البطاطا...لحم الفقراء المستباح...خبايا.. مصالح ضيقة..أساليب ملتوية

30-12-2008

البطاطا...لحم الفقراء المستباح...خبايا.. مصالح ضيقة..أساليب ملتوية

من أغرق السوق المحلية بصنف بذار البطاطا فابيولا وكيف تم ادخاله بعدما رفضته البحوث العلمية الزراعية لأكثر من ست سنوات مضت لعدم مردوديته الانتاجية وفجأة وعلى حين غرة تم اعتماده مؤخرا بناء على نتائج تجارب قام بها فلاحو مارع في محافظة حلب ومن أوصله الى ايدي الفلاحين اذا لم يكن مسموحا للقطاع الخاص باستيراده للقيام بتجارب عليه و من اعطى الحق للفلاحين للقيام بتجارب على الصنف الخاص، مع العلم ان الجهة المخولة بالتجارب والبحث العلمي هي الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية وليس سواها وما هو دور اتحاد غرف الزراعة في تسهيل ادخال هذا الصنف ولمصلحة من يراد جعل اكثار البذار خاسرة؟!!‏

أسئلة تفوح من اجوبتها رائحة طبخة غير نظيفة تم التحضير لها من قبل اطراف عديدة ربما كان البعض منهم غير قاصد بخلاف البعض الاخر الذي تعمد الفعل لتحقيق مصلحة خاصة به وبالقطاع الخاص الذي ادخل الصنف رغم رفضه سابقا!!!‏

فما تداعيات هذه الطبخة لجعل صنف الفابيولا فاكهة شهية للتجار.‏

فاكهة مذاقها شهيٌّ قدمـت للتجار لاستيرادها‏ على حـســـاب إكـثـــار البـــذار!!‏

ما الفابيولا؟‏

وبالعودة للتعريف بصنف الفابيولا فهو نوع من انواع بذار البطاطا ذي انتاجية قليلة وغير مجد اقتصاديا بدليل ما اثبتته تجارب البحوث الزراعية من عام 95 الى 2002 اضافة لوجود عيوب اخرى كطول فترة سكونه وغور عيونه وعدم تكوين درنات ناجمة عنه وبدلالة الشاهد الموجود بالجدول المرفق اضافة لاستبعاد النتائج بسبب السيفه و lcd ومع ذلك تم اعتماده!!‏

ادخاله تم تهريباً‏

بداية مدير عام مؤسسة اكثار البذار الدكتور عبد المحسن السيد عمر قال ان هذا الصنف لم يكن معتمدا سابقا وان لاعلاقة للمؤسسة بإدخاله ولا بالذي ادخله كون ذلك يتعلق بالجهات المعنية بضبط الحدود ويؤكد ذلك المراسلات السنوية الموجهة من المؤسسة والسيد الوزير الى وزارة الداخلية والمحافظين بالمحافظات الحدودية لمنع دخول البذار المهربة وخاصة من الحدود اللبنانية مبينا انه في هذا العام تم اعتماد تسعة اصناف بطاطا رسميا ومن ضمنها الفابيولا وذلك من قبل البحوث العلمية الزراعية بعد اختبارها لدى مراكزها البحثية كونها الجهة العلمية المخولة باعتماد الاصناف.‏

أي صنف يعتمد حسب صلاحيته للعروات الثلاث‏

الدكتور وليد الطويل مدير عام الهيئة العامة للبحوث الزراعية اكد ان مؤسسة اكثار البذار تقوم باستيراد كميات محدودة من الاصناف المعتمدة حديثا ومن الاصناف الاخرى بناء على اكتتاب الفلاحين ودون اغراق مبينا ان مهمة البحوث العلمية تنحصر بشكل رئيسي في تنفيذ تجارب حقلية ومخبرية تهدف الى تحديد الاصناف الملائمة للزراعة في سورية وان اعتماد اي صنف يتم بناء على تجارب علمية تنفذها مراكز البحوث الزراعية ولعدة سنوات.‏

وبيّن الطويل ان الهيئة كانت قد رفضت اعتماد صنف الفابيولا سابقا بناء على المعايير الموضوعة لاعتماد اصناف البطاطا قبل 2/6/2008 والتي بموجبها تعتمد الاصناف الصالحة لكل العروات الزراعية والربيعية والخريفية والصيفية معا وقد كانت نتائج هذا الصنف مشابهة للصنف الشاهد في العروتين الربيعية والصيفية بينما كانت متدنية في العروة الخريفية ولذلك تم رفضه وجاء اعتماده عام 2008 بناء على المعايير والاسس الجديدة التي وضعتها اللجنة العلمية المشتركة بين الهيئة واكثار البذار بتاريخ 2/6/2008م والمتضمنة امكانية اعتماد صنف ما لعروة واحدة أوأكثر بينما الاسس والمعايير السابقة كانت لا تسمح باعتماد اي صنف الا اذا كان يصح للعروات الثلاث.‏

واوضح الطويل انه ليس لاي جهة مهما كانت اي تأثير سواء سلبيا او ايجابيا في اعتماد اي صنف والفاصل هو الرقم والمواصفة والملاحظة العلمية في الحقل وفي المخبر.‏

رغم اعتماده : تقرير لجنة الاعتماد يكشف عدم مردوديته‏

اتحاد الفلاحين وعلى لسان المهندس جمال فروخ من مديرية الشؤون الزراعية رأى ان الجهة الفنية والبحثية في اعتماد اي صنف من البذار يتم بناء على تجارب تقيمها الهيئة في حقول تجاربها اي بعد استكمال كافة النتائج المطلوبة تقيمها الهيئة في حقول تجاربها اي بعد استكمال كافة النتائج المطلوبة التي وضعت ضمن اسس محددة لهذا المحصول ثم تطرح النتيجة على لجنة اعتماد بذار البطاطا الجهة البحثية موضحا ان الهيئة سبق واجرت تجارب على الفابيولا ورفضته لست سنوات سابقة وان الرفض ثبت لدى الهيئة ولجنة الاعتماد والرفض كان لوجود غور عيون الدرنات وكذلك نسبة التصافي من البذار جدا قليلة ومعدومة بناء على تقرير لجنة الاعتماد علما ان الشركة الموردة للصنف لم تعط الهيئة العامة للبحوث اي كمية من البذار لاعادة التجارب في العام الماضي واوضح فروخ ان رئيس مكتب اتحاد الغرف الزراعية بدمشق عمر الشالط نفذ يوم حقلي في محافظة حلب وليس في محافظة ريف دمشق كماذكرت وزارة الزراعة وتم دعوة ممثلين من مديريات الانتاج النباتي ووقاية المزروعات ومؤسسة اكثار البذار وهيئة البحوث العلمية الزراعية لزيارة حقول التجارب في منطقة اعزاز - قرية مارع- وعند المزارعين وهم مروان اليوسف وفاضل عبد الغني منوها الى ان هذه الحقول ليست حقول تجارب نهائيا وانما حقول لزراعة بطاطا للاستهلاك وبالتالي هذا يناقض اصول اعتماد الاصناف التي لابد ان تكون حقولاً بحثية تقام عليها تجارب من قبل الهيئة العامة للبحوث الزراعية وليس من قبل افراد.‏

واكد فروخ ان الصنف لم يتم دخوله رسميا وانما تم عن طريق التهريب من قبل القطاع الخاص ولايمكن عند دخوله بهذه الطريقة معرفة مدى صحته واعتماده في 2008 كان بناء على نتائج تجارب السنوات الست الماضية الذي تم رفضه فيها وانه في حال كان الاعتماد على نتائج 2008 فان الجدول المرفق ايضا يدل كما السنوات السابقة على تدني انتاجية الصنف عن الشاهد موضحا .‏

وبيّن ان الطريقة التي تم اعتماد الصنف فيها مخالفة للاصول الاساسية في الاعتماد ورغم ذلك تم الاعتماد من قبل اللجنة بتاريخ 18/11/2008 من اجل تلافي المسألة عن طريق دخول الصنف الى القطر مبينا ان الفابيولا لم يكن معروفا لدى الفلاحين الذين يشكون من كثرة الاصناف المعتمدة التي زرعت في القطر منذ عدة سنوات.‏

الغرف تنفي اعتماد الصنف بناء على تجارب الفلاحين‏

السيد عمر الشالط رئيس اتحاد غرف الزراعة :‏ ان اعتماد صنف الفابيولا جاء قبل القيام بيوم حقلي في مارع في حلب وان اعتماده كان بناء على اقتراح من قبل غرف الزراعة الى وزارة الزراعة بان المزارعين يفضلون هذا الصنف وكان جواب الزراعة بان الصنف معتمد، موضحا ان الايام الحقلية تأتي كنوع من الرعاية لانتاج البطاطا في سورية بعد الاعتماد ونفى ان يكون الاعتماد جاء بنتيجة اليوم الحقلي في مارع مبينا ان البحوث العلمية وحدها من يحق لها اجراء التجارب وفق اصول علمية واسس خاصة باعتماد الاصناف.‏

وكما نفى ان يكون الاعتماد جاء بنتيجة تجارب على بذار مهرب وانما كان البذار الذي تمت وفقه التجارب دخل بشكل رسمي وسجل في وزارة الزراعة مديرية البحوث الزراعية مبينا ان هناك بذار كثير في السوق تم دخوله بشكل غير نظامي او قانوني.‏

- ومن رأي اتحادغرف الزراعة يتضح انه مناقض للكتب المرسلة الى وزارة الزراعة والتي سبق وان نشرت في الثورة والتي تطلب اعتماد الصنف، وان تقرير اللجنة الاعتماد يؤكد على ان الاعتماد جاء نتيجة اليوم الحقلي في مارع والبالغة مساحته 260 دونماً وهي ليست حقول تجارب كما ان تجارب الهيئة توقفت منذ عام 2002 وحتى بداية 2008 وفجأة تم الاعتماد بناء على زيارة الى مارع وبالتالي فان كلام غرف الزراعة غير دقيق بأن الاعتماد جاء بناء على تجارب الهيئة وان الاعتماد كان قبل زيارة مارع لاجراء اليوم الحقلي فيها !!‏

فلاشات‏

ومن خلال الآراء المتباينة نستنتج وبناء على الجداول التي تم عرضها على لجنة الاعتماد في البحوث الزراعية لاسيما صنف الفابيولا فان العنوان يشير الى أن اعتماده تم بناء على مضمون كتاب مديرية الانتاج النباتي 2322/ص/ش/ز/ تاريخ 5/8/2008 المتضمن التقرير الفني المعد عن زيارة حقول البطاطا المزروعة من قبل الفلاحين في قرية مارع في حلب وليس بناء على التجارب البحثية في محطة ريف دمشق كما كانت قد ذكرت وزارة الزراعة في ردها ومن خلال الجدول يتبين أن الشاهد يتفوق قليلاً على الصنف فابيولا علماً أنه لم يتم ادخال القيمة الاضافية من الفارق المعنوي للصنف وبالتالي هذا يدل على عدم نجاح الصنف بحثياً في سورية وخاصة للعروة الصيفية التي لا تزيد مساحتها عن 1100 هـكتار في القطر وبالتالي هذا يؤكد أن اغراق السوق بالفابيولا كان يراد منه المتاجرة والربح على حساب مؤسسة اكثار البذار وجعلها خاسرة وتظهر آراء الهيئة وإكثار البذار تناقضاً حيث إن الهيئة تؤكد أن اكثار البذار قامت باستيراد بذار صنف الفابيولا الذي اعتمد مؤخراً وبناء على اكتتاب الفلاحين في حين لم يكن الصنف معتمداً سابقا حتى يتم الاكتتاب عليه من قبل الفلاحين وبالتالي هذا يدل على أن الفابيولا دخل البلد عن طريق التهريب وليس عن طريق إكثار البذار كما أظهر رأي الهيئة أن اعتماد أي صنف من البطاطا يتم بناء على تجارب علمية تنفذها مراكز البحوث الزراعية في المحافظات لعدة سنوات ولكل العروات وحسب مناطق انتاج البطاطا بتصاميم احصائية وتخضع الاصناف لكافة التحاليل الكيميائية المطلوبة وليس بناء على نتائج أي اعمال اخرى غير بحثية وان من اهم ما تتميز به التجارب العلمية في أي مركز بحوث هو الاستقلالية والحيادية والموثوقية فكيف ذلك والتجارب البحثية لصنف الفابيولا كانت قد توقفت منذ عام 2002 وحتى بداية عام 2008 وان اعتماد الصنف تم بناء على رأي الفلاحين وتجربتهم الشخصية كما حدث في قرية مارع فأين صحة ما تدعيه الهيئة من الموثوقية والاستقلالية وتجاربها البحثية من ذلك!‏

كما أظهر رأي الهيئة ان الصنف اعتمد بناء على المعايير والاسس العلمية الصحيحة كما ورد في جدولها المرفق الذي اخذ متوسط الاعوام للمحافظات. بينما الجدول الاخر المرفق يظهر ان التجارب العلمية البحثية لكل محافظة من المحافظات . وهذا يشير الى ان ثمة امرا يراد التستر عليه خاصة انه تم ملاحظة تفوق الصنف الشاهد على الصنف فابيولا وبالتالي يؤكد عدم مردودية انتاجية الفابيولا فلماذا تم اعتماده ؟!!‏

وفاء فرج

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...