الجيش السوري يحاصر مخيم اليرموك وينتظر قرار القيادة السياسية بالتحرك
قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، إن أنباء مشاركة مقاتلين لبنانيين في الاشتباكات بين فريقي الصراع في سوريا ينتهك سياسة لبنان بشأن عدم التدخل في سوريا ويخلق مشكلات للبلد. وجاءت تصريحات فيلتمان في تقييم متشائم للوضع في سوريا، قال فيه إنه «إذا لم يتم فعل شيء لتغيير الآلية الراهنة وللاتجاه نحو حل سياسي فإن تدمير سوريا سيكـون النتيجة المرجّحة».
وقال فيلتمان، في اجتماع لمجلس الأمن حول الشرق الأوسط، «الوضع في لبــــنان لا يزال متأثرا بشدة بالصـــراع الدائـــر في سوريا. القصف عبر الحــدود مستمر وكذلك تهريب السلاح».
وأضاف «تشير تقارير عديدة إلى ضلوع لبنانيين في الصراع السوري... على الجانبين سواء نظام الأسد أو المعارضة. هذا ينتهك سياسة عدم التدخل التي تنتهجها الحكومة اللبنانية ويجعل لبنان بشكل متزايد في خطر».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «يتعين على الجانبين (في سوريا) أن يعوا أنه ليس هناك حل عسكري للصراع»، مضيفا «هذه الأزمة يتعين أن تحل عبر حوار سياسي». ورحّب بالجهود التي بذلتها المعارضة السورية في الآونة الأخيرة للتغلب على انقساماتها، معتبرا انه تطور «حاسم». وقال «أنا قلق للغاية بشأن تغليب الطابع العسكري عــــلى الصراع واحتمـــال ارتكاب فظائع طائفية». ودعــا دول العالم لدعم مهمة الإبراهيمي.
وقالت مصادر فلسطينية لمراسل جريدة «السفير» اللبنانية في دمشق زياد حيدر، إن ممثل الإبراهيمي في سوريا مختار لماني، ومكتب الإبراهيمي في القاهرة يبذلون جهودا في محاولة لمنع دمار مخيم اليرموك في معركة ستحصل، وإن تأخرت. ووفقا للمصدر ذاته فإن شخصيات فلسطينية بين الفصائل تحاول الوصول لصيغة مع المسلحين تمكّن المخيم من تجنب تلك المعركة.
ووفق ما علمت «السفير» فإن الجيش السوري ينتظر قرار القيادة السياسية بالتحرك. «كل محيط المخيم محاصر. قد يبقى الحصار طويلا قبل أي تحرك عسكري» قالت مصادر ميدانية لـ«السفير» وذلك «لاعتبارات سياسية، تأخذ بالاعتبار رمزية المكان بالنسبة للسوريين والفلسطينيين على حد سواء».
وقالت مساعدة المسؤول عن العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الاونروا) ليسا جيليان، في مؤتمر صحافي في جنيف، إن حوالي 100 ألف فلسطيني، من أصل 150 ألفا، فرّوا من مخيم اليرموك على اثر المواجهات بين فلسطينيين ومسلحين، مضيفة إن «الناس لا يزالون يفرون بكثافة».
(رويترز، ا ف ب، ا ب)
إضافة تعليق جديد