اعتقال عميد الشاي بعد فضيحة ثكنة مرج عيون
الجمل : عرضت قناة المنار شريطاً مصورا نقلاً عن التلفزيون الإسرائيلي، يظهر فيه دخول الجنود الإسرائيليون في 10 آب الى ثكنة الجيش اللبناني في مرجعيون التي يشرف عليها العميد عدنان داوود، وقد قام العميد داوود باستقبال الجنود الاسرائيليين بحفاوة كما قام عناصر الجيش اللبناني بتقديم الشاي والحلوى، ولدى قدوم قوات دولية لإخراج الجنود اللبنانيين قام هؤلاء بتسليم بطاقاتهم للسماح لهم بالخروج، واعتبرت قناة المنار بث هذه الصور محاولة من إسرائيل لبث الفتنة في الصف اللبناني، وإذلال الجيش البناني، إلا أن تلفزيون النيو تي في ، لم ير الأمر كذلك وأعاد بث الشريط مع انتقاد شديد اللهجة لا يخلو من شماتة، لوزير الداخلية أحمد الذي اعتبر سؤال القناة له عن حقيقة الواقعة في العاشر من آب تشكيكاً في وطنية الجيش وإضعافاً للروح المعنوية وقت الحرب.
قناة الـ إل بي سي ، ذكرت أن المنار والنيو تي في بثتا الشريط دون الإشارة الى أنه صادر عن تلفزيون إسرائيل، وأن الصحفي الإسرائيلي الذي التقطه أطل من التلفزيون وتحدث عن الضيافة التي لقيها الجنود في ثكنة مرجعيون. قبل أن يحتلونها بكل ارتياح وترحيب.
وبعد ساعات قليلة على فضيحة الشريط المصور أعلن وزير الداخلية اللبناني، أحمد فتفت، اعتقال العميد عدنان داود ، وقال فتفت لقناة الـ أل بي سي أن ثكنة العميد داوود كانت دائماً ثكنة "ممتازة ومثالية"!! ولم يظهر لديها أية مشكلة!! والمشكلة كما ظهر في الشريط هي في طريقة تعاطيه مع الجنود الإسرائيليين، وقد طلبنا التحقيق في الأمر كإجراء احترازي، وبعد التحقيق إذا ثبت أن ثمة خطأ حصل أو لا سمح الله ما هو أكبر من الخطأ سيتم معالجة الموضوع وفق الأصول القانونية.
وتأتي هذه الحادثة بعد ايام قليلة عن إعلان الهدنة ، وبدء نشر الجيش اللبناني في الجنوب وتصاعد حدة الجدل السياسي حول نزع سلاح حزب الله، وقد اعتبر فتفت أن نشر الجيش اللبناني في الجنوب انجاز تاريخي وأنه لا يجب تضييع هذه الفرصة.
ويمكن تخيل ما ستحققه هذه الفرصة للبنان ، إذا كان العميد داوود وثكنة مرجعيون نموذجاً لحماية الوطن ، الذي قد تضيع حدوده فلا يعرف هكذا نموذج من يحمي لبنان أم إسرائيل!
فالعميد داود يتولى قيادة قوة مشتركة من الجيش والشرطة قوامها 1000 عنصر، وكانت تتخذ من ثكنة مرجعيون، بجنوب لبنان، مقراً لها وكان الجيش الإسرائيلي قد احتفظ بقرابة 350 عنصراً من هذه القوة في الثكنة التي استولى عليها خلال معارك الأسبوع الماضي، غير أنه عاد وأطلق سراحهم بعد يوم واحد وانسحب منها، فيما نزحت القوة مع عدد من أبناء المنطقة إلى خارج المدينة. لتتعرض خلال الطريق لقصف إسرائيلي جوي. هذا بعد شرب الشاي وأكل الحلويات ، ماذا كان حالهم لو لم يقوموا باستقبال الإسرائيليين بتلك الحرارة ؟.
فقد أظهر الشريط المصور، داوود وهو يتناول كأساً من الشاي مع جنود إسرائيليين وهم يبتسمون، كما شوهد وهو يمشي معهم في باحة الثكنة.
مع أن لبنان في حالة حرب مع إسرائيل، والمعارك دائرة رحاها على مقربة من الثكنة ، والغارات الإسرائيلية لم توفر مكان ولا ملجأ ولا منزل إلا وزرعته بالموت والخراب، رغم توقيع اتفاقية الهدنة معها عام 1949، كما أن لبنان لا يعترف بإسرائيل. وتحظر القوانين اللبنانية أي شكل من أشكال التعاون واللقاء مع إسرائيل، ويعاقب القانون اللبناني أي شخص يتعامل مع إسرائيليين بالاعتقال وإقامة الدعوى عليه. كذلك تمنع القوانين اللبنانية منح أي شخص سمة دخول للأجانب الذين تحمل جوازات سفرهم سمات دخول إلى إسرائيل، أو من يحملون وثائق سفر إسرائيلية. وكانت تقارير صحفية سربتها إسرائيل يوم العاشر من آب أفادت أن رجل أعمال يهودي توسط لدى طرف لبناني للتدخل وحماية 100 جندي إسرائيلي دخلوا ثكنة مرجعيون لحمايتهم من كمين محكم للمقاومة، وقد تدخل في ذلك كل من وزيرة خارجية أمريكا و وزير خارجية فرنسا ، حيث أعطى الوزير فتفت أوامر للعميد داود كي لا يستخدم سلاحه مع الإسرائيليين ، وجرى توفير الحماية لهم عبر تمكينهم من احتلال الثكنة، حيث أحجمت المقاومة عن اصطياد هؤلاء الجنود كي لا يصيبوا الجنود اللبنانيين، وفي لقاء لأحمد فتفت حينها مع قناة الجزيرة قال أنه طلب من العميد داوود عدم استخدام السلاح لأن الجنود اللبنانيين لا يحملون سوى اسلحة فردية وهم سيذهبون ضحية، فمن الأفضل عدم القتال على أن يتم إخراجهم من الثكنة في اليوم التالي بواسطة قوات دولية وأنه جرى الاتصال بعدة جهات دولية لاتمام ذلك.
وبعد أسبوع على الحادثة تقوم إسرائيل بفضح القصة في إشارة واضحة الى المساعي الإسرائيلية لإثارة فتنة لبنانية وتقليب المقاومة الخارجة من حرب طاحنة على قوى 14 آذار، على أمل أن يحدث اصطدام يورط المقاومة في حرب أهلية.
الجمل
إضافة تعليق جديد