إسرائيل تستقبل بان كي مون بقصف مقر «الأونروا»!

16-01-2009

إسرائيل تستقبل بان كي مون بقصف مقر «الأونروا»!

لم تأبه إسرائيل لوجود الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في تل أبيب، وقامت قوات الاحتلال بقصف مقر الاونروا الأساسي غربي غزة بالقنابل الفوسفورية، فيما اكتفى بان بالتعبير عن »غضبه الشديد« مما حصل، مكرراً دعواته إلى وقف العدوان فوراً، معتبراً انه »لم يعد في وسعنا إضاعة الوقت، علينا أن نضع حداً لمعاناة المدنيين الآن«.
وقال بان كي مون، الذي التقى رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت ووزير الدفاع أيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني في القدس المحتلة وتل أبيب، »أعربت عن احتجاجي الشديد وغضبي وطالبت وزير الدفاع ووزيرة الخارجية بتقديم تفسير كامل«. وأضاف أن باراك اعتبر قصف مقر الأونروا بمثابة »خطأ فادح«، مؤكداً انه يأخذ المسألة »بجدية«. وتابع »أكد لي (باراك) انه تم إعطاء تعليمات بالتزام مزيد من الحذر بالنسبة لمرافق الأمم المتحدة حتى لا يتكرر حادث كهذا«.
ويبدو أن بان كي مون، الذي يزور رام الله اليوم، تنبه الآن إلى عدد الشهداء والجرحى الذين فاق عددهم الخمسة آلاف. وقال إن »عدد الخسائر البشرية وصل إلى نقطة لا تحتمل«، مضيفاً »لقد حان الوقت لإنهاء العنف، وبالنسبة لنا (حان الوقت) لتغيير الديناميات في غزة بشكل أساسي من اجل مواصلة محادثات السلام لتطبيق حل الدولتين الذي هو الطريق الوحيد لأمن دائم لإسرائيل«. وتابع »لم يعد في وسعنا إضاعة الوقت، علينا أن نضع حدا لمعاناة المدنيين الآن«.
وردت ليفني على دعوة بان لوقف إطلاق النار فوراً، موضحة أن إسرائيل ستقرر كيف ومتى تنهي العدوان. وقالت »نحن نجري تقييماتنا الخاصة على أساس يومي وطبقاً لها، سنقرر متى سنتوقف«. وأضافت إن »إسرائيل ستحتفظ بحقها في الدفاع عن نفسها عندما يتعلق الأمر بوقف تهريب الأسلحة وليس فقط إطلاق الصواريخ«. وتابعت إن »حماس ليست عائقا بالنسبة لإسرائيل فقط وإنما هي عائق بالنسبة للفلسطينيين وتمنعهم من إقامة دولتهم«.
وكالعادة، حمل اولمرت المقاومة الفلسطينية مسؤولية تعرض مقر الاونروا للقصف، مشيراً إلى أن المقاومين أطلقوا النار من المقر على قوات الاحتلال، وهو ما تنفيه الأمم المتحدة. وقال، لبان كي مون، »من الصحيح تماماً أننا تعرضنا للهجوم من ذلك المكان. لكن العواقب كانت مؤسفة للغاية واعتذر عنها«.
وكرر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، الذي التقى ليفني وأولمرت والرئيس شمعون بيريز، مطالبته بالتوصل إلى هدنة إنسانية فورية. وقال »نعرف أنه تجب عرقلة إعادة تسليح حماس وهو أمر يتطلب تضييق الخناق على الحدود«، معرباً عن استعداد برلين للقيام بدور في هذا الأمر. وأدان الوزير الالماني في رام الله، حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض، قصف إسرائيل مقر الاونروا، معتبراً أن »هذه من نوعية الهجمات العسكرية التي لا يمكن قبولها«.
وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني »نطالب بوقف فوري لإطلاق النار وبفتح ممر إنساني للتمكن من معالجة المرضى والجرحى في مستشفيات غزة. لقد أعدت ايطاليا بعثة إنسانية سأرافقها شخصياً الاثنين والثلاثاء إلى الأراضي الفلسطينية«، مشيراً إلى انه سيزور ايضاً لبنان وسوريا »وهما بلدان مهمان في المنطقة«. وفي برلين، أعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، استعداد برلين ولندن لمساعدة القاهرة تقنياً »لوقف تهريب الأسلحة إلى غزة«.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك إلى أن وزيرة الخارجية كوندليسا رايس اتصلت باولمرت وباراك، مكررة »إعرابها عن قلقها من الوضع الإنساني في غزة وطالبت إسرائيل القيام بكل ما يمكن لتجنب إصابة المدنيين خلال عمليتها العسكرية«.
وأدان البرلمان الأوروبي، في قرار اعتمده النواب بالإجماع، »العقاب الجماعي الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة«، مؤكداً أن ذلك يعتبر انتهاكاً »للقانون الإنساني الدولي«. ودعا المجتمع الدولي إلى وضع »آلية« يمكن أن »تشمل إرسال بعثة متعددة الجنسيات بتفويض واضح لإعادة الأمن وضمان الالتزام بوقف إطلاق النار«.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...