البحارة البريطانيون يغادرون إيران
غادر البحارة البريطانيون الـ15 الذين كانت تحتجزهم ايران عائدين الى وطنهم بعد ان اعلنت طهران الافراج عنهم.
وقد استقل البحارة طائرة مدنية في مطار طهران اقلعت في الساعة الثامنة و38 دقيقة بالتوقيت المحلي. ومن المتوقع ان تصل الطائرة الى مطار لندن في الساعة الحادية عشرة بتوقيت جرينتش.
وكان البحارة الـ15 قد التقوا السفير البريطاني في طهران جيفري ادامز بعد ان افرج عنهم.
وكان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد قد اعلن ان البحارة البريطانيين الخمسة عشر الذين احتجزهم الحرس الثوري في الخليج، سيتم الإفراج عنهم.
وكرر أحمدي نجاد الاتهامات الايرانية بأن البحارة البريطانيين "غزوا" المياه الإيرانية، ولكنه قال إنه سيتم الإفراج عنهم كـ"هدية".
وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إن هذا النبأ أشعره "بالارتياح"، وذكرت وسائل الاعلام الايرانية أن البحارة "تعالت هتافاتهم ابتهاجا" لدى سماعهم النبأ.
ولم يشكر بلير الرئيس الايراني أو يوجه له الخطاب، لكنه قال للشعب الايراني "ليس لدينا تجاهكم أي نوايا سيئة، إننا نحترم إيران كحضارة قديمة".
وأظهرت الصور التلفزيونية الرئيس االايراني وهو يتبادل الحديث الباسم ويصافح مجموعة البحارة في القصر الرئاسي في طهران.
وقال نجاد لاحد البحارة مازحا "كيف حالك؟ إذا أنتم هنا في إجازة إجبارية؟".
وظهر البحارة هذه المرة وهم يرتدون السترات وليس الزي العسكري أو الملابس الرياضية التي ظهروا بها في المرات السابقة.
وقال أحد البحارة للرئيس الايراني "أود أن أقول أني وجميع أفراد فريقي نشعر بالامتنان البالغ لعفوكم. أود أن أشكر كم وأن أشكر الشعب الايراني...شكرا جزيلا سيدي".
ورد الرئيس الايراني بالفارسية بقوله "على الرحب والسعة".
وكان اللفتننت فيلكس جاردنر قد قال للتلفزيزن الايراني انه "ام يكن هناك اي نية لالحاق الاذى بالشعب الايراني ام انتهاك سيادته"، وامل البحار بان تساعد هذه التجربة في بناء العلاقات بين البلدين.
اما البحارة الوحيدة التي كانت محتجزة فاي تورني فقالت ان "البحارة يعتذرون على الاعمال التي قاموا بها، لكنهم يشكرون ابران لاطلاق سراحهم.
وكن احمدي نجاد قد اصدر اعلان الافراج عن البحارة خلال مؤتمر صحفي، قلد خلاله أيضا القادة الذين احتجزوا الطاقم البريطاني في الخليج أوسمة.
وقال نجاد إنه سيتم الإفراج عن البريطانيين فورا وإنهم سينقلون إلى المطار.
وقال نجاد "بعد هذا الاجتماع سيصبحون أحرارا وبإمكانهم العودة إلى أسرهم".
واشار إلى ما اسماه بـ"الاعترافات" المسجلة التي أدلى بها البحارة البريطانيون وهم محتجزين لدى طهران قائلا: "أطلب من بلير ألا يحاكم هؤلاء الأفراد الخمسة عشر لأنهم اعترفوا بدخولهم المياه الإقليمية الإيرانية".
وأضاف قائلا "أطلب من السيد بلير: بدلا من احتلال أراضي الغير، أن يفكر في العدالة، ويفكر في الحق ويعمل من أجل الشعب البريطاني وليس من أجل نفسه".
وتقول بريطانيا إن البحارة الخمسة عشر كانوا في المياه العراقية بمقتضى التفويض الممنوح من الأمم المتحدة لقوات التحالف حينما احتجزوا قبل قرابة أسبوعين، كما تقول إن الاعترافات التي أدلوا بها تمت تحت الإكراه.
وقال أحمدي نجاد "للأسف لم يكن لدى الحكومة البريطانية الشجاعة الكافية لقول الحق لشعبها، والإقرار بأنها ارتكبت خطأ".
وقال مراسل بي بي بي للشؤون الدبلوماسية جيمس روبنز إن كل ما سبق وخلال حوالي ساعة كاملة من حديث نجاد لم يأت خلالها على ذكر قضية البحارة، كان تهيئة للاعلان المسرحي غير العادي عن قرار العفو عنهم.
وانتهى نجاد إلى القول: "لدينا الحق الكامل في محاكمة هؤلاء"، وتابع "ولكنني أريد أن أقدمهم كهدية للشعب البريطاني وأقول إنهم جميعا أحرار".
وقال متحدث بلسان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير "إننا نرحب بما قاله الرئيس عن الإفراج عن البحارة الخمسة عشر. إننا نتحقق الآن مما يعنيه ذلك تحديدا فيما يتعلق بأسلوب الإفراج عنهم وتوقيته".
وقال الزعيم الايراني إن الحكومة البريطانية لم تقدم تنازلات من أجل إطلاق سراح جنودها، لكنها تعهدت "بعدم تكرار هذه الحادثة".
وانتقد أحمدي نجاد أيضا الغزو الذي تزعمته الولايات المتحدة للعراق وحرب إسرائيل مع حزب الله في لبنان.
واستغل أحمدي نجاد المؤتمر الصحفي للاحتفال بالعام الفارسي الجديد وإدانة البلدان التي وصفها بأنها مسؤولة عن "بؤس" العالم و"خرابه".
وقال إنه لا يبدو أن هناك شخصا "يقف ويدافع عن حقوق المقهورين".
وافتتح المؤتمر الصحفي بقراءات وتفسيرات دينية من القرآن، وتطرق لحديث واسع عن التاريخ الحديث للشرق الأوسط، مهاجما الغرب.
وقال إن غزو العراق كان مبنيا على افتراض خاطئ بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، ولكن حتى الآن "فإن قوات الاحتلال لا تزال باقية هناك والناس يقتلون".
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد