الأسد تلقى تهنئة من بوتين واستقبل وفداً برلمانياً فرنسياً والجيش يعيد النور إلى تدمر
أعاد الجيش السوري وحلفاؤه النور إلى مدينة تدمر بعد عشرة أشهر وستة أيام حاول خلالها تنظيم داعش الإرهابي فرض ظلاميته على عاصمة البادية السورية، وسحق الجيش السوري المئات من عناصر التنظيم في واحدة من أكبر إنجازاته، واتصل على أثرها مهنئاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس بشار الأسد والذي أكد أنه «إنجاز كبير لسورية وللبشرية (…) وسيتم ترميم المدينة من جديد كي تبقى كنزاً وإرثاً حضارياً للعالم»، الأمر الذي دفع بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للإعلان عن مضاعفة «سعادته».
وذكر مصدر عسكري في مدينة حمص ، أن قوات مشتركة من الجيش واللجان الشعبية خاضت معارك عنيفة مع مسلحي داعش خلال الأيام الماضية على محاور واتجاهات عدة بمدينة تدمر ومحيطها، أدت لمقتل وإصابة ما يزيد على 500 من عناصر التنظيم، إضافة إلى تدمير عدد كبير من آلياتهم، مؤكداً أن قوات الجيش تمكنت أمس من استعادة سيطرتها الكاملة على المدينة ومحيطها بما فيها المطار والمدينة الأثرية بعد إرغام من تبقى من عناصر التنظيم على الفرار تحت ضغط ناري كثيف، مشيراً إلى إمكانية سيطرتها على مناطق السخنة والطيبة والكوم وحقل الهيل والمحطة الثالثة في عمق البادية.
وأشار المصدر العسكري، إلى أن الطيران الحربي السوري والروسي، نفذ طلعات جوية مكثفة على فلول التنظيم الفارة على محاور تدمر السخنة وتدمر المحطة الثالثة وتدمر توينان والرصافة الطبقة في الرقة، بينما باشر عناصر الهندسة عمليات التمشيط والتفتيش في أنحاء المدينة، وعثرت خلالها على مئات الألغام والعبوات الناسفة المختلفة الأوزان والأحجام والأشكال التي زرعها مسلحو داعش بين الأوابد الأثرية ومنازل المواطنين السكنية والبساتين المحيطة بالمدينة، وعملوا على إبطال مفعولها.
وعقب الانتصار تلقى الرئيس الأسد التهنئة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي أكد بأن جيش بلاده سيواصل دعم سورية في مكافحة الإرهاب.
وشدد الرئيس الأسد خلال الاتصال، بحسب الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية على موقع «فيسبوك» أن تصميم الجيش السوري على استعادة المدينة من الإرهابيين بالإضافة للدعم الفعال من القوات الجوية الروسية، هو ما حقق هذا الإنجاز الكبير لسورية وللبشرية، معتبراً أن المدينة التي تهدمت أكثر من مرة عبر القرون، «ومثلما تم ترميمها سابقاً سنعيد ترميمها من جديد كي تبقى كنزاً وإرثاً حضارياً للعالم».
كما أكد الرئيس الأسد خلال استقباله وفداً من البرلمانيين والمثقفين والباحثين والإعلاميين الفرنسيين بحسب بيان رئاسي نقلته وكالة «سانا»، أن استعادة المدينة التاريخية يعد «دليلاً جديداً على نجاعة الإستراتيجية التي ينتهجها الجيش السوري وحلفاؤه في الحرب على الإرهاب مقابل عدم جدية التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم أكثر من ستين دولة في محاربة الإرهاب بالنظر إلى ضآلة ما حققه هذا التحالف منذ إنشائه قبل نحو عام ونصف العام».
من جهتها أكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان أمس «أن السيطرة على تدمر تشكل قاعدة ارتكاز لتوسيع العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي على محاور واتجاهات عدة أبرزها دير الزور والرقة، وتضييق الخناق على إرهابيي التنظيم، وتقطع خطوط إمدادهم في المناطق التي يسيطرون عليها وصولاً إلى استعادتها بالكامل وإنهاء الوجود الإرهابي فيها»، الأمر الذي ثبت بتأكيد ناشطين على «فيسبوك» مساء أمس بأن الجيش سيطر على النقطتين850 و849 على اتجاه الحزم الثاني وعلى النقطة 876 على اتجاه جبل الرميلة شمال غرب مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي.
بدورها أوضحت مواقع معارضة بأن داعش «مارس ظلاميته كما يجب قبل فراره من مدينة تدمر» فعمد إلى تفخيخ المنطقة الأثرية بالكامل عبر عبوات ناسفة مموهة، كما رجحت إمكانية وجود انتحاريين متخفين في الجزء الشرقي من المدينة.
وعلى حين اعتبر رئيس تيار بناء الدولة المعارض لؤي حسين في صفحته على «فيسبوك» أن استعادة الجيش لمدينة تدمر يضع المعارضة «بموقف حرج إذ لا يمكنها الثناء على جيش اعتبرته خائناً وقاتلاً للسوريين، ولا يمكنها أيضاً مناصرة داعش»، وقال بان كي مون في مؤتمر صحفي من عمان: «أسعدنا وزادنا عزماً إعلان الجيش السوري استعادة السيطرة على تدمر وطرد تنظيم الدولة الإسلامية منها»، وأضاف: «أسعدني أيضاً إعلانهم أنهم لن يحموا المدينة ويحافظوا عليها فحسب بل سيحاولون ترميمها، وآمل بأن يتمكنوا من ذلك»، وكان كي مون اعتاد الاكتفاء بالتعبير عن «القلق» إزاء كل جرائم التنظيم في سورية وخاصة في تدمر.
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد