الاعتذار من المسلمين لم يمنع ذبح رئيس تحرير صحيفة سودانية
ثم العثور على جثة الصحفي السوداني محمد طه محمد أحمد رئيس تحرير صحيفة "الوفاق" السودانية مقطوعة الرأس في ضواحي العاصمة السودانية الخرطوم بعد يومين من قيام مسلحين باختطافه, وقال شقيق القتيل :"بأن مجموعة من 3 أشخاص، قامت بخطف شقيقه، بواسطة سيارة مظللة بالكامل، بعد أن طرقوا باب بيته، واقتادوه الى جهة غير معلومة.
كشف بكرى المدني الصحفي في جريدة "الوفاق" النقاب اليوم عن بعض أسباب اختطاف الصحفي السوداني محمد طه محمد أحمد رئيس تحرير الصحيفة، الذي قد تم اختطافه بواسطة ملثمين مساء أمس الثلاثاء في حادثة قالت عنها الأوساط السودانية إنها الأولى من نوعها في البلاد.
وقال المدني إن تهديدات مستمرة كان يتلقاها محمد طه عبر الهاتف، مشيرا إلى أن بيانات سابقة لمجموعات إسلامية تطلق على نفسها اسم "منظمة حمزة لمحاربة المرتدين والمرتزقة"، كانت قد أهدرت دمه على خلفية اتهامه بسب الرسول صلى الله عليه وسلم إثر نشر فصول من كتاب لمؤلف مجهول يدعى المقريزي، تهجم من خلاله على الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولم يستبعد المدني أن تكون أحزابا سياسية لم يسمّها متورطة في الأمر.
وكانت النيابة العامة قد اتهمت في مايو 2005م الصحفي السوداني محمد طه محمد أحمد رئيس تحرير جريدة "الوفاق" بالتطاول على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم, وطلبت إنزال عقوبة الإعدام به في بدء مثوله أمام محكمة جنايات الخرطوم شمال, في الوقت الذي شهدت فيه شوارع العاصمة السودانية مظاهرات ضمت نحو ألفي شخص توجهوا إلى المحكمة يهتفون (الحد الحد لمن يرتد)، (لا إله إلا الله ..مزمم طه عدو الله)، (هذا الشيعي عدو الله).. كما طالب المتظاهرون عبر مكبرات الصوت بتسليم محمد طه إليهم لقتله بأنفسهم وبغيرها من الشعارات, مطالبين بإعدام الصحفي باعتباره مرتدا عن الإسلام. إلا انه تم إسقاط التهمة عنة لاحقا ومنعت صحيفته عن الصدور مدة ثلاثة أيام.
وكان محمد طه قد صرح للمنظمة العربية لحرية الصحافة في العام 2005م "أن صحيفة "الوفاق" التي يرأس تحريرها ارتكبت خطأ فنيا بنشرها موضوعا لكاتب يدعى المقريزي تهجم من خلاله على الرسول صلى الله عليه وسلم. وأشار إلى أن الذين حركوا قضية قانونية ضده وطالبوا بإعدامه أرادوا أن يقيموا محكمة من الغوغاء والدهماء، مؤكدا في الوقت ذاته أن واحدا فقط هو عطية محمد سعيد من بين 7 بينهم سيدة كانوا تقدموا بشكوى ضده، بقى على موقفه، فيما سحب الآخرون دعواهم القضائية ,وأكد أن القسم الفني المشرف على تصفح الانترنت في صحيفته نقل موضوع المقريزي من موقع الكتروني من دون التأكد من المعلومات الواردة فيه. وأضاف أنه كتب سلسلة مقالات للرد على المقريزي مؤكداً أن غايته هي الدفاع عن الإسلام. ، وبعد ردوده هذه بـ 9 أيام، قام بعض أعضاء هيئة علماء السودان ورابطة الأئمة والدعاة بتأليب الناس ضده. وأشار إلى أن هؤلاء العلماء لم يلتزموا بما تم الاتفاق عليه بترك الأمر للقضاء، إذ لجأوا للقيام بحملة "تشويه" عبر المساجد والبيانات.
وكان الصحفي قد اعتبر أن الذين يحاربونه، يريدون "الفتنة ونسف التسامح الديني في السودان." ووصف محمد طه مطالبة السودانيين بإعدامه بالمضحكة. وأكدّ على ثقته بالقضاء السوداني، مضيفاً أن خصومه الذين يبحثون عن غايات سياسية " لجئوا إلى محاكمات خارج القضاء."وأضاف محمد طه أن التظاهرات "حملة سياسية في البداية والنهاية."
وكان محمد طه قد اصدر البيان التالي لينشر في الصحف السودانية كانت المنظمة العربية لحرية الصحافة قد نشرته في مايو 2005م جاء فيه:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
((هذا بيان للناس وهدي وموعظة للمتقين)) آل عمران
((إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون))
- الأعراف، صدق الله العظيم
بيان من محمد طه محمد أحمد
في ذكري مولد رسول الله صلي الله عليه وسلم، النبي الامي الكريم، الذي نشهد له بالرسالة ونشهد له بالبلاغ المبين الصادق عن ربه، في هذه الذكرى المباركة، وبسبب نشر جريدة الوفاق لمقال( الدكتور المقريزي) الذي وجدناه منشوراً علي الانترنت يتجني فيه المقريزي علي الرسول صلي الله عليه وسلم، وبالرغم من اني رددت علي هذا المقال بثلاث مقالات أفند فيها دعاوى المقريزي وادافع فيها عن رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي تربيت علي حبه، الا أنه بالرغم من ذلك فهم من نشر (جريدتي الوفاق) لهذا المقال أني والعياذ بالله أتجني علي رسول الله صلي الله عليه وسلم معاذ الله من ذلك.
فإني أشهد الله عالم السرائر، واشهد رسوله والمؤمنين.. أني برئ من كل اعتقاد أو قول او فعل بدر منى أو يبدر من بعد فيه انتقاص من عظمة وشرف وكرم رسول الهدى والرحمة صلي الله عليه وسلم واله وأهل بيته.. يدفعني إلى ذلك إيماني الراسخ لايتزلزل بالله إله العالمين، وايماني بان محمد ابن عبد الله رسول الله صلي الله عليه وسلم، المصطفي من ربه خباراً من خيار من انقي واطهر نسب.اللهم إني أشهدك أني ما اقدمت علي ذلك إلا دفاعاً عن نبيك ورسولك، واتوب اليك ربي توبة خالصة إن كان فيما اقدمت عليه مايسئ الي حب قلبي رسول الله صلي الله عليه وسلم،فأنت تعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب.
ولأن جريدتي (الوفاق) كانت هي صلتي بأهل السودان المحبين للمصطفي صلي الله عليه وسلم المكثرين من الصلاة عليه، والتى كنت أزينها يومياً بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الداعى الي وحدة صف المسلمين (انما ياكل الذئب من الغنم القاصية) فإنني من بعد كل ذلك اكتب هذا الاعتذار الي مشاعر هؤلاء الذين اطمع في دعواتهم الصالحة، فوالله ماأردت الا الخير. والامر لله من قبل ومن بعد فهو الرحيم الغفور.
قال تعالي:-
(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)
(فان تولوا فقل حسبي الله لا إله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم)
صدق الله العظيم
المصدر : المنظمة العربية لحرية الصحافة
إضافة تعليق جديد