الارتفاع الطفيف للكوليسترول في منتصف العمر خطر على القلب
حذرت دراسة طبية أميركية من أن الارتفاع في نسبة الكوليسترول في فترة منتصف العمر، حتى لو كان طفيفاً، يزيد بصورة واضحة من خطر الإصابة بأمراض القلب.
ووجدت الدراسة أن كل عقد يحدث فيه ارتفاع متوسط في معدلات الكوليسترول في المرحلة العمرية بين 35 و55 عاماً، يزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب 40 في المئة.
وقال الباحثون في معهد «ديوك كلينيكال ريسيرتش»، الذين أجروا الدراسة على حوالي 1500 شخص، إن إجراء فحوص طبية لقياس نسبة الكوليسترول يعد أمراً مهماً، مؤكدين ضرورة الحذر مما أسموه «سنوات الدهون».
لكن آن ماري نافار ـــ بوجان، الباحثة الرئيسية في الفريق الذي أجرى الدراســة التي نشــرت في دورية «الدورة الدموية»، قالــت إنه قد لا يحتاج كل شخــص لديه ارتـــفاع متـــوسط أو معــتدل في الكوليسترول إلى عقاقير، لكنه قد يجد أن من المفيد أن يغير النظام الغذائي ويمارس المزيد من التمارين الرياضية.
وأوضحت أن ما نقدمه لأوعيتنا الدموية في فترات العشرينيات والثلاثينــيات وحتــى الأربعينـــيات من العــمر، يشـــكل الأســاس للأمــراض التي قد تصيبنا في ما بعد، ولو انتظرنا حتى الخمسينيات والستينيات للتفكير في الوقاية من أمراض القلب، فإننا نكون قد فقدنا بالفعل فرصة مهمة.
ويمكن للكثير من الكوليسترول في الدم أن يؤدي الى تكون مواد دهنية على جدران الأوعية الدموية، ويؤثر على تدفق الدم إلى القلب والمخ وبقية أجهزة الجسم.
وبمرور الوقت يمكن للشرايين أن تتلف فيصاب الإنسان بآلام القلب، التي تدعى الذبحة الصدرية أو أزمة قلبية.
وتتسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في حوالي ثلث حالات الوفاة في بريطانيا، ما يمثل أكثر من 180 ألف حالة وفاة سنويا.
وجرى تحديث الإرشادات الطبية مؤخرا ونشرت توصيات طبية لأكثر من مليون شخص بضرورة الحصول على أدوية لخفض نسبة الكوليسترول، لإنقاذ المزيد من الأرواح.
وانخفضت معدلات الوفيات بسبب أمراض القلب، ولكن بمعدلات أسرع بين كبار السن أكثر من صغار السن، ويبدو أن حالات انتشار المرض تتزايد.
ووفقا للدراسة فإن الباحثين الأميركيين تتبعوا أكثر من 1478 شخصاً بالغاً، غير مصابين بأمراض القلب، وتم إدراجهم في فحوص طبية تشابه تلك التي يخضع لها مرضى القلب.
وفي سن 55 عاماً، كان حوالي 40 في المئة من المشاركين في الدراسة قد تعرضوا لارتفاع الكوليسترول طوال 10 سنوات على الأقل.
وخلال الخمسة عشر عاماً التالية فإن خطر إصابة هؤلاء بأمراض القلب بلغ 16.5 في المئة، وهو أعلى بأربع مرات تقريبا مقارنة بهؤلاء الذين لم تظهر لديهم علامات ارتفاع الكوليسترول في مرحلة عمرية سابقة، والتي بلغت نسبة الخطر لديهم 4.4 في المئة فقط.
وتؤدي كل عشر سنوات من ارتفاع نسبة الكوليسترول إلى زيادة احتمال الإصابة بأمراض القلب بـ39 في المئة.
وقالت دواريان مادوك من مؤسسة القلب البريطانية: «نعرف حاليا أن الكثير من الكوليسترول في دمائك عامل خطير في الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية».
وأشارت الدراسة الى أنه حتى الارتفاع الطفيف في معدل الكوليسترول لدى البالغين الأصحاء في المرحلة العمرية من 35 وحتى 55 عاما، يكون له تأثير على صحة القلب على المدى الطويل.
وأضافت أنه ليس من المبكر أبدا التفكير في صحة قلبك، وتناول الأطعمة الصحية والمداومة على الأنشطة البدنية التي تساعد في تحسين معدل الكوليسترول.
ولمن هم فوق سن الأربعين يجب الخضوع للفحص الطبي وكذلك قياس معدلات الكوليسترول.
(«بي بي سي»)
إضافة تعليق جديد