اسرائيل تتجاهل القرار 1701 وترسل 30 ألف جندي إلى حدود الليطاني
تجاهلت إسرائيل قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 وأرسلت 30 الف جندي قاموا امس بأكبر إنزال عسكري في تاريخها لتعلن الوصول الى الليطاني، وذلك في محاولة لانتزاع انتصار زائف يرفع معنويات الجيش وأسهم الحكومة، قبل وقف العدوان يوم غد الإثنين على الأرجح.
من جهتها، ذكرت صحيفة هآرتس ان اسرائيل وافقت على القرار 1701 بعد وعد أميركي بعدم إرغامها على الانسحاب من مزارع شبعا. اضافت الصحيفة أن الإدارة الأميركية وعدت الحكومة الإسرائيلية، في رسائل متبادلة بين الجانبين خلال الأيام الماضية، بأن يتم تخويل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان فقط بتحديد ما إذا كانت السيادة على مزارع شبعا سورية أم لبنانية، على أن يتم انسحاب إسرائيل منها في إطار مفاوضات مع أصحاب الأرض في المستقبل. ونقلت هآرتس عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله أن الوعد الأميركي يعني أن إسرائيل لن تكون ملزمة بالانسحاب من مزارع شبعا حتى لو أظهر تقرير انان أنها لبنانية.
وأعلن الاحتلال ان 50 مروحية نقلت امس مئات الجنود الى جنوب لبنان، وذلك في أكبر عملية منذ حرب عام 1973 والأضخم في تاريخ الدولة العبرية. وقالت متحدثة باسم الاحتلال <جرت عمليات واسعة النطاق بالمروحيات لنقل مئات المقاتلين الى جنوب لبنان في إطار توسيع العملية.
وقال قائد الجبهة الشمالية الجنرال عودي آدم وصلت بعض القوات الى حد الليطاني، مضيفاً أنه خلال الشهر الأخير تم تدمير عدد كبير من مواقع حزب الله ومخازن أسلحته وقتلنا 500 إلى 550 من عناصره وهذا سهّل بكل تأكيد الهجوم الذي ننفذه الآن. وتابع آمل ان نكون حققنا اهدافنا بحلول يوم الاثنين وهي الوصول الى قسم كبير من المواقع التي تطلق منها الصواريخ. اضاف انه في غضون هذه الفترة سنكون سيطرنا طبقا لخططنا على قسم كبير إن لم يكن على كامل هذه المنطقة من الجنوب.
من جهته، قال قائد المنطقة العسكرية الشمالية الجنرال الون فريدمان سنذهب الى ما وراء نهر الليطاني اذا كان ذلك ضرورياً.
وكان رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال دان حلوتس قد قال لقد رفعنا عدد قواتنا العاملة في لبنان بمعدل ثلاث مرات ليصل الى 30 الفاً. أضاف ان العملية ستتم على مرحلتين موضحاً أن المرحلة الاولى ستتيح لنا السيطرة ميدانياً وستستمر بضعة ايام، اما الثانية فتتمثل في تطهير ميداني وستدوم اسابيع.
وتابع ان حقيقة انه تم قبول قرار الامم المتحدة امس (الاول) لا ينطبق فوراً على ترتيب وقف إطلاق النار، مضيفاً إننا نقاتل حزب الله وسنواصل القتال لحين التوصل لقرار يوقف إطلاق النار، وأكثر من ذلك، إلى أن تتقرر آلية لتنفيذ (وقف إطلاق النار)... لا نعلم كم سيستغرق وصول القوة الدولية ولا يمكن ترك المنطقة من دون وجود عسكري.
وقال وزير الدفاع عمير بيرتس ان قوات الاحتلال ستبقى حتى انتشار القوة الدولية. اضاف :اذا تجرأ أي كان على استخدام القوة ضد جيش الدفاع الاسرائيلي، فسنعتبر ذلك انتهاكا لاتفاق وقف النار.
وأعلن متحدث عسكري إسرائيلي مقتل سبعة جنود في الاشتباكات مع حزب الله في الجنوب امس، اثنين منهم قضوا سحقا تحت دبابة اسرائيلية. وأصيب 84 جندياً جروح 11 منهم بالغة خلال معارك في الغندورية. وهو اعلى رقم للجرحى منذ بدء العدوان. من جهتها، ذكرت قناة الجزيرة ان 11 جنديا قتلوا، فيما تحدثت قناة العربية عن مصرع 17 جندياً.
وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني :قلنا (اننا) سنمنح الجيش الوقت الذي يحتاجه وأعتقد ان ذلك سيكون حتى وقت ما من يوم الاثنين. ولم تعط ليفني موعداً لإنهاء الهجوم، لكن مسؤولا حكوميا كبيرا قال انه سينتهي في الساعة السابعة من صباح الاثنين. ويوضح القرار الرقم 1701 انه يتعين على حزب الله ان يوقف كل الهجمات وان اسرائيل يجب ان توقف كل العمليات العسكرية الهجومية. وقال المسؤول الاسرائيلي يدخل تطهير المنطقة ضمن العمليات الدفاعية، مضيفا :نحن الأداة التي يفترض ان تخرج حزب الله من الجنوب حتى يمكن دخول قوة الامم المتحدة.
اصيب ثمانية اشخاص، بعدما اطلق حزب الله 68 صاروخا على شمال إسرائيل امس سقطت في صفد حيث انقطع التيار الكهربائي وكريات شمونة ونهاريا وبلدات أخرى قريبة من الحدود.
وقال مصدر رفيع المستوى في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت إن الأخير يعتبر ان القرار 1701 هو إنجاز سياسي مهم لإسرائيل ويضع حدا لظاهرة دولة داخل دولة في لبنان. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصدر قوله إن الحكومة اللبنانية ستكون العنوان الوحيد لتطبيق القرار الذي رأى انه يضمن نشر قوات معززة من قوات الأمم المتحدة والجيش اللبناني عند المعابر الحدودية اللبنانية السورية لتضع حدا لتمرير السلاح من سوريا.
وفي اتصال هاتفي مع اولمرت، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القرار فرصة لتسوية سياسية.
من جهته، قال نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية شمعون بيريز إن القرار يلبي غالبية طلباتنا. هذا امر لا سابق له، مضيفاً :إن القرار يبرئ إسرائيل تماماً اذ يؤكد ان حزب الله هو الذي اطلق شرارة النزاع. وتابع :تم بذل جهود كبيرة لأخذ المواقف الاسرائيلية في الاعتبار وتمت تلبية طلباتنا على كافة الأصعدة. من الصعب جداً ان نتذكر قراراً مؤيداً لإسرائيل لهذه الدرجة، موضحاً لو عارضنا القرار، لانقلب العالم ضدنا.
في المقابل، قال النائب عن الليكود والعضو في لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست يوفال شتاينيتز إن القرار 1701 هو قرار خطير ومشين يعني الرضوخ للإرهاب، مضيفاً انه اذا وافقت الحكومة على هذا الاقتراح فسيتحتم عليها الاستقالة. واعتبر ان ذلك لن يفهم في الشرق الاوسط على انه انتصار لحزب الله فحسب، بل سيعزز ايضا المعسكرين المتطرفين السوري والايراني .
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد