أوضاع العمال السوريين في الجولان المحتل
ثمة أحداث وممارسات خطيرة تحدث في الجولان السوري المحتل, وخصوصاً مايتعلق بالعمل ومحاولات إقصائهم عن أراضيهم وتجريدهم من حقوقهم في العيش الكريم, ما استدعى لجنة تقصي الحقائق المبعوثة من قبل المدير العام لمنظمة العمل الدولية لزيارة الجولان العربي السوري المحتل ولقاء رؤساء المجالس المحليين في قرية مجدل شمس للوقوف على تفاصيل النتائج المترتبة على الاحتلال الإسرائيلي للجولان..
وقدم رئيس البعثة فريد ريش عرضاً حول مشاهداته لأوضاع العمال السوريين في اجتماع له مع الدكتورة ديالا الحج عارف وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل حيث قال:
إن الوضع لم يتغير والأمور تسير نحو الأسوأ, وهم يزاولون نشاطاتهم كعمال زراعيين تحت الاحتلال, فسوء الأحوال الجوية في العام الماضي وتساقط الثلوج أعاق نمو الثمار, لكن المشكلة تتمحور في أن سلطة الاحتلال الإسرائيلي تقوم بخزن المياه الضرورية للزراعة ولا تعطي للمزارع السوري إلا كميات قليلة وبأسعار مضاعفة عن السنة الماضية في الوقت الذي لايطبق السعرنفسه على المستوطن الإسرائيلي الذي له الأولوية في ري مزروعاته وهذا مايضطر بعض الشباب للعمل في إسرائيل بأجور متدنية قياساً لنظرائهم من الإسرائيليين.و المشكلة أن إسرائيل تضرب عرض الحائط بجميع ا لمناشدات والمطالبات لإصلاح ورفع المعاناة عن أهلنا في الجولان وتخالف في ذلك الاتفاقات الدولية وخصوصاً اتفاقية جنيف.
فالمعاناة مستمرة منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 وحتى اليوم وهي تتعمق أكثر وأكثر رغم كل المناشدات والنشاطات من قبل منظمة العمل الدولية والمنظمات التابعة للأمم المتحدة ومجلس الأمن, وتسعى فقط لتنفيذ مايخدمها عسكرياً.. هذه المعاناة تحدث عنها السيد نواف الفارس محافظ القنيطرة وقال:
تشمل المعاناة جميع مناشط الحياة لأهلنا في الأرض المحتلة, اقتصادية, سياسية, ثقافية, اجتماعية, إنسانية وهي التواصل مع الأهل, فالعائلة موزعة, قسم في الجولان المحتل والآخر داخل سورية, وقد اقترحنا عن طريق الصليب الأحمر ووزراء الخارجية إنشاء مشاف ومراكز ثقافية ومدارس والعديد من النشاطات الأخرى للتخفيف من الألم والمعاناة عن الشعب السوري في الجولان المحتل, لكن السلطات الإسرائيلية المحتلة ترفض أي محاولة ولاتقدم أي شيء بهذا الخصوص بل تمنع أي مساعدة.. وتجتهد في سبيل الأذى للضغط والتأثير على انتمائهم الوطني والقومي في سبيل فرض الهوية الإسرائيلية والقوانين الإسرائيلية وربط العمال العرب السوريين بالأندية والمنظمات العمالية الإسرائيلية.
وفي المجال الثقافي تحاول فرض مفاهيم وثقافات جديدة, للتأثير على ثقافة الجيل الذي ولد تحت الاحتلال, مثل تدريس المذهب الديني على أنه انتحار قومي, وطبعاً هذا لايلقى الاستجابة لدى أهلنا في الجولان..
أما أشكال المعاناة بسجون الاحتلال والأسرى العرب السوريين فالحديث يطول ,نرى الاعتقالات التعسفية, ممارسة الجيش الإسرائيلي للتعذيب النفسي والجسدي, وإيداعهم في سجون بعيدة ليعاني الأهل في الوصول إليهم.
وطبعاً هذا يخالف كل الشرائع الدولية واتفاقات جنيف وميثاق الأمم المتحدة, أما المعاناة الإنسانية الكبيرة فهي منع الزيارات والتواصل مع الأهل, فهي لاتسمح بها إلا بحدود ضيقة لبعض رجال الدين في السنة مرة واحدة , وعدد قليل من الطلاب الذين يدرسون داخل سورية- ومطالبهم دائماً بالسماح لهم بالتواصل مع الأهل ولو بنقطة ثابتة على الحدود على خط وقف إطلاق النار.
إضافة إلى محاولاتهم الواقعة لفرض الجنسية والهوية الإسرائيلية على المواطن السوري , وفرض القوانين الإسرائيلية, وفرض الضرائب المرتفعة غير العادلة وغير المناسبة لدخولهم كشعب محتل.
والسعي نحو التوسع في المستوطنات الإسرائيلية على حساب أرض أهلنا في الأرض المحتلة فهي تخطط لأن يصل عدد المستوطنين في منطقة الجولان 36 ألف مستوطن, وهم حالياً حوالى 17 ألف نسمة.
ومن الخطورة التي يعاني منها أهلنا في الجولان انتشار الألغام بين القرى والمزارع العربية, أمافي الجانب التعليمي فإسرائيل غيرت المناهج العربية وفرضت مناهج تخدم الاحتلال الإسرائيلي للتأثير على الشخصية الوطنية القومية.
بّين كل من السادة ميلاد عطية مدير إدارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية وأحمد حباب أمين العلاقات العربية والدولية في اتحاد العمال الدور الهام الذي تقوم به كل عام لجنة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة العمل الدولية في الجولان السوري المحتل وهم يمثلون أكبر منظمة دولية في الأمم المتحدة, وينقلون المعاناة الكبيرة التي يتحملها أهلنا في الجولان من الاحتلال الإسرائيلي مع الإشارة إلى أن هذه أمانة يجب أن توصلها منظمة العمل الدولية إلى العالم لإيصال الحقيقة كماهي عن واقع هذا الاحتلال الذي لايعير أي اهتمام للشرعية الدولية ولايحترم حقوق الإنسان , وأكدا على اقتراحين:
الأول: هو تعيين مندوب دائم لمتابعة أوضاع العمال في الأرض المحتلة من قبل منظمة العمل الدولية وتشكيل لجنة من المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية, لدراسة التقرير السنوي المقدم من قبل المدير العام المتعلق بأوضاع العمال في الأراضي المحتلة.
في احتفالية مستوطنة ( كاتسرين) وجه أولمرت كلمة تهنئة يتحدى فيها جميع المنظمات الدولية, وفيها اختراق معلن لجميع دول العالم يقول:( إن هضبة الجولان زاوية البلاد الرائعة الجميلة وإن كاتسرين هي الجوهرة التي ترصع التاج), وإن هضبة الجولان ستبقى بأيديهم وهي جزء لايتجزأ من إسرائيل. هذا ما أكدته السيدة الوزيرة ضمن تقريرها السنوي حول أوضاع العمال العرب السوريين في الجولان السوري ا لمحتل المقدم لبعثة المدير العام لمنظمة العمل الدولية لتقصي الحقائق..
واستذكرت أن لا إشارة صدرت من الأمم المتحدة تشير إلى مخالفة هذه التصريحات للتشريعات الدولية فهل سيّست لصالح إسرائيل وتمنت أن يشار في التقرير إلى أي تطبيق لأي اتفاقية من اتفاقيات العمل الدولية من قبل إسرائيل, فإذا عددت اتفاقيات العمل لن نجد تطبيقاً لها على أي مواطن عربي سوري في الجولان..فلا تطبيق لاتفاقية الحد الأدنى من الأجور, ولاوجود للضمان الاجتماعي, ولا أثر لقانون الحريات النقابية ولاتحديد لساعات العمل بل هناك تميز في المعاملة.. وضغط وعنف في استخدام السلطة, مايدفع بخريجي الجامعات السورية من أبناء الجولان السوري للعمل في مهن كالعتالة والحمل لأنه لايقبل بهم للعمل في أي شأن آخر.
وتقف السيدة الوزيرة عند نقاط أهمها:
- اقتراح اجتماع خاص مع مدير عام منظمة العمل الدولية لمناقشة مبررات عدم طرح المطالب على العلن أمام الجميع في التقارير الماضية.
وجلسة خاصة مع المعنيين بالحماية الاجتماعية لمناقشة آلية تطبيق اتفاقية الحماية الاجتماعية في الجولان المحتل.
إضافة إلى تمويل برنامج دعم مادي وفني من أجل المشاريع المتوسطة والصغيرة في ذلك القسم من أراضي الجولان المحتل.
فاتن دعبول
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد