إبراهيم سلامة يرسم بالقهوة والطين
يستيقظ ابراهيم سلامة ليمارس عادته اليومية كما كل صباح في احتساء فنجان قهوته، وعند الانتهاء من شربه يقوم بالحفاظ على “الطحل” المتبقّي في آخر الفنجان. بعدها يتوجّه إلى أحد الأراضي لالتقاط حفنة من التراب يحتفظ بها لنفسه.
يدور بذهننا الآن، ماذا يفعل ب”طحل” القهوة وبعض التراب؟ هنا الجواب بسيط وهو أن سلامة يرسم لوحاته باستخدام القهوة والتراب بالإضافة للألوان الزيتية.
يقول الفنان التشكيلي ابراهيم سلامة الذي: “أنا من مواليد 1954 حمص، بدأت الرسم من عمر 6 سنوات وفي المرحلة الابتدائية كنت مميزاً بمادة الرسم مما لفت انتباه المدرسين والأهل، ما دفعني للاهتمام بهذه الموهبة وتنميتها وصقلها”.
وأضاف سلامة: “تابعت بشغف تعلم الرسم في كل مراحل حياتي، وانتسبت إلى مركز الفنون الجميلة في مدينة حمص عام 1970 بإشراف أساتذة كبار وعلى رأسهم الفنان المرحوم “أحمد دراق السباعي” الذي كان يشجعني كثيراً”.
وتابع: بجهود خاصة تابعت الفن وبدأت المشاركة في معارض جماعية وفردية، ومن هذه المعارض معرض في ثقافي حمص، وثلاث معارض في جامعة البعث، ومعرض في قصر الزهراوي بحمص، و معرض في مكتبة الأسد بدمشق لعامين متتالين”.
وقال سلامة : “في عام 2008 تلقّيت دعوة لإقامة معرض في ثقافي الرقّة للمشاركة في مهرجان عبد السلام العجيلي الأدبي، ومؤخراً قمت بتنظيم معرضين في اللاذقية أحدهما في نقابة الفنانين والثاني في المركز الثقافي”.
حول لوحاته قال سلامة: “استخدمت جميع المواد المتوفرة بالألوان من المائي والزيتي وفي عام 2007 بدأت بشيء جديد في عالم الفن حيث رسمت العديد من اللوحات باستخدام الطين والقهوة”.
إضافة إلى ذلك أشار سلامة إلى تأثره الكبير بموضوع الحضارة السورية، وأوضح “بعض اللوحات كنت أستمد موضوعها من قراءتي للأساطير التاريخية حيث نمّت عندي الخيال بما يتعلّق بالمحور الأهم وهو الإنسان”.
و بيّن سلامة “أنه من صفاتي هو شعوري بالسعادة المطلقة كلما أهديت لوحة لإنسان يقدّر الفن، مثل المفكر السوري الكبير فراس السواح الذي أهديته عام 2010 لوحة بعنوان جلجامش رسمتها باستخدام القهوة”.
و تابع سلامة: “كما أهديت الشاعر السوري أدونيس لوحتين قمت برسمهما بواسطة الطين، واللوحتين هما بورتريه لأدونيس و بورتريه للشاعر الكبير بدوي الجبل”. إضافة إلى لوحة منقوشة بالطين أهداها للروائي السوري “عبد الغني ملوك”.
و حاليا يوجد للفنان سلامة لوحات بورتريه بالطين لمحمد الماغوط و بدوي الجبل و كوليت خوري معروضة جميعها في المركز الثقافي في اللاذقية.
وعن النهج الذي يتبعه بالفن قال التشكيلي سلامة: “بدأت بالمدرسة التعبيرية في الرسم ثم انتقلت إلى التجريدية المحوّرة عن التعبيرية واستمريت بها، ومبدئي أن الفن هو رسالة للإنسان لأن الإنسان هو موضوع الحياة، و الحياة مُكرّسة لأجله”.
و ختم سلامة برسالة وجهها إلى كل الناس بما فيهم المعنيين عن موضوع الفن “أن يكون الاهتمام بالفن و الثقافة والفكر أكثر مما هو عليه الآن”.
حسن الحايك
إضافة تعليق جديد