الأمم المتحدة ترصد 285 موقعاً لقنابل عنقودية في لبنان
بدأت وزارة الخارجية الأميركية تحقيقاً في ما إذا كانت اسرائيل أساءت استخدام قنابل عنقودية أميركية الصنع في قصفها أماكن مدنية في لبنان، بينما حذرت الأمم المتحدة من وجود 285 موقعاً لقنابل عنقودية في مناطق عدة من جنوب لبنان وقال الجيش الاسرائيلي ان اسلحته وذخائره مطابقة للمعايير الدولية وانه يستخدمها "بما يتفق والقواعد الدولية".
ويذكر ان القنبلة العنقودية تحتوي على مئات القنابل الصغيرة المصممة لتنفجر وتتناثر على مساحة واسعة من الأرض. وتستخدم هذه القنابل عادة في مواجهة الدبابات، وهي تنفجر بمجرد احتكاكها بالحديد. غير أنها ألقيت على مناطق مدنية في لبنان ولم تنفجر لدى وصولها إلى الأرض أو الأرصفة. وأفاد مسؤول في الأمم المتحدة ان اسرائيل ألقت قنابل عنقودية على 170 قرية على الاقل في جنوب لبنان. غير ان الناطقة باسم مركز تنسيق التحرك ضد الألغام في الأمم المتحدة داليا فران أوضحت ان هناك تأكيدات لوجود 285 موقعاً أصيبت بذخائر كهذه في جنوب لبنان. وأضافت: "نعثر على 30 موقعاً جديداً كل يوم". ومنذ إعلان وقف الأعمال الحربية في لبنان في 14 آب، قتل ثمانية لبنانيين، بينهم ولدان، بسبب القنابل العنقودية. وحذرت فران من وجود القنابل أو نثراتها في "مناطق مدنية، على أراض زراعية وفي منازل الناس. نعثر على العديد منها عند مدخل المنازل، على الشرفات والسطوح. أحياناً يتحطم زجاج النوافذ وتدخل المنازل".
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية غونزالو غاليغوس: "سمعنا بالمزاعم عن استخدام هذه الذخائر، ونسعى إلى الحصول على مزيد من المعلومات. نحن نحقق في هذه المزاعم وسنرى إلى أين تقود". ولم يكن في وسعه تحديد المدة التي سيستغرقها التحقيق. وتعتمد وزارة الخارجية الاميركية حتى الآن على تقارير من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية فى جنوب لبنان.
وكانت صحيفة "النيويورك تايمس" نشرت ان مكتب السيطرة على تجارة الأسلحة في وزارة الخارجية بدأ التحقيق هذا الأسبوع بعد ورود تقارير عن العثور على ثلاثة أنواع من القنابل العنقودية الأميركية الصنع المضادة للأفراد في مناطق عدة بجنوب لبنان، مما تسبب بخسائر مدنية فادحة. وأشارت إلى ان التحقيق يتركز على ما إذا كانت إسرائيل أبلغت الى الولايات المتحدة استخدام القنابل، وما إذا كانت الأهداف التي استخدمت ضدها عسكرية حصراً.
وشكك مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون في أن تؤدي نتائج التحقيق إلى فرض عقوبات على إسرائيل، لكن القرار بإجرائه قد يساعد الإدارة الأميركية على الحدّ من الانتقادات التي تتعرض لها من الحكومات العربية بسبب دعمها العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وقال الناطق باسم السفارة الإسرائيلية في واشنطن ديفيد سيغيل: "لم نتبلغ حتى الآن مثل هذا التحقيق، وعندما نبلغ سنكون سعداء بالإجابة". ورداً على التحقيق الأميركي، قال الجيش الاسرائيلي في بيان ان "كل الاسلحة والذخائر التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي مطابقة للقانون الدولي، واستخدامها يتفق والقواعد الدولية".
وتعود الاتفاقات التي تحكم استخدام اسرائيل القنابل العنقودية الأميركية الصنع إلى السبعينات من القرن الماضي، لكن تفاصيلها لم تعلن قط. وذكرت الصحيفة إلى ان الاتفاق الأول وقع عام 1976 وجدّد عام 1978 بعد الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان. وتحدثت تقارير عن السماح باستخدام القنابل العنقودية حصراً ضد الجيوش العربية النظامية والأهداف العسكرية المحددة بدقة وفق ظروف مشابهة للحربين بين إسرائيل والعرب عامي 1967 و 1973. وكشف تحقيق أجراه الكونغرس بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 أن الدولة العبرية استخدمت القنابل العنقودية ضد أهداف مدنية في خرق للاتفاقات الموقعة مع الولايات المتحدة، وقد دفع ذلك إدارة الرئيس رونالد ريغان إلى فرض حظر على بيع اسرائيل القنابل العنقودية مدة ست سنوات.
وفي هذه الحرب، قال مسؤولون ان الإدارة الأميركية أوقفت شحنة من قذائف المدفعية "م 26" والقنابل العنقودية طلبتها إسرائيل.
المصدر: النهار
إضافة تعليق جديد