السوق السورية: الأسعار تحلق وحياتنا تهبط
لا تزال موجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية تواصل فصولها في العالم... فهي لم تتوقف ويبدو أن بعض الذين يديرون الأزمة العالمية بكل ما تعنيه لم يتخذوا قراراً بوقف ارتفاع الأسعار بل على العكس إن الأصوات الصادرة عن البنك الدولي أكدت أن هذه الأزمة ستتواصل حتى عام 2015 وبالتوازي مع ارتفاع أسعار النفط التي كانت أهم عامل في تأجيج الأسعار فالنفط مكوّن وعامل أساسي في انتاج كل السلع والخدمات وقد تجاوزت أسعار البرميل يوم أمس 127 دولاراً... كما أن الحديث عن استخدام الحبوب وخاصة القمح في انتاج الوقود الحيوي قد أسهم في خفض الكميات المعروضة للبيع في الأسواق العالمية، إذا تم تحويل حوالي 100 مليون طن من القمح لانتاج الوقود الحيوي ما زاد الطلب على مادة القمح، لكن بالمقابل هناك معلومات تقول أن نسبة الزيادة في استهلاك الحبوب على مستوى العالم بلغت 1% في حين أن الزيادة في الانتاج وصلت إلى 2% في موسم 2007 ومن المتوقع في العام الحالي أن تبلغ الزيادة 2.6% ومن المتوقع أيضاً أن تبلغ الزيادة في انتاج القمح للعام الحالي بحدود 6.8%.. هذه الأرقام تؤكد أنه لا صحة لمقولة أن السبب في الأزمة يعود إلى انخفاض الانتاج في العديد من الدول بسبب تقلبات المناخ والسبب الحقيقي يتجسد في احتكار المادة والتحكم بالكميات المعروضة منها من قبل شركات كبرى وإلى ارتفاع أسعار النفط.. وفيما يخص انتاج الحبوب في سورية فإن الجهات الرسمية تتوقع انتاج وتسويق حوالي 1.5 مليون طن من القمح على أقل تقدير مع اتخاذ إجراءات مشددة لمنع تهريب القمح والاتجار به.. كما اتخذت الحكومة عدة قرارات برفع أسعار شراء الأقماح والذرة والقطن والشعير من المزارعين وذلك تجسيداً لاستمرار سياسة دعم الانتاج الزراعي وهنا يمكن أن نذكر أن الاستهلاك السنوي لمادة القمح في سورية يقدر بين 2.2 إلى 2.5 مليون طن أي أن النقص سيكون في حدود مليون طن سيتم تأمينها من المخزون الموجود من أعوام سابقة، أما أسعار القمح في السوق السورية فهي 23 ل.س للكغ والطحين بـ 31 ل.س.
وبالعودة إلى أسعار الأعلاف نجد أنها ما زالت مرتفعة وتشكل أهم التحديات أمام مربي المواشي والدواجن في الاستمرار بالعمل فالذرة يباع الطن الواحد منها بـ 17250 ل.س وفول الصويا بـ 24750 ل.س والشعير بين 21 ـ 22 ل.س والتبن قفز إلى 19 ل.س أما بالنسبة لانتاج البيض وتصديره فقد واجهت المربين مشكلة جديدة تمثلت بإغراق السوق العراقية بمادة البيض المستوردة من أوكرانيا والهند والبرازيل والمنافسة لجهة السعر للبيض السوري فقد سمحت وزارة الاقتصاد بزيادة الكميات المصدرة إلى العراق يومياً بمعدل ثمانية برادات إلا أن المصدرين لا يستطيعون تصدير إلا برادين في اليوم.. وفيما يتعلق بالأسعار فإن صحن البيض يباع من أرض المزرعة بمئة ليرة والسعر الرسمي للمستهلك 115 ـ 110 ل.س والسعر المعمول به يصل إلى 135 ل.س، أما الفروج فيباع الكغ الحي منه بـ 61 ل.س ومذبوح ومنظف بـ 100 ل.س.. أما أغنام العواس فيباع الكغ الحي بـ 125 ل.س لكن أسعار اللحوم المذبوحة على حالها من الارتفاع.. ولم تتأثر بخفض أسعار اللحوم الحية وبالانتقال إلى أسعار الخضر والفواكه نجد أنها مقبولة فالخيار والبندورة بين 20 ـ 30 ل.س والبطاطا بـ 25 ل.س والفول الأخضر بـ 40 ل.س والبازلاء بين 30 ـ 35 ل.س.. لكن بالانتقال إلى مواد البناء الأساسية حصى ـ رمل نجد أن نسبة الارتفاع في أسعارها وصلت إلى 70 ـ 100% بسبب ارتفاع أسعار المازوت لأن طحن الرمل والحصى يتم بواسطة محركات تعمل على المازوت وكذلك نقلها وقد أثر هذا الواقع على العديد من الورش والعمال الذين يشتغلون في قطاع التشييد إذ توقفت العديد من الورش عن العمل، أما الحديد فيباع الطن الواحد منه بـ 50 ألف ليرة سورية وفيما يتعلق بالذهب قال السيد جورج صارجي رئيس جمعية الصاغة والمجوهرات أن الأونصة ارتفعت يوم أمس الأول بمقدار 21 دولاراً ووصل سعرها إلى 903 دولارات وفي السوق السورية بيع الغرام الواحد بـ 1160 ل.س يوم أمس علماً أن أعلى سعر وصل إليه الذهب قبل شهر كان 1035 دولاراً للأونصة أما اليورو فقد صرف يوم أمس بـ 71.25 والدولار بـ 45.80 ل.س.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد