كريستاين ساينس مونيتور بالقول إن هذه الأسوار قد يتغاضى عنها بوصفها ضروريات ظرفية, أو آخر دواء لمشكلة ما, لكن العالم يجب أن يتصدى للمشاكل التي أدت إلى تشييدها ويجد لها حلولا نهائية.
تحت عنوان "في ظل تفاقم العنف في العراق, هل تحولت أهداف الولايات المتحدة إلى أوهام؟" قالت صحيفة يو إس أي توداي في افتتاحيتها إن الأخبار الآتية من العراق تسوء يوما بعد يوم فاضحة تداعي المهمة الأميركية هناك ومدى محدودية الخيارات المتاحة.
وأكدت الصحيفة أنه بعد ثلاث سنوات من احتلال أميركا للعراق وبعد أن فقدت ما يقارب 2800 من جنودها, لا يريد لها أحد أن تترك هذا البلد دولة فاشلة أو مأوى للإرهابيين, لكن في الوقت ذاته يجب أن لا يظل المجندون والمجندات الأميركيات يتعرضون للموت في مطاردة أوهام.
وختمت بالقول إن شن هذه الحرب الخاطئة وما تبع ذلك من قرارات خرقاء خلق فوضى جعلت السؤال الملح هو "هل هناك هدف يمكن تحقيقه في العراق يجعل المزيد من التضحيات الأميركية أمرا مبررا يستحق العناء", مشيرة إلى أن كل يوم يمر يجعل ذلك أقل ترجحا.
تحت عنوان "دور رمسفيلد الآخر, كبش الفداء المثالي" كتبت صالي كوين تعليقا في صحيفة واشنطن بوست قالت فيه إن وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد هو أدهى شخص في واشنطن, ولذلك فهو يدرك أكثر من أي شخص آخر أن شخصا ما سيوضع على خط توجيه اللوم عندما تسوء الأمور.
وأضافت أن رمسفيلد ظل حتى الآن يضطلع بتلك المهمة, لكن ذلك ربما لن يطول.
وقالت كوين إن الطبول المطالبة بإقالة رمسفيلد صمت الآذان, فهي الآن تدق من قبل الديمقراطيين والجمهوريين وجنرالات الجيش والإعلام وكولن باول وكوندوليزا رايس وآندي كارد والرئيس بوش الأب وحتى لورا زوجة الرئيس بوش.
لكن بوش-تضيف الكاتبة- لا يزال يقاوم الضغوط المطالبة بإقالة رمسفيلد, غير أن مصادر مطلعة تشير إلى أنه ربما وصل النقطة التي أدرك فيها أن رمسفيلد تجاوز مدة صلاحيته.
وقالت إن بوش لا بد أن يكون مدركا كذلك أنه عندما يترك وزير دفاعه المشاكس الصريح الجاذب للانتقادات, الساحة فإن الأنظار ستتوجه إلى الرئيس نفسه ونائبه ديك تشيني.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد