الأسقف وليامسون يعتذر عن إنكاره المحرقة
اعتذر الأسقف البريطاني ريتشارد وليامسون عن تصريحاته التي اعتبرت إنكارا للمحرقة التي تعرض لها اليهود على أيدي النازيين.
وفي رسالة له للفاتيكان كشفت عنها الخميس وكالة زينت الكاثوليكية الرومانية للأنباء، قال الأسقف البريطاني "بالنظر إلى التداعيات (التي أحدثتها التصريحات) أستطيع أن أقول صادقا إنني أعتذر عن هذه التصريحات".
وأضاف أنه "لو كنت أعلم قبل ذلك كامل الضرر والألم الذي يمكن أن تحدثه هذه التصريحات -ليس فقط للكنيسة ولكن أيضا للناجين وأقارب ضحايا الرايخ الثالث- لما كنت قد أصدرتها".
وقال الأسقف البريطاني في رسالته التي قدمها بعد عودته لبريطانيا من الأرجنتين "كما قال الأب المقدس فإن كل عنف غير عادل ضد رجل يضر بالبشرية جمعاء".
ووصل وليامسون لمسقط رأسه بريطانيا الأربعاء بعد أن طلبت منه السلطات الأرجنتينية مغادرة أراضيها. وقال وزير الداخلية الأرجنتيني فلورنسيو راندازو إن الأرجنتين طردت وليامسون لأن تعليقاته أهانت "مواطني الأرجنتين والشعب اليهودي والإنسانية كلها".
وكان الأسقف وليامسون نفى وجود غرف للغاز في معتقل أوشفيتز أثناء الحكم النازي، وقال إن عدد الضحايا اليهود في معسكرات اعتقال النازيين لم يتجاوز ما بين 200 و300 ألف شخص.
وقال في مقابلة مع التلفزيون السويدي قبل أسابيع إن "الأدلة التاريخية تعارض بشكل كبير تعرض ستة ملايين يهودي عمدا للحرق في غرف الغاز في إطار سياسة متعمدة لأدولف هتلر".
ورفض الأسقف البريطاني التراجع عن تصريحاته رغم تهديد الفاتيكان بإقالته من منصبه إذا لم يعتذر عنها، حيث تسبب رفع البابا بنديكت السادس عشر الحرمان الكنسي عنه وثلاثة أساقفة آخرين الشهر الماضي في انتقادات حادة من قبل الأوساط اليهودية.
وطرد وليامسون، وهو من أخوية القديس بيوس العاشر، من الكنيسة عام 1988 بعد أن نصب أسقفا دون موافقة الفاتيكان.
ونقلت مجلة دير شبيغل الأسبوعية الألمانية عن الأسقف البريطاني قوله إن المسألة هي عن "دليل تاريخي، وليس مجرد عواطف"، مشيرا إلى أنه إذا وجد الدليل فسيصوب رأيه، رغم تأكيده أن ذلك سيحتاج وقتا طويلا.
وقال وليامسون إنه "بما أن هناك العديد من الأشخاص الصادقين والأذكياء الذين لديهم اعتقاد مختلف، فإنني يجب أن أنظر مجددا إلى الأدلة التاريخية".
وقالت المجلة إن الأسقف أشار بوضوح إلى أنه لا يخطط للاستجابة الفورية لمقترح التراجع عن تصريحاته، ورفض كذلك اقتراحا لزيارة معتقل أوشفيتز الذي أنشأه النازيون في بولندا، وتقول المجلة إن نحو مليون شخص -معظمهم من اليهود- ماتوا فيه.
واعتبر بابا الفاتيكان أنه لا يجوز التساهل أبدا مع أي محاولة لإنكار المحرقة اليهودية أو التقليل مما وصفها ببشاعة جرائم الإبادة التي ارتكبت بحق اليهود إبان الحقبة النازية، خاصة إذا كان ذلك من جانب رجل دين، في إشارة إلى الأسقف وليامسون.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد