إدارة بوش حسمت أمر غزو العراق قبل هجمات 11 أيلول
فاضل عبد العظيم ـ يبدو أن مجريات التحقيق البريطاني في الحرب على العراق ستكشف خلال الأسابيع المقبلة مزيدا من المفاجآت بشأن الغزو المثير للجدل، وفي الوقت الذي بدأ فيه التحقيق يحيي من آلام لدى الرافضين لها، تتجه الأنظار إلى أن هذا التحقيق سيتردد صداه في الولايات المتحدة وسيدفع المنظمات الأمريكية التي شجبت الحرب إلى رفع أصوات الاحتجاج من جديد.
وتتعالى في الولايات المتحدة أصوات تنادي بضرورة محاسبة الإدارة السابقة على الحربين التي شنتهما في العراق وافغانستان، فيما يؤكد خبراء قانونيون أن لدى الرئيس الأمريكي الحالي بارك أوباما الصلاحيات القانونية لملاحقة أركان إدارة جورج بوش، لكن العرف الجاري في الولايات المتحدة لا يسمح بذلك.
وكانت الإدارة الأمريكية السابقة قد زعمت أن غزو العراق جاء ضمن ما يسمى "الحرب على الإرهاب"، وأن القرار تم اتخاذه عقب هجمات 11 سبتمبر على نيويورك وواشنطن عام 2001، لكن صحيفة "الغارديان" البريطانية كشفت الأربعاء، ان حكومة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير علمت أن بعض أركان إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أبدوا رغبتهم في قلب نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين منذ توليهم المسؤلية وقبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
وتؤكد هذه الحقائق تقارير سابقة أشارت إلى أن غزو العراق كان موضوعا على رأس مشاريع إدارة بوش الابن، وأنه ورثه عن إدارة أبيه جورج بوش الأب، الذي قاد حرب عام 1991 بزعم تحرير الكويت من الاجتياح العراقي.
وتنسب "الغارديان" إلى مصادر في لجنة التحقيق في الحرب التي بدأت أولى جلساتها الثلاثاء، أن أجهزة الاستخبارات البريطانية رفضت المزاعم التى روجها بعض أركان ادارة بوش بأن صدام حسين أقام صلات مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن المتهم أمريكيا بتدبير الهجمات.
وتضيف الصحيفة أن حكومة بلير أدركت معنى فوز جورج بوش الابن بالرئاسة في نوفمبر- تشرين الثاني عام 2000 بالنسبة الى مجمل السياسة الأمريكية تجاه العراق ونقلت الصحيفة عن السير بيتر ريكيت وهو أكبر مسؤول فى وزارة الخارجية بعد الوزير قوله أمام اللجنة أن كوندوليزا رايس كتبت قبل وصول إدارة بوش للسلطة وتعيينها مستشارة للامن القومي أن " لا شيء سيتغير في العراق حتى يرحل صدام حسين".
من جهته قال رئيس قسم الشرق الاوسط فى الخارجية البريطانية السير وليام باتي أمام اللجنة كنا على علم أن طبول الحرب كانت تقرع في واشنطن وناقشنا معهم ذلك حيث كانت سياستنا تقوم على الابتعاد عن هذا السيناريو.
وأضاف قائلا إنه طلب من المسؤولين كتابة ورقة عن الخيارات المتاحة في التعامل مع العراق بعد الهجمات على الولايات المتحدة بما فيها تغيير النظام لكن الحكومة رفضت الفكرة انذاك لانها لا تستند الى مسوغات قانونية وتقول الصحيفة إن الوثائق المسربة تفيد أن بلير قال لبوش في شهر أبريل 2002 أي قبل سنة تقريبا من غزو العراق انه سيؤيد من حيث المبدأ "عملا عسكريا بهدف تغيير النظام".
المصدر: العرب أون لاين
إضافة تعليق جديد